الحب .. هذا الشعور الذي لا يضاهيه شعور …ليس دائما ينجح ..
عندما نحب دون ان ندري نتورط ..
نتورط فعلا دون ان ندرك ذلك..
ورغم ما تحمله علاقة الحب من جمال وسحر ورومانسية ..
ورغم ذلك الشعور الذي لا يضاهيه شعور .. شعور تدفق العاطفة … والاحساس ..الا ان ذلك يعني مزيدا من المسؤولية .. ومزيدا من الالتزام .. ومزيدا من التفكير..
المشكلة تكمن في ان الحب هو الشيء الوحيد الذي لا نتحكم في اختياره ويكاد يكون هو الوحيد الذي يجدنا قبل أن نجده..
فلا احد منا يستطيع الجزم بأنه سيختار لقلبه من يحب ..
ولا احد يمكنه التكهن بالقلب الذي سيحبه ويميل اليه ..
نندفع احيانا بدافع الحرمان نحو علاقة نسميها الحب…..
ونتهور احيانا اخرى نحو ترابط لسنا مستعدين للالتزام بشروطه ومتطلباته
وننسى بلحظات التناغم والألفة والقبول والإعجاب أن ذلك يعني مصير مشترك مصير قلبين وليس قلب واحد ….
نسعد في البداية …. ونتعهد بالوفاء والاخلاص على امتداد العمر ..
نزيد من ترديد عبارات الغزل والاعجاب .. بقمة شعورنا بالنشوة ..
نكتب كل تلك الآهات ونسطرها في مساحات الورق والهدايا ..والوجوه ..
ثم لا نلبث حتى نرى مقياس الفرح يتراجع ….
وبراكين التضحية والولاء .. تهدأ…
حتى ندرك بعد مرور بعض الوقت ان كل ذلك الذي حصل بدأ يختفي
تصيبنا الدهشة …….
ويدرك قلوبنا الألم … والحسرة … والآه التي تورثنا جرحا جديدا قاتلا …
جرحا لم نكن نشعر بأننا نستحقه ..
وتتضاءل الفرحة الى أن تصبح لا ترى ..
وتنمو بذور العذاب التي لا نعرف حينها من زرعها او كيف ولماذا ؟؟؟
تصبح فجأة شجرة كبيرة .. وقلوبنا تحتك بأشواكها وتتضرج دما …
نصبح ناقمين على الحياة .. على الحب .. على الأمل … على كل شيء
يمتد غضبنا الى كل من يحاول الاقتراب من قلوبنا .. و مشاعرنا من جديد يسيطر علينا ذلك الشعور الغاضب الأعمى ..
ليحرم ما فينا من الاستمتاع من جديد بما حولنا من أشياء جميلة وبريئة ونزيهة وتضيع حقبة من أعمارنا التي نعيشها مرة واحدة حتى نستوعب الدرس وحتى نتمص الصدمة … ونردك الخطأ الذي وقعنا فيه …
لست ضد الحب بل أنا معه بكل ما فيني من قوة ..
ولست ذلك الذي ينظر الى الحياة بتشائم ولون قاتم ..
ولكني مع أن نبني ليستمر البناء ….أن نتعب لنصل الى الراحة المنشودة …
ان المشاعر غالية وثمينه??
والقلوب هي مفاتيح السعادة او التعاسة .
اذا فلنفكر بعقل وقلب …..
اذا فلنتعمق بداخل من نشعر بأن قلوبنا تميل اليه ..
ولنعيد النظر مرة واثنتين وثلاث ونتأكد من أن ما بنا تعدى مرحلة الاعجاب أو النـزوة …
لنتأكد بأنه حب حقيقي … ينبع من توافق وقبول …
ولنقف مع قلوبنا وقفة صريحة صادقة .. نحاورها ونشاورها بدون تسرع او تهور ان احببت فأنت مسؤول عن قلب من تحبه ويحبك
لذا فالألم مشترك كما هو الفرح مشترك …..
والناس باختلافهم الفكري والعقلي والنفسي يختلفون عاطفيا ايضا ..
فليس كل من يجرحه الحب يقوى على مواصلة الحياة بنفس القوة
وليس كل من تعصره لحظات الفراق يملك القدرة على النسيان السهل
هناك من يموت كل يوم الف مرة
وهناك من يتألم ويظل صامتا يعجز عن البوح من شدة الألم ويصل الى مرحلة اليأس ..
وهناك من تقتل الألآم فيه ما تبقى من عطاء ليتحول الى وحش كاسر ..
ويبقى النوع البغيض الذي لا يأبه لما يجري من حوله … ولا يهتم
قد يمثل بأنه يتألم .. وقد يصرخ وهو كاذب .. وقد يحلف بأن الفراق ادمى فؤاده ولكن الحقيقة هي أن المخلص هو من يتأثر وان الصادق هو من يحمل همه بقلبه .. مهما مثلنا او ضحكنا على انفسنا ..
الحب يا سادة ليس كلمات كالكلمات..
الحب عطاء …
والعطاء تضحية..
لا تعني الهدايا والورود
التضحية التزام .. ووفاء … واخلاص ..
الحب تناغم قلوب اختارت لنفسها طريق مشترك ..
يظل كل ما يحمله هذا الطريق يأثر فيها .. ان كان فرحا أو الم
ان كان بلسما او جرحا …
اذا فلنحيا بواقعنا … ونترك الأحلام الخيالية ..
دعونا نحلم ولكن بحدود … قدراتنا .. امكانياتنا … قلوبنا
من المؤكد ان الأمل يجدد العطاء .. ولكن اليأس مقبرة العطاء
دعونا ننظر الى الحب بنظرة متفهمة منطقية
اتركوا لقلوبنا الفرصة لتتنفس حبا صادق …. بريء نظيف .. ولو تأخر ..
ان قلوبنا هي اغلى واثمن ما نملك
ومشاعرنا هي التي تخرج منها …. فلماذا نفرط بها لمن لا يستحق ؟؟
ويبقى السؤال المهم …
كثيرون هؤلاء الذين يدعون الحب ولكن??!!
.. كم منهم يدرك ما هو الحب ؟؟!!!!!!!!1
تحياتي لكم /
البدر الضاوي