العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-2007, 10:56 AM   رقم المشاركة : 1
رحيق العزة
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية رحيق العزة
 





رحيق العزة غير متصل

Icon3 الأدلة على إقامة الخلافة من الكتاب والسنة والإجماع ـ للتثبيت بارك الله بكم ـ

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على طه الأمين وعلى الآل والصحب الغر الميامين ، السلام عليكم ورحمة الله

الأدلة على إقامة الخلافة من الكتاب والسنة والإجماع:

أولاً:القرآن الكريم
قال تعالى:{فاحكم بينهم بما أنزل الله }وقال: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } وقال: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } .

فالآية الأولى خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وخطابه خطاب لأمته ما لم يرد دليل التخصيص، والحكم بما أنزل الله لا يكون إلا بحاكم. وكذلك التحكيم في الآية الثانية لا يكون إلا بحاكم، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فإن قال قائل بأن الحكم في أصل الوضع هو القضاء وأن الحاكم هو القاضي سلمنا، فإن هذا المعنى للحكم الذي هو القضاء من الحقيقة اللغوية ولم تنقل إلى السلطان شرعاً، وإنما نقلها عرفاً من ليس أهلاً للنقل، فهذا الاستعمال من العرف الخطأ لأنه ليس من نقل العرب، وبما أن هذا المعنى عام فلا يقال إنه من العرف الخاص، وعليه فإن لفظ الحكم ومشتقاته لا تعني إلا الحقيقة اللغوية وهي القضاء، فيكون معنى الحكم في الآيات هو القضاء حيثما ورد، ومعنى الحاكم القاضي. ولما كان القضاء هو الإخبار بالحكم على سبيل الإلزام كان لا بد من وجود من يضمن إلزام الناس بقضاء القاضي ويملك تعيين القاضي وهو الإمام أو السلطان أو الخليفة. فالقضاء بما أنزل الله واجب، والقضاء لا يكون إلا بقاضٍ، والقاضي لا يعينه وينفذ قضاءه إلا الخليفة. فكان وجود القاضي واجباً ووجود الخليفة واجباً. هذا بالإضافة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقضي وكان يولي القضاة، وكذلك الراشدون من بعده.
أما الآية الثالثة فإنه سبحانه أمر بالجماعة ونهى عن الفرقة، ولما كانت الجماعة لا تكون إلا على الخليفة كما يفهم من مجموع أحاديث الجماعة، كان نصب الخليفة واجباً بناءً على نفس القاعدة السابقة.

ثانياً: السنة
أخرج مسلم من حديث عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹من خلع يداً من طاعة الله لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية›› والواجب في هذا الحديث أن تكون في عنق كل مسلم بيعة لا أن يبايع كل مسلم الخليفة، ووجود الخليفة هو الذي يوجد في عنق كل مسلم بيعة سواء بايع بالفعل أم لا، ولهذا كان الحديث دليلاً على وجوب نصب الخليفة لأن البيعة لا تكون إلا له. وعند مسلم من حديث أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‹‹الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به›› وهذا خبر أريد به الطلب. وأخرج أحمد والترمذي والنسائي والطيالسي من حديث الحارث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹. . وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله، فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع. .›› والجماعة لا تكون إلا على رجل واحد هو الإمام كما في حديث حذيفة الذي رواه مسلم وفيه ‹‹. .قال تلزم جماعة المسلميـن وإمامهم. .›› وحديث عرفجة عند مسلم ‹‹من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه›› وحديث فضالة بن عبيد عند أحمد والبيهقي ‹‹ثلاثة لا تسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً. .››، فهو صلى الله عليه وسلم أمرنا بالجماعة وبين لنا أنها تكون على رجل هو الإمام. وما دامت الجماعة لا تكون إلا على إمام كان نصبه واجباً من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

ثالثاً: الإجماع
فقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على نصب خليفة خلال ثلاثة أيام ولا حاجة للتفصيل في هذا المقام.
فالعمل لإقامة الخلافة فرض بل هو الفرض الذي تقام به الفروض، وكونها ستقوم أم لا، لا علاقة له بالفرض، ولا يجوز للمكلف أن يتعلل بعلم الله وقضائه للقعود عن القيام بهذا الواجب. تماماً كمن عليه نفقة واجبة ولا يجد مالاً للقيام بالنفقة الواجبة، فإنه يجب عليه السعي لقوله عليه السلام: ‹‹كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول أو يقوت›› فلا يحل له أن يقعد عن السعي والاكتساب بحجة أن الله لن يرزقه، فالنصر بإقامة الخلافة والرزق بيد الله فهو الذي ينصر وهو الذي يرزق، وهذا ليس من شأن العبد، وإنما الذي من شأنه أن يسعى في طلب الرزق للنفقة الواجبة، والتلبس بالعمل لإقامة الخلافة. والله سبحانه لم يكلفنا ما لا طاقة لنا به، فكون أمريكا قوية وكذلك كثير من دول الكفر لا يشكل رخصة للقعود، فما دمنا مكلفين فعلينا العمل والله متكفل بالنصر.
على أن الله سبحانه وتعالى قد كشف لنا علمه في هذه المسألة بالدليل القطعي الذي يثبت أن الخلافة كائنة بعد أن يقضى عليها، وأن العدل والحكم بما أنزل الله آت، وهذا مما يزيدنا إيماناً وتصميماً وجدية في العمل، فقد تواترت الأخبار بهذا تواتراً معنوياً، لا يجعل مجالاً للشك أو القعود وهذا بيانه:

أولاً: حديث الخلافة على منهاج النبوة:
أخرج أحمد في المسند: حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثني داود بن إبراهيم الواسطي حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال: كنا قعوداً في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بشير رجلاً يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء؟ فقال حذيفة أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت››.
قال في المجمع رجاله ثقات. ويدل بمنطوقه أن الخلافة على منهاج النبوة كائنة بعد الملك الجبرية والناس اليوم يخضعون لهذا الملك، إذ إن إمرة السفهاء الصبيان قد طبقت الأرض، والمقصود بالصبيان السفهاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله ووصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لا يهتدون بهديه ولا يستنون بسنته، وليس المقصود صغار السن، أخرج الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء، قال وما إمارة السفهاء، قال: أُمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون عليَّ حوضي، ومن لم يصدقهم على كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، وسيردون عليَّ حوضي››. وسـند هذا الحديث فيه صحابيان وتابعيان وواحد من تابعي التابعين.

ثانياً: حديث دخول الإسلام كل بيت على ظهر الأرض:
أخرج أحمد في مسنده قال: حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا صفوان بن سليم قال حدثني سليم بن عامر عن تميم الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر››. قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.
وأخرج حديث تميم هذا الحاكم في المستدرك قال: أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العثري حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا سليم بن عامر عن تميم الداري وذكر الحديث ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
أخرج الحاكم في المستدرك قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن وليد بن مزيد البيروتي حدثنا محمد بن شعيب بن شابور حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع سليم بن عامر يقول: سمعت المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹لا يبقى على ظهر الأرض من بيت مدر ولا وبر إلا أدخل الله عليهم كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل يعزهم الله فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فلا يدينوا لها››. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وأخرج حديث المقداد هذا البيهقي في السنن الكبرى إلا أنه قال في آخره: [وإما يذلهم فيدينون له] وإسناده: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقري وأبو بكر القاضي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد ابن مزيد أخبرني أبي قال سمعت ابن جابر عن سليم بن عامر قال حدثني المقداد وذكر الحديث.
كما أخرج حديث المقداد أحمد في مسنده قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا الوليد بن مسلم حدثني ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر قال سمعت المقداد وذكر الحديث.
وأخرجه أيضاً الطبراني في الكبير قال حدثنا يحي بن عثمان بن صالح حدثنا نعيم بن حماد حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع سليم بن عامر يحدث أنه سمع المقداد بن الأسود وذكر الحديث. قال الهيثمي رجال الطبراني رجال الصحيح.
وأخرجه أيضاً ابن حبان في صحيحه قال: أخبرنا عبد الله بن سليم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثني الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد وذكر الحديث.
وأخرجه ابن حبان من طريق آخر قال: أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق قال حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد بن الأسود وذكر الحديث.
وأخرج الحاكم من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: أخبرني أبو الحسين بن أبي عمرو السماك وأبو أحمد الحسين بن علي التميمي قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني يحي بن سعيد الأموي حدثني أبي حدثني يزيد بن سنان حدثنا عقبة بن رويم قال سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله تعالى عنه يقول: ‹‹كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة رضي الله تعالى عنها ثم يأتي أزواجه. فلما رجع خرج من المسجد تلقته فاطمة عند باب البيت تلثم فاه وعينيها تبكي، فقال لها يا بنية ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله ألا أراك شعثاً نصِباً قد اخلولقت ثيابك! قال فقال فلا تبكي فإن الله عز وجل بعث أباك لأمر لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخل الله به عزاً أو ذلاً حتى يبلغ حيث بلغ الليل››. قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرج الطبراني حديث أبي ثعلبة في مسند الشاميين قال: حدثنا طالب بن قرة الأذني حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع حدثنا يحي بن سعيد الأموي حدثنا أبو فروة بن يزيد بن سنان عن عروة بن رويم عن أبي ثعلبة الخشني وذكر الحديث.
هذا الحديث رواه ثلاثة من الصحابة ورواه عنهم على الأقل ثلاثة من التابعين ورواه عنهم تسعة من تابعي التابعين على الأقل. وفيه إخبار عن دخول الإسلام كل بيت على ظهر الأرض وأكثر أوروبا الغربية لم يدخلها الإسلام وكذلك الأمريكيتين وأستراليا وكثير من إفريقيا. ودخول الإسلام فسّر الحديث بأنه إما الدخول في الإسلام أو بالدينونة له أي الخضوع، والخضوع لا يكون إلا بالحكم، وكل الروايات تصرح بالدينونة للإسلام إلا رواية الحكم التي ذكرناها، ويمكن فهمها على أنهم لا يدينون بكلمة الإسلام ولكنهم يذلون لها بالجزية والخضوع لأحكام الإسلام، فهي لا تخرج عن معنى بقية الروايات. ثم الخضوع لحكم الإسلام يستلزم وجود دولته، فالحديث بمفهومه يدل على أن دولة الإسلام كائنة وأنها تعم الأرض بسلطانها.

ثالثاً: حديث الورق المعلق:
أخرج الحاكم في المستدرك قال: أخبرنا أبو عبيد الله بن عبد الله الزاهد حدثنا أحمد بن مهدي بن رستم حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالساً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‹‹ أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيماناً؟ قالوا: يا رسول الله الملائكة، قال: هم كذلك ويحق ذلك لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنـزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم، قالوا: يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالـى بالنبوة والرسالة. قال: هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنـزلة التي أنزلهم بل غيرهم. قال قلنا فمن هم يا رسول الله؟ قال: أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيماناً››. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرج البزار من طريق محمد بن مرزوق قال: أنبانا المنهال بن بحر قال أنبأنا هشام الدستوائي عن يحي بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيه: ‹‹أولئك أعظم الخلق منـزلة وأولئك أعظم الخلق إيماناً عند الله يوم القيامة››.
قال الهيثمي: أحد إسنادي البزار المرفوع حسن. المنهال بن بحر وثقه أبو حاتم وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.
هذا الحديث رواه على الأقل ثلاثة من تابعي التابعين عن ثلاثة من التابعين عن صحابي. وهو يدل بمفهومه على أن دولة الإسلام كائنة بعد أن يقضى عليها، والذي يدل على أنها كائنة قوله: [فيعملون بما فيه] وما من ألفاظ العموم فتشمل عمل الأفراد كالصلاة وتشمل عمل الدولة كالحدود وحمل الدعوة وعقد المعاهدات وتطبيق سائر الأحكام التي جعلها الله سبحانه وتعالى من اختصاصها. وأما الدليل على أنها تكون بعد القضاء على دولة الإسلام الأولى فقوله: [فيجدون الورق المعلق]، والورق المعلق يشمل الكتاب والسنة، وقد كان هذا الورق موجوداً زمن الصحابة، وكان بعض السنة معلقاً أيضاً عند بعض الصحابة كعبد الله بن عمرو، وكان معلقاً أيضاً عند الأجيال التي جاءت بعد الصحابة، فما الفرق بيننا وبينهم؟ الفرق والله أعلم أنهم وجدوا الورق المعلق ووجدوا الدولة التي تعمل به، أما نحن فلم نجد إلا الورق المعلق ولم نجد الدولة فعملنا لها وسنعمل به فيها إن شاء الله. فيكون معنى الحديث: فيجدون الورق المعلق لا يعمل به فيعملون بما فيه كله. أي أن الورق المعلق لا يعمل به قبلهم فيعملون به. أي أنهم يجدونه على الرفوف فيضعونه موضع التطبيق في الحياة.
وفي هذا الحديث دقيقة ينبغي التنبيه إليها وهي أن هؤلاء القوام ليسوا أفضل من الملائكة والأنبياء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الملائكة والأنبياء [هم كذلك] أي أنهم أفضل أهل الإيمان إيماناً، أي أنه من الطبيعي والبديهي أن يكونوا كذلك، ولا يحتاج هذا إلى سؤال، والذي يحتاج إلى السؤال عنهم هم غيرهم ممن لا يكونون بمنـزلتهم التي أنزلهم الله إياها، فهذا الفضل في إيمانهم يحق لهم بالمنـزلة التي أنزلهم الله إياها. فهؤلاء الأقوام أفضل أهل الإيمان إيماناً خلا الملائكة والأنبياء. وكونهم أفضل أهل الإيمان إيماناً لا يجعلهم أفضل من الصحابة، ذلك أن فضلهم محصور بالإيمان أي مقيد بالإيمان وليس فضلاً مطلقاً، وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم [إيماناً]، فالفضل كما يكون بالإيمان والتقوى، يكون بالأعمال، وهؤلاء الأقوام إنما فضلوا غيرهم بكونهم آمنوا بورق معلق وعملوا به دون أن يروا نبياً ولا وحياً ولا دولة، ففضلهم محصور ومقيد بهذه الجزئية من التفاضل، لكن لو جمعنا الجزئيات التي يتفاضل بها المؤمنون أي التفاضل مطلقاً لكان الصحابة خيراً منهم ولا كلام. وحتى الصحابة الذين كانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الدولة فإنهم لا يشاركون هؤلاء الأقوام بمزية وجدان الورق المعلق والعمل به، وإن كانت لهم مزايا أخرى تجعلهم أفضل، هذا ويمكن التسوية بين أفراد هؤلاء الأقوام وبين أفراد الصحابة باعتبارهم من السابقين قال تعالى { والسابقون السابقون ، أولئك المقربون، في جنات النعيم، ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين } .

ـ فالسابقون إلى العمل بما يجدون من الورق المعلق يشاركون الصحابة في السبق لا في الفضل، وبكونهم أفراداً لا بكونهم قرناً، وبهذا يجمع بين الأدلة. على أنه لو قال قائل إن قوله عليه السلام: [أهل الإيمان] هو من العام الذي أريد به الخاص، فالعام هم المؤمنون الذين لا يجدون إلا الورق المعلق ولكنهم لا يعملون له ولا به، وأريد بهذا العام العاملين فقط، لو قال قائل بهذا الرأي لكان له وجه، فالمسلمون بعد هدم الخلافة مؤمنون، وأفضل أهل الإيمان من المؤمنين اليوم هم العاملون بالورق المعلق، وهم السابقون لغيرهم من المسلمين.

رابعاً: حديث نزول الخلافة الأرض المقدسة:
أخرج أبو داود قال: حدثنا أحمد بن صالح حدثنا أسد بن موسى حدثنا معاوية بن صالح حدثني ضمرة أن ابن زغب الأيادي حدثه قال: نزل عليّ عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي: ‹‹بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئاً، وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال: اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلـى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلـى الناس فيستأثروا عليهم. ثم وضع يده على رأسي أو قال على هامتي ثم قال: يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك››. قال الألباني صحيح.
وأخرجه الحاكم قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا هارون بن سليمان الأصبهاني حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب أن ابن زغب الأيادي حدثه قال نزل عليّ عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي الحديث وذكر الحديث مرفوعاً. .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرجه أحمد بنفس إسناد الحاكم.
هذا الحديث إن كان ابن زغب هو عبد الله فهو صحابي، وإن كان عبد الرحمن فهو تابعي فيكون رواه صحابيان على القول الأول وصحابي واحد على القول الثاني. وتابعي واحد على القول الأول وتابعيان على القول الثاني، وثلاثة من تابعي التابعين على القولين. وهو يدل بمنطوقه على أن الخلافة ستنـزل الأرض المقدسة، ولا يقال إنها قد نزلتها في عهد الراشدين، لا يقال ذلك لأنها لم تدن الزلازل والبلايا والأمور العظام بعد الفتح، وهذا يقتضي نزولاً ثانياً تكون بعده الزلازل والبلابل والأمور العظام.

.................................................. .................................................. ...
موضوع في القمة ، منقول من منتدى العُقاب " قسم الدول الإسلامية "

يتبع بحول الله

أرجو من الإدارة الموقرة التثبيت وحياكم الله







التوقيع :
http://www.azeytouna.net/


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ولا حول ولا قوة إلا بالله

قديم 30-01-2007, 12:03 PM   رقم المشاركة : 2
الممدوح
( مشرف الأقسام العامة )
 
الصورة الرمزية الممدوح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الف شكر لك علي الموضوع

وجزاك الله كل خير

وجعله الله في ميزان حسناتك


الممدوح







التوقيع :
سبحان الله و الحمد لله والله اكبر

قديم 01-02-2007, 12:56 AM   رقم المشاركة : 3
فجر الاسلام
 
الصورة الرمزية فجر الاسلام
 





فجر الاسلام غير متصل

اخي الغالي : رحيق العزة ...

جزيت خير الجزاء اخي على ما تقدم لنا ...

فاسال الله سبحانه ان لا يحرمك الاجر ....

دمت برعاية الله وحفظه ...

اخوك :
فجر الاسلام







قديم 01-02-2007, 04:10 AM   رقم المشاركة : 4
الكناري 2007
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية الكناري 2007
 






الكناري 2007 غير متصل

جزاك الله خير







قديم 07-02-2007, 09:07 PM   رقم المشاركة : 5
رحيق العزة
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية رحيق العزة
 





رحيق العزة غير متصل

السلام عليكم

تتمة للموضوع بحول الله :

خامساً: حديث عقر دار المؤمنين بالشام:
أخرج ابن حبان في صحيحه تحت باب: ذكر البيان بأن الشام هي عقر دار المؤمنين في آخر الزمان: أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال. . . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹. . .وعقر دار المؤمنيـن الشام››.
وأخرجه أحمد من حديث سلمة بن نفيل قال: حدثنا الحكم بن نافع قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير أن سلمة بن نفيل أخبرهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال. . . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم. . . ألا إن عقر دار المؤمنيـن الشام. .
وأخرجه الطبراني في الكبير قال: حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا محمد بن مهاجر أن الوليد بن عبد الرحمن حدثه عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹عقر دار الإسلام بالشام››. قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات.
هذا الحديث يرويه خمسة من تابعي التابعين عن اثنين من التابعين عن اثنين من الصحابة. ويقتضي صدق المخبر أن يكون الحديث عن عقر دار الإسلام الثاني لا عن عقرها الأول. إذ عقر الدار وسطها وأصلها، وعقر الدار الأولى كانت المدينة المنورة، وهذا يقتضي أن يكون المراد هنا عقر الدار الثانية.

سادساً: حديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام:
أخرج مسلم في صحيحه: حدثنا زهير بن حرب حدثني الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم؟››.
وفي رواية عند مسلم: حدثنا الوليد بن شجاع وهارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالوا حدثنا حجاج وهو ابن محمد عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹. . فينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صلّ لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله لهذه الأمة››.
وفي رواية عند مسلم أيضاً قال: حدثني حرملة بن يحي أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟››
أخرج البخاري قال: حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم›› تابعه عقيل والأوزاعي.
وأخرج ماجة في سننه قال: حدثنا علي بن محمد حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن إسماعيل بن رافع أبي رافع عن أبي زرعة السَّيباني يحي بن أبي عمرو عن عمرو بن عبد الله عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹. . . وإمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس، فيضع عيسى يده بيـن كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم››.
وأخرج أحمد في المسند قال: حدثنا عثمان بن عمر حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹كيف بكم إذا نزل فيكم عيسى بن مريم وإمامكم منكم؟››. وفي رواية عند أحمد: ‹‹فيتقدم أميرهم فيصلي››.
وعند الطبراني: ‹‹فيقول له الناس يا روح الله تقدم فصل بنا فيقول إنكم معاشر أمة محمد أمراء بعضكم على بعض فتقدم أنت فصلّ بنا فيتقدم الأمير فيصلي بهم. . ››.
وأخرج ابن الجارود في المنتقى: حدثنا محمد بن يحي قال حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج أنبأني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹. . فينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمير لتكرمة الله هذه الأمة››.
وأخرج الحاكم في المستدرك: أخبرني الحسن بن حكيم المروزي حدثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري حدثنا سعيد بن هبيرة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة قال أتينا عثمان ابن أبي
العاص. . . فقال عثمان رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹. . .فينحاز المسلمون إلـى عقبة أفيق. . . فينـزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم عند صلاة الفجر، فيقول له إمام الناس تقدم يا روح الله فصلّ بنا فيقول إنكم معشر هذه الأمة أمراء بعضكم على بعض تقدم أنت فصل بنا فيتقدم فيصلي بهم. .››. قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم لم يخرجاه. هذا الحديث بطرقه المختلفة رواه أربعة عشر من تابعي التابعين عن ثمانية من التابعين عن أربعة من الصحابة.
والإمام الذي يصلي رجل صالح وهو أمير كما صرحت به بعض الروايات، وهل هو إمام بمعنى خليفة أم لا احتمالان، لكنه أمير على كل حال، وأمير صالح يصلي بالناس كما هي السنّة، مما يدل على أنه يحكم بالإسلام متقيد به، هذا إذا لم يكن إماماً بمعنى خليفة.

سابعاً: حديث العدل والجور:
أخرج أحمد في المسند قال: حدثنا أبو أحمد حدثنا خالد عن نافع عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹لا يلبث الجور بعدي إلا قليلاً حتى يطلع فكلما طلع من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره. ثم يأتي الله تبارك وتعالـى بالعدل فكلما جاء من العدل شيء ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره››. قال الهيثمي: فيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم والرازي وابن حبان وقال يخطئ ويهم وبقية رجاله ثقات.
وقال الشافعي في أحكام القرآن عند تفسير قوله تعالى: ﴿أن تحكموا بالعدل﴾ : اتباع حكمه المنـزل.
هذا الحديث رواه واحد من تابعي التابعين عن اثنين من التابعين عن صحابي واحد. وهو يدل على أنه سيأتي على الناس زمان يحكمون فيه بالإسلام لا يخالطه غيره، بعد أن يمر عليهم زمان يحكمون فيه بغير ما أنزل الله صرفاً لا يخالطه من الإسلام شيء. فكل حكم بغير الإسلام جور وكل حكم به عدل. وقد ولد في الجور من لا يعرف غيره، وسيأتي الله سبحانه بالعدل، أي بالدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله لا تخلط بالعدل غيره.
ولا يقال إن العدل سيأتي بالتدريج، وأنه يمر على الناس زمان يحكمون فيه بخليط من العدل والجور، ثم ينقى العدل من الجور حتى يكون عدلاً محضاً لم يشب، لا يقال هذا لأن العدل لا يجتمع مع الجور ولا يسمى حينئذ عدلاً، فالحاكم الذي ينهب الملكية العامة ثم يقطع يد السارق لا يسمى قطعه هذا عدلاً، والحاكم الذي يأذن بوجود أحزاب تدعو إلى العبادات وطباعة كتب الثقافة الإسلامية ولا يأذن بوجود أحزاب إسلامية سياسية لا يعتبر فعله عدلاً، والحاكم الذي يشتري الأسلحة من الكفار ويمنع تصنيعها في بلاد المسلمين لا يعتبر شراؤه عدلاً. والحاكم الذي يشجع على إحياء الأرض الموات ويأذن بأخذ القروض الربوية لا يسمى تشجيعه عدلاً. والحاكم الذي يبيح الاختلاط والخلوة ويأذن بخروج النساء كاسيات عاريات وبسفرهن مع غير المحارم ثم يقيم حد الزنا لا تسمى إقامته للحد عدلاً. فالعدل يمكن أن يأتي بالتدريج في الأمكنة لا في ماهيته وأحكامه، فكلما انضم أو ضم قطر جاءه العدل وذهب عنه الجور.

ثامناً: حديث خليفة آخر الزمان:
أخرج مسلم في صحيحه: وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده››.
وفي رواية عند مسلم: حدثنا زهير بن حرب وعلي بن حجر واللفظ لزهير قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً›› قال قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا. وحدثنا ابن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا سعيد يعني الجريري بهذا الإسناد نحوه.
وفي رواية عند مسلم أيضاً: حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر يعني ابن المفضل وحدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل يعني ابن علية كلاهما عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹من خلفائكم خليفة يحثو المال حثياً لا يعده عدداً›› وفي رواية بن حجر: ‹‹يحثي المال››. وأخرج أبو يعلى في مسنده بإسناد رجاله ثقات إلا محمد بن دينار فإنه لا بأس به قال: حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا محمد بن دينار عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: وذكر الحديث.
وأخرج أحمد قال: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وذكر الحديث.
وفي رواية عند أحمد: حدثنا خلف بن الوليد حدثنا عباد بن عباد حدثنا مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري وذكر الحديث مرفوعاً.
وفي رواية عند أحمد أيضاً: حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري ورفع الحديث.
هذا الحديث يرويه اثنا عشر من تابعي التابعين عن خمسة من التابعين عن صحابيين، وهو يدل بمنطوقه على أنه يكون في آخر الأمة أو في آخر الزمان خليفة. وهذا لا يمنع وجود غيره فهو خليفة من خلفاء آخر الزمان.

تاسعاً: حديث مهاجر إبراهيم والهجرة بعد الهجرة:
أخرج أبو داود في السنن: حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم. .››.
وأخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه: أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العتري حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول: . . .قال أبو هريرة حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الحديث.
وأخرجه أحمد في مسنده قال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الحديث.
هذا الحديث رواه على الأقل خمسة من تابعي التابعين عن ثلاثة من التابعين عن اثنين من الصحابة. وهو يدل على أنها ستكون هجرة إلى الشام بعد الهجرة إلى المدينة، والهجرة هي الخروج من دار الكفر إلى دار الإسلام، وكان الخروج في المرة الأولى إلى المدينة وسيكون الخروج في المرة الثانية إلى الشام. يؤيد هذا الفهم حديث عقر دار الإسلام.

عاشراً: حديث الغرباء النـزاع من القبائل:
أخرج مسلم في صحيحه: حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر جميعاً عن مروان الفزاري قال ابن عباد حدثنا مروان عن يزيد يعني ابن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء››.
وأخرجه ابن ماجة: حدثنا حرملة بن يحي حدثنا عبد الله بن وهب أنبأنا عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وذكر الحديث. قال الألباني حسن صحيح.
وفي رواية عند ابن ماجة: حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‹‹إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء، قيل ومن الغرباء؟ قال: النـزاع من القبائل››.
وفي رواية عند ابن ماجة أيضاً: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ويعقوب بن حميد بن كاسب وسويد بن سعيد قالوا حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
وأخرجه الترمذي من طريقين وقال حسن صحيح فيهما:
الأولى: حدثنا أبو كريب حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي اسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث ثم قال وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو.
الثانية: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‹‹إن الدين ليأرز إلـى الحجاز كما تأرز الحية إلـى جحرها وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأورية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريباً ويرجع غريباً فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي››.
وأخرجه أحمد قال: حدثنا عفان حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.
أسانيد هذه الأحاديث التي تتبعتها فيها سبعة من الصحابة وتسعة من التابعين وتسعة من تابعي التابعين. ووجه الاستدلال به على ما نحن فيه أنه يخبر عن رجوع الإسلام وعودته كما بدأ، ورجوع الإسلام يعني رجوع دولته وإلا فالإسلام موجود والمسلمون موجودون إلا أنه غائب عن حياتهم.
وخلاصة القول أن الخبر عن رجوع دولة الإسلام وأنها كائنة، هذا المعنى قد تواتر، فقد رواه على الأقل خمسة وعشرون صحابياً، ورواه عنهم تسعة وثلاثون تابعياً ورواه عنهم اثنان وستون من تابعيهم، ممن يؤمن تواطؤهم على الكذب، وبهذا يثبت التواتر المعنوي. على أن هناك أحاديث وآثار في الباب لم تعد الحاجة قائمة للتفصيل فيها لثبوت التواتر المعنوي بما ذكر.
منها ما أخرجه الحاكم وصححه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وذكر عنده الدجال فقال: [تفترقون أيها الناس لخروجه على ثلاث فرق. . . وفرقة تأخذ شط الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام].
ومنها ما أخرجه الحاكم وصححه عن أبي شريح: [. . .فسمعت من يقول إنهم اثنتا عشرة غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً فيجتمع المسلمون إلى صاحبهم ببيت المقدس].
ومنها عند ابن عساكر ولم أخرّجه عن ميسرة بن جليس عنه صلى الله عليه وسلم: ‹‹هذا الأمر ـ يعني الخلافة ـ كائن بعدي بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس، فإذا كانت ببيت المقدس فثم عقر دارها ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبداً›› وأظن أن المقصود بالمدينة الثانية مدينة هرقل.
ومنها عند ابن عساكر ولم أخرجه أيضاً عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹يكون في بيت المقدس بيعة هدى››.
ومنها عند الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‹‹إذا وقعت الملاحم خرج بعث من الموالي من دمشق هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً، يؤيد الله بهم الدين››.
وأخرج الحاكم وصححه من حديث عبد الله بن عمرو قال: يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه مؤمن إلا لحق بالشام.
فالسعيد من بادر إلى العمل مع العاملين لقيامها، وأخلص عمله لله، لعل الله يتقبل منه فيكون من الغرباء النـزاع الذين يغرسهم الله لهذا الدين، والشقي من والى الكفار والمنافقين في صدهم عن هذا السبيل، والخاسر من أتبع نفسه هواها ووقف متفرجاً ينتظر على من تدور الدائرة.
---------------------------
عن الوعي

http://www.al-waie.org/

أختكم في الله رحيق العزة







التوقيع :
http://www.azeytouna.net/


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ولا حول ولا قوة إلا بالله

قديم 09-02-2007, 03:30 AM   رقم المشاركة : 6
الكناري 2007
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية الكناري 2007
 






الكناري 2007 غير متصل

جزاااااااااااك الله خير







قديم 10-02-2007, 01:57 AM   رقم المشاركة : 7
مرهف احساسه
( ود متميز )
 
الصورة الرمزية مرهف احساسه
 






مرهف احساسه غير متصل

جزاك الله خير







التوقيع :
اهـــــــدأإأإأإء خــــاأإأإأإصــ

**صدقنيــ قدرتــ انساكــ واريحــ قلبيــ منــ ذكراكــ**

قديم 16-02-2007, 10:34 AM   رقم المشاركة : 8
رحيق العزة
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية رحيق العزة
 





رحيق العزة غير متصل

حياكم الله على المرور إخوتي الأفاضل







التوقيع :
http://www.azeytouna.net/


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ولا حول ولا قوة إلا بالله

قديم 16-02-2007, 06:04 PM   رقم المشاركة : 9
عيونكـ غرامي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية عيونكـ غرامي
 







عيونكـ غرامي غير متصل

جزاكـ الله خير







التوقيع :

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية