الجَوَاب هُوَ .. بقلِيل من الرّقَابَة .. بقلِيل من الحُرص ..
وإن نزُج بهم في دور رعَايَا خَالِيَة من السّفَّاحِين ..
الذِينَ تسوِّل لهم نفوسهم المَرِيضَة بمُرَاوَدَة أطفَال أبرِيَاء
المشكلة ان الفاعِل هنا رجُل ( خَمسِينِي ) ..
كما جاء في االرِّوَايَا ..
يعنِي حِينَمَا نلتَقِيه أكِيد نقُول له من باب الإحتِرَام ياعَم
فأي عَم هَذا اللوطِي ..؟
يعني رغم حُرص إدراة التعلِيم .. على أن يكون ..
حَارِس المَدرَسَة تجاوز الخمسين ربِيعاً وأضحَى بعيداً
عن سُن المُراهقَة ولاينظُر لهكذا أمُور ..
والتّحرُّش في البَنَات أو النَّظَر إليهُم بنَظرَة فِيهَا إثَارَة
فنُفَاجَأ بهذا الخَمسِينِي يُشَرِّع لنفسِه النِّزَال الجُنسِي
ومع مِن؟
مع طِفل صَغِير وأين؟
ربَّمَا وهذا مايتضِح لِي فِي حُجرَة الحِرَاسَة الخَاصَّة به
قثد نلتمِس العُذر للمراهِق العشرِينِي حِينمَا يقدم على
هذهِ الخِطوَة ..
ونُدِير النَّظَر عنه لنقُول معليش مُرَاهِق بكرى يكبَر ويعُود
إلى رُشده وَيَندَم على ما فعله ..
ولكن ماذا نقُول عن رجل في الخَمسِين هل نقول يكبر
بعد هذا العُمر الذِي لم يبِق له أكثَر منه فِي هَذِهِ الحَيَاة
المَلِيئَة بالسَّقطَات؟
علي الحَرَام لو أتزوَّج وأرزِق بطِفل .. ويأتِينِي المَنزِل
وسروَاله مبهدَل غَير ماكَان عليه .. علي الحَرَام ..
إني أضِع سِيخ على نَار هَادِئَة مُتَأجِّجَة وأدخله بالكَامِل
فِي عَينَي هذا الخَمسِينِي .. ليغدُوا ضَرِير ..
ولن يَروِينِي هَذَا ..
بل سأسايسِه وأخذه مَعِي لأعلَى مَبنَى فِي المَدِينَة
وارمِيهِ لسفُوح الأرض وَلَن تأخُذنِي رَحمَة أو شَفَقَة فِيه
والله يشهَد على مَا أقُول ..
يالِعنبَاه يَانَاس حَرّ قَلبِي هَذَا والطِّفل الضَّحِيَّة لايَمِت لِي
بِصِلَة فَكَيف هُوَ الحَال لو كَان هَذَا الغُلام إبناً لِي ..
أو قَرِيباً مِنِّي؟
ستُثِير ثَائِرَتِي بِلَى شَك وَيجُنَّ جنُونِي ولإرتَكَبت جَرِيمَة
حَمقَاء سيُسَطِّرهَا الزمَن بأحرُف من جَرِيمَة نَكرَاء ..
فمن يلِمنِي حِينَهَا؟
شكراً كثِير (بِنت السِّحَاب) لقَد أدمَيتِ قَلبِي بهذهِ الخَبَرِيَّة
وَنَزَفتِ جِرَاحِي ولابأس عَليك ،،،
/
/
إنتـَــر
إلى متى يا أبي ..
سأظل محروماً منك؟
أإلى طول العمر؟
وما ذنبي ..
ان تظل غائباً عني ..
وكأنني غريباً عنك ..
وأنا القريب منك؟
/
/
الى متى سأظل مشتاقاً اليك؟
منتظر قدومك؟
في اي لحظة؟
لا اسمع عنك ..
سوى من غيري؟
ولا اعرف عن مجيئك ..
سوى ممن حولي؟
/
/
الى متى يا أبي ..
تمضي بي الأيام ..
والسنون ..
بإهمالك لي؟
ها هو ( الخَمسِينِي ) يُحدِق بي ..
( يغَرِّر بِي ) ..
أمام مَرآى من النَّاس ..
ولا أجِد من يُحمِينِي ..؟
/
/
تتجاهل لمطالبي؟
لأبسط حقوقي؟
الى من تتركني يا أبتاه؟
الى مصير لا أعلمه؟
الى مستقبل مجهول؟
وهل ترضاه لي؟
وأنت من أنت ..
بالنسبة لي؟
/
/
يكفيني حيرة ..
من ( ذِئَاب بشرِيَّة ) ..
يكفِينِي خَوف ..
من أمَم ( لُوطِيَّة ) ؟
بل يكفيني حِرمان !!
فما عدت أرغب في شي ..
اكثر من وجودك معي ..
اكثر من احساسي بالأمان ..
مِمَن يتَرَبَّص بِي؟
/
/
صدقنِي ..
ما يؤلمني يا أبي ..
وما يحز في نفسي ..
انك موجود ..
لستُ ببعيد عني ..
قادر على رؤيتي ..
ولو من بعِيد؟
/
/
ولكنك غائب ..
مسافر منذ زمن ..
لا تسل عني ..
لا تطمئن علي؟
لا تريد رؤيتي؟
/
/
الا تريد ان تعرف ..
بأنني كبرت يا أبي؟
اصبحت شاباً ..
كثر من يريدني؟
واحتاجك الآن ..
اكثر من اي وقتٍ مضى؟
/
/
اريدك معي ..
بجانبي ..
تساندي ..
تقل لي ماذا أفعل ..
وما لا أفعل ..
ومن لي غيرك يخاف علي؟
/
/
الى متى يا أبي ..
يظل هذا الأمل بداخلي ..
طوال هذه السنون؟
والى متى اظل اشعل ..
فتيل هذا الأمل ..
دون بارقة أمل؟
/
/
الى متى هذا البخل يا أبي؟
الى متى هذا التقصير معي؟
فأنت لاتأتي اليَّ؟
وإن اتيت ..
فليس لي ..
لا آخُذ منك ..
سوى الوقت القليل؟
اما الكثير ..
فهو لغيري ؟
وكأنك اتيت من اجلهم ..
وليس لي؟
والمشكلة ..
انك تحاسبني عليه؟
تستكثره عليّ؟
/
/
صدقني يا أبي ..
لايهمني ..
ان تكون قاسياً معي؟
ان تكون شديداً علي؟
ان تطالبني فوق طاقتي؟
المهم ان تكون معي ..
هنا بجانبي ..
ان اشعر بأبوتك الحانية ..
بأنني لست اقل من غيري
ولم لا وأنت موجود؟
الستُ ابنك؟
/
/
انها ليست مشاعري فحسب
بل مشاعر كل اخوتي ..
كل أسرتي
كل من يحمل اسمك,
كل من يتمنى رضاك
وكل من يتمنى وجودك معه؟
/
/
ابعد كل ماسمعت
اما آن الأوان,.
كي ترجع لي يا أبي؟
كي تضمني الى صدرك؟
كي تأخذني في احضانك؟
كي تشعرني بأني لست وحدي؟
بل مع اب يحميني,.
يخاف علي,.
من غدر الزمان,.
ومن مفاجآت الأيام؟
/
/
مرة اخرى يا أبي
رغم جفائك معي
رغم قسوتك علي
رغم إهمالك لي
رغم كل ذلك
تبقى ابي؟
وأبقى لك؟
إبنك المُحِب لك دوماً ( إنتـَــر )؟
.