موضوع قرأته فأعجبني ، فأحببت أن أنقله لكم : العبد اذا أطاع الله عز و جل قرّبه بقدر طاعته ، فيأنس بالله عز و جل و يسعد بقربه و حبه و مراقبته ، كما قيل في تعريف التقوى : هي علم القلب بقرب الرب ، فاذا أحس العبد بقرب ربه عز و جل فانه يستحي من معصيته ، و يحسن عبادته ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم في تعريف الاحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فانه يراك ) < > ..... و كما أنها تورث القرب في الدنيا تورث كذلك القرب في الآخرة ، فبحسب طاعة العبد لله عز و جل تكون درجته في الجنّة ، و أعلى الجنّة الفردوس ، وسقفه عرش الرحمن ، و سعادة العباد في الدنيا و اللآخرة بحسب قربهم من الله عز و جل ، فكلما كان العبد أقرب كان أسعد ، فالقلوب لا تصل الى مناها حتى تصل الى مولاها ، و لا تصل الى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ، و المعصية توجب البعد عن الله عز و جل ، و كلما بعد عن الله عز و جل أحسّ بالوحشة بينه وبين الله عز وجل ، و بعد عن المراقبة و الحياء ، و ربما و قع فريسة للشيطان ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ............. قال ابن الجوزي : الحق عز و جل أقرب الى عبده من حبل الوريد ، لكنه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه ، فأمر بقصد نيته ، و رفع اليدين اليه و السؤال له ، فقلوب الجهال تستشعر البعد ، و لذلك تقع منهم المعاصي ، اذ لو تحققت مراقبتهم للحاظر الناظر لكفوا الأكف عن الخطايا........و المتيقظو ن علموا قربه فحضرتهم المراقبة ، و كفتهم عن الانبساط ... ومتى تحققت المراقبة حصل الأنس ،و انما يقع الأنس بتحقيق الطاعة ، لأن المخالفة توجب الوحشة ،و الموافقة مبسطة المستأنسين . فيا لذة عيش المستأنسين...........و يا خسارة المستوحشين
الطاعة توجب القرب و القرب يولد الأنس
العرض العادي
