بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال رسولنا الكريم .. ( بلغوا عني و لو آية ) ..
قال تعالى : (( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ )) ..
لك الحمد يا من بينت لنا سبيل الكسب المشروع ..
و لك الشكر يا من أبعدتنا عن طـُـرق الممنوع ..
انتشرت في أوطاننا .. و راجت في زماننا .. و ضحيتها هم أبنائنا ..
دخلت في كل مجال .. و أهلكت ما هو حلال ..
أخذت أيدي مقدميها عليها .. لوجود مستقبليها ..
الرشوهـ .. ((ما يُعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل ))
تساهلها الكثيرون .. و استسهلوا معاملتها ..
و كأنهم نسّوا مليكهم يقول : (( وَ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )) ..
و كأنهم لم يسمعوا نذيرهم يحذرهم بقولهـ : (لعنة الله على الراشي والمرتشي في الحكم ) ..
فــمسكينٌ هـو ... لا يدري أن ملعون كما ذكرنا في الحديث ..
و لا أجـــد أسباباً لقبولهمـ للرشوة إلا :
1 - ضعف الوازع الديني .. و قلة الإيمان ..
- يدخل رجل للمصلى .. و يقرأ القرآن بينما هو ينتظر الإقامة .. و يقرأ الآيات التي تدل على تحريم الرشوة .. فيصلي و يعود لمكتبه ... و ما أن تـُـعرض عليه الرشوة .. سرعان ما ينسى ما كان يقرأه قبل قليل عندما أراد الصلاة ..
هنا يجب علينا أن نقف .. و أن نقرأ القرآن كــقرآن كريم .. و ليس كــروايهـ ألفها كاتب ..
2 – تساهل الأعضاء في إنتهاك حرمات الله ..
- و هذا يندرج تحت ضعف الوازع الديني ..
3 – ضيق العيش الذي يعانيه بعض المرتشين .. و تدهور الحالة المادية ..
4 – طمع أبن آدم .. و جشعهـ ..
و غيرها الكثير من الأسباب
(( .. تأثير الرشوة .. ))
أولاً : تأثيرها على الفــرد :
1 - دنس القلب وذلة النفس وصغار المرتشي
2 – إماتة الضمير في العاملين .. فيصبح لا يخلص في عمله ولا ينجز ما وكل إليه إلا بأخذ الرشوة ..
3 - إضعاف الكفاءات ..
ثانياً : تأثيرها على المجتمع :
• الرشوة تدمر الموارد المالية للمجتمع :
قد يقدم شخصٌ ما .. رشوة لــيحصل على ترخيص أو ما شابهـهـ من الدوائر الحكوميهـ المختصهـ ..
لعمل مشروع ما .. وهذا المشروع لا يكون فيه نفع للمجتمع وإنما يــُدِرّ الربح الوفير لصاحبهـ فقط .. فــيستفيد من موارد الدولة المالية التي توفر له المرافق والخدمات الأساسية .. كــرصف الطرق .. والكهرباء .. والمياه والهاتف .. وغيرها ..
(( .. الفرق بين الهدية و الرشوة .. ))
الهدية مشروعة ومرغب فيها .. ولها أثر ضد أثر الرشوة ..
لأن الهدية : تؤلف القلوب وتورث المحبة و تزيل أضغان النفوس .. كما قال حبيبنا : ( تهادوا تحابوا ) ..
بينما الرشوة على العكس .. تورث القطيعة .. وتوقع العداوة ..
والهدية .. يدفع المهدي بها بــطيب نفس .. تقديراً و حباً للمهدى إليه .. أو تطييباً لـخاطـرهـ ..
وكل ما ذُكـِـر إنما هـي مقاصد حسنة .. و يتم فعلها عن طواعية .. لــذا فهو لا يخفيها كما يخفي الراشي رشوتهــ ..
بينما ليدفعها الراشي مكرهاً .. و مجبراً .. ويأخذها المرتشي متستراً ..
(( .. طرق علاجها .. ))
طريق علاج أي داء يـبـدأ من تـشـخـيـصـهـ .. ثــم نـــمــنــع مـسـبـبـاتـهـ .. ثـم عــلاج أعــراضـهـ ومـضـاعـفـاتـهـ . .وإذا كان التشخيص قد وضح لنـــا .. و عــرفـنـا الأسباب .. والأغراض مـلـمـوسـهـ والمضاعفات تـتـزايــد .. وجــب علينا إتباع العلاج ..
و سأحاول في عرض العلاج .. بأن أقوم بالقضاء على المسببات ..
1 - تقويته وتوعية المجتمع توعية دينية .. والتحذير من مضارها العاجلة والآجلة .. و التحذير من مغبة الأكل الحرام وأثر السحت في النفوس والقلوب ..
2 – مراقبة الأجهزة و الأفراد .. مراقبة لازمــهـ .. ليحسب الجميع لجولات التفتيش حساباً .. و هذا الأمر إن لم يقضي على هذا الداء .. سيخفف منها ..
3 - مصادرة كل ما ثبت أنه أُخـِـذ عن طريق الرشوة .. حتى تقلل طمع المرتشين وتسد الطريق على من تسول له نفسه القيام بها ..
(( .. هــمــســهــ .. ))
إذا كانت الدنيا .. لا تساوي عند الله جناح بعوضهـ ..
فــلماذا نهتم بـــوسخ الدنيا ..؟؟
(( ..
و مــتــثــنــكــســيــن أأوي .. ))
!ارجوك اعفيني!
العرض العادي
