وفي حكاية أخرى مع أسر الشهداء هناك عائلة الشهيد عرفات طلال أبو كويك
(20عاماً) الذي سقط خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال قبل عام بالقرب من
مفترق المطاحن وسط قطاع غزة.
الأسرة كبيرة وتتكون من خمسة عشر فرداً يعيشون في ظروف صعبة للغاية.. الأب
عاطل عن العمل بسبب مرضه، وباقي الاخوة واكبرهم علاء (21 عاماً) الطالب في
الجامعة لا يعملون لانعدام فرص العمل في القطاع، وكذلك بسبب منعهم من قبل
سلطات الاحتلال الإسرائيلي من العمل داخل "الخط الأخضر" لان أخيهم شهيداً.
وفي بيتهم المتواضع في أحد أزقة مخيم الشاطئ ، علقت صورة كبيرة للشهيد
عرفات في صالون المنزل وزينت بالعلم الفلسطيني.
واخذ الوالد البالغ من العمر (50عاماً) يتذكر ما كان يقوم به عرفات قبل
استشهاده فقال: كان يحب الناس والناس تحبه ويساعد الكل، ومواظباً على
الصلاة في المسجد.
ويضيف الوالد بتأثر ،ها هو العيد يأتي وعرفات ليس معنا كيف نحتفل به
وفقدنا ابناً عزيزاً وغالياً، مشيراً إلى انه ومنذ استشهاد ولده لا يذوق
طعماً لأي شئ في الحياة ولكنه حمد الله لان ابنه شهيد.
أما علاء الأخ الأكبر للشهيد فيقول: إنه لا ينسى عرفات في أية لحظة فهو
كان عزيزاً على قلب كل من عرفه، فما بالك بأخيه.
وشدد على أن عرفات عاش بطلاً ومات شهيداً ورفع رأسنا عالياً فهو استشهد
خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً الى ان شقيقه كان
دائم الحديث عن الشهداء والشهادة.
وأخيراً فإن للعيد في غزة شكل آخر هو ذكريات حزينة وأليمة ودموع على فراق
أحبة أعزاء ذهبوا بدون عودة.