منتهىثابت:
عندما يتقارب عمر الطفل من السنة الأولي فان طبيعة الخوف الفطرية تبدأ بالظهور اذ يخاف الأشياء الغريبة ، وفي مستهل طفولته يخاف الطفل الأصوات الغريبة وغير المألوفة ، وكذلك الأجسام والناس غير المألوفين لدي الطفل وعالمه، وفي سن ما قبل الدراسة أي ما بين 6:3 من تعداد سنواتهم، نري كثيرا من الأطفال يعانون خوفا قد ينتهي بمرورالوقت، ونادرا ما تكون له عواقب طويلة المدى، ومن الشائع في هذه المرحلة، ان يخاف الأطفال من الحيوانات والمخلوقات الخيالية والافلام المرعبة والعواصف والرعد، والأماكن الغريبة.
الخوف غير المنطقي والخيالي
عندما يعاني الطفل مخاوف خيالية، كخوفه من الأشباح او المخلوقات الغريبة الاخرى، فمن غير المفيد عندها ان تقولي له: هناك ما يدعو للخوف، فهذه المخاوف الذي نراها نحن الكبار لا مبررلها، قد يرى بها الطفل كل المبرر ومثل تلك المخاوف التي يراها الوالدان غير منطقية، تعد بمثابة طرق غير مباشرة لتمحيص الوالدين وإظهار ما إذا كانا علي نفس المستوي من القوة التي يحتاج الأطفال إلي رؤيتها فيهما ام لا! .. وبصفة أساسية فإحساس الطفل بالطمأنينة والأمن، يتولد من قدرته علي رؤية والديه قويين لا يهابان شيئا، وكذلك فالطفل لديه القدرة علي المبالغة في شجاعة والديه بسهولة كبيرة وان ما ينبغي علي الوالدين فعله كي يواكبا الطفل في هذه المخاوف اخباره انه حتى اذا وجدت هذه الخيالات والتي يخشاها، فانه سوف يلقي منهما الحماية ولن يصيبه أي اذى، وايضا هنالك من الاطفال من وجد في ظل مخاوفه تلك حبا ودلالا كبيرا فصار يتخذ منها الذرائع للنوم بجوار والديه او لافتكاك امه من سريرها لتسهر قربه وصعب في هذه الحالة مقاومة الرغبة في تخفيف القلق عن الطفل بهذه الطريقة، والافضل ان يظل احد الوالدين بجانب سرير الطفل حتى ينام تماما حتى يتأكد الطفل انه في مأمن من المخاوف التي تقض مضجعه وانكما تكفلان له الحماية الكاملة التي يحتاجها الطفل وقد يتوتر نظام نوم الأبوين لأسبوع او حتى أسبوعين في ظل تلك المعالجة ولكنها فترة وتمر وعلي المدى البعيد ستساعد الطفل علي تلمس مشاعر الخوف والإحساس بالأمان الدائم حال التغلب عليها بصورة افضل من نومه لاشهر بسرير والديه.
المخاوف المعقولة
طبيعي ان الطفل الصغير والجديد علي هذا العالم يخاف عند رؤيته أشياء وأناسا غرباء فان يخشى الطفل الكلب الطفل الكلب المفترس او القطط غير المستأنسة، أمر لا غبار عليه وبعض الاباء يزرعون الخوف بقلب أبناءهم قسرا، مهلا .. الامر لا يدعو للقلق فان يزرع الاب الحنون الخوف من تقاطع الطرق واشارات المرور فهذا ليس ترهيبا يحسب عليه، بل له وان تزرع الام تخويفا بقلب طفلها من نار الموقد او سكين المطبخ، فهذا امر محمود العواقب ومهمة كليهما مساعدة الطفل علي اكتساب هذا النوع الإيجابي من الخوف الطبيعي والمنطقي وتعليمه كيف يتعايش ويتلافى عواقب ذاك الخوف فلو خاف طفلك من كلب البيت المستأنس الوفي فعلماه ان بامكانه وببساطة الهدوء والبقاء واقفا واستلطاف الكلب ـ أكرمكم الله وعدم الخوف منه.
الخوف من سوء الفهم
إنها مشكلة فعاينها نحن الناضجون الكبار فكيف هو الحال مع الأطفال الصغار؟ .. كل الأطفال جربوا ـ تقريبا ، الخوف من الفهم الخاطئ لمغزى الأحداث اوالأقوال التي يأتون بها ولربما بعض تلك المخاوف في البدء تبدو لنا ممتعة، فمثلا .. ذاك الطفل اخبره جده انه لو ابتلع بذرة البطيخ ستنمو بطيخة كاملة بمعدته نراه لواسترجع فيما بعد ـ أي عندما يصير يافعا ـ لو استرجع هذا الحدث بعد سنوات فانه سيذكر اول ما يذكر كم القلق البالغ الذي انتابه عندما داعبه جده تلك المداعبة اللطيفة بنظر جده والمرعبة بنظره هو وعندما يصرح الأطفال الحكايا لبعضهم البعض فان تلك المداعبات ستأخذ نصيب الأسد وسيحكون كم هم خائفون وبمقدور الأبوين تحجيم مقدار الخوف من سوء الفهم لادنى حد ممكن وذلك بالتلميح لتقبل ذاك الفهم ولكن دون موافقتهم علي كل شيء وبحذافيره ولابد من مقاومة الرغبة بأفكار الطفل وبصفة عامة لو أنكر أو همش إنسان مشاعر أو أفكار انسان اخر فانه لن يعيد الكرة بالبوح لك بها ثانية ـ سواء كانت معقولة ومقبولة ام لا ومن هنا تضيع فرص كثيرة قد تمكن الام والأب من مساعدة طفلهما.
المعاني المحرفة
بإمكان الأبوين مساعدة الطفل علي التخلص من المعاني المحرفة والفهم الخاطئ وذلك بالتفتيش في داخله لمعرفة الطريقة التي يفكر بها الطفل في مواضيع بعينها وما رد فعله وإحساسه نحو هذه الأحداث كذلك من الممكن لكما ان تنظرا لسلوكيات الطفل والتي تميز بين التكوين السوي وما عداه ـ كالراحة في النوم والشهية للطعام من عدمها والصداقات مع الأطفال ودرجة الاهتمام والحماس لممارسة نشاطات ونوع تلك النشاطات.ولابد لنا ان نعلم ان الخوف شأنه شأن أي تصرف إنساني جزء من تكوين الإنسان الطبيعي وهو يواكب مراحل النمو المختلفة للطفل وامرخارج عن إرادته وعن نطاق الحماية التي يكفلها الوالدان بالمنزل كما ان تعليم الأطفال كيفية مواكبة المخاوف المعقولة والمنطقية حافزهم للقضاء عليها والمرور بها مرورالكرام دون ان تشكل لديهم مرضا وعقدة قد تفضي بهم الي الرهاب كل ذلك يعتبر جزاء كبيرا لا غني عنه في نظام التربية الذي يعتمد للأطفال ثم من منا لا يخاف فليرمهم بحجرـ شرط ا ن يكون حجرا من خفاف...فهم أطفال.
تحيااااااااااااتي
*4
العرض العادي
