كُلَّمَا نَظَرتُ لِصُورَتُكِ الرَّمزِيَّة المَاثِلَة أمَامِي .. كُلَّمَا إنتَابَتْنِي حَالَة من الضِّحك
وَالإبتِسَامَة العَرِيْضَة الَّتِي لَيْسَ لَهَا من نِهَايَة ورُبَّمَا هَذَا بِدَاعِي الإعجَاب بِالصُّورَة
حَيثُ أنَّهَا تَعنِي الأنَاقَة بكُل صُوَرِهَا وَالذَّوق بكُل أصنَافُه وَالشِّيَاكَة بِآخِر مَافِيْهَا ..
وَرُبَّمَا بِدَافِع نَظَّارَاتُكِ السَّودَاء ..
وَالَّتِي تُذَكِّرنِي بِعَتمَة الليْل الأخرَس .. حَيثُ الوحشَة .. حَيْثُ إرتِعَادُ الأطرَاف ..
وَالخَوف من المَجهُول الَّذِي لا أعلَم مَاذَا يُخَبِّئُه لِي وَيَضمِرُه لِشَخْصِي وَلِغَيْرِي أيضاً
وَرُبَّمَا لِعَدَم رُؤيَا عَينَيكِ .. ومَاتُخفِيْهِ من أسرَار وَخَوَاص .. أنتِ أدرَى منِّي بِهَا؟!
وَبِالعَودَة إلَى جَادَّة المَوضُوع ..
فَأنَّ الشَّعب ( الخَلِيجِي ) المِعْطَاء..وَلَن أقُول بِرِمَّتُه..وَأنَّمَا بَعضَاً مِنْه جُزءاً مِنْه
يَرُوق لَهُ وجُود الخَادِمة المَنزلِيَّة لإعتِبَارَاتٍ عِدَّة وَمِنْهَا عَلَى سَبِيْل المِثَال لا الحَصْر
يُرِيْدُ زِيْجَتَهُ أن تَكُون بِمَنْآى عَن الرَّوَائِح الكَرِيْهَة الغَير مُستَحَبَّة ..
المُتَمَثّلَة فِي رَائِحَة البَصَل وَالتُّوم وَالبُهَارَات ذَات الرَّوائِح القَوِيَّة وَالَّتِي تَصطَبِغُ
فِي الأجسَادُ وَلَن تَزُول ألاّ بِالإسْتِحمَام الذَّافِيء المُتَكَرِّر؟!
أظِف لِذَلِكَ أنَّ الجُهد الكَبِير الَّذِي تُبذله الزِّيجَة فِي تَنظِيف دَورَات المِيَاه وَالمَطبَخ
ومَاتَبَعَه من غُرَف المَنزِل..يَصدُر عَنْه عُرَيقَات كَثِيْفَة تَتَسَاقَط من أجزَاء مُتَفَرِّقَة
من جَسَد الزِّيْجَة وهَذَا كَاف ٍلأن تَنبَثِقُ مِنهَا الرَّوَائِح الغَيرُ مُستَحَبَّة للزَّوج ..
وَرُبَّمَا سَبَّبَت لَهُ صَدمَة تَجعَلهُ كَارِهَاً لِهَا ..
البَعض مِنهُم وَلازُلتُ حَتَّى اللحظَة..أرمِي للأزاوَج..يُرِيْدُ زِيجَتَهُ فِي أبهَى حُلَّة ..
فِي أطيَب رَائِحَة .. فِي أجمَلُ مَكْيَاج .. وَفِي أروَعُ لِبَاس .. دُونَ أن يَقتَصِرُ ذَلِكَ
عَلَى أوْقَاتٍ مُعَيَّنَة من اليَوم ولِيْش لا طَالَمَا هِيَ حُلمُه المَنْشُود وَيَومُه المَوعُود
وَرِئَتُه الوَحِيْدَة الَّتِي يَسْتَنشِقُ مِن خِلالُهَا عَبِيْر الحَيَاة ..
بَل وَمُتَنَفّسه الوَحِيد حِيْنَمَا تَضِيْقُ بِهِ الدُّنْيَا ذَرْعَاً .. وَتَسْوَدُّ الدُّنْيَا فِي وَجهُه ..
وَلأي سَبِبٍ كَان؟!
صَحِيح أنَّ مَاذَكَرته .. قَد يَكُون مُبَالِغاً فِيهِ .. وهَكَذَا قَد تَقُولِين فِي نَفسُكِ ..
وَلا أنْكُرُ ذَلك ولكِن من البَدِيْهِي جداً أنَّه يُوجِد فئَة لَيْسَت بِالقَلِيْلَة من الأزوَاج
سَائرُون عَلَى نَفس هَذِهِ الطَّرِيْقَة .. خَاصَّة أؤلئِكَ الأزوَاج مَيسُورِي الحَال؟!
أمَّا من نَاحيَة تَرك الحَبِل عَلَى القَارِب إزَاء تَربِيَة الأطفَال فَأنَا وَالحَقُّ يُقَال ..
ضِد هَذَا المَبْدَأ لإعتِبَارَاتٍ عِدَّة ..
وَمِنْهَا أن الطِّفْل .. سَوفَ يَأخُذ من الخَادِمَة التَّقَالِيْد وَالعَادَات الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا ..
لاسِيْمَا حِينَمَا تَكُون من خَارِج أسوَار الدِّيَانَة الإسلامِيَّة السَّمْحَاء وَالَّتِي تَشَرَّفْنَا
إن وَهَبنَا إيَّاهَا الله عَزَّ وَجَل وَلازِلْنَا نُفَاخِرُ بِهَا أمَام الدِّيَانَات السَّمَاوِيَّة الأخرَى
فَهَل تَنكُرِي ذَلِك؟!
عَلَى صَعِيْد آخَر .. فَأنَّ الحَيَاة ُلَم تَعُد كَسَابِقَتْهَا .. أقصُد أنَّ ( أمِّي وَأمُّكِ ) ..
حَفَظهُن اللهُ لَنَا لم يَكُن لَدَيهُن فِي السَّابِق مَايَشغلهُن كَيَومِنَا هَذَا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ
فَكَان جُلَّ وََقتَهُم يَقضُونه فِي تَنظِيف المَنزِل وَالعِنَايَة بهِ .. رَغم أنّه مَنزِل صَغِيْر
وَبَسِيط جداً لايُوجَد بهِ مَايُكَلِّفُ العَنَاء وَالتَّعَب؟!
أمَّا اليَوم وَمَا أدرَاكِ مَا اليَوم .. فَإنَّ الزِّْيْجَة تُرِيْد أن تَقضِي سُوَيَعَات طَوِيلَة ..
قُبَالَة ( النِّت ) وَتَصَفّحه!!
وَتَحْتَاجُ لِسُوَيعَات ٍأخرَى لِمُتَابَعَة آخِر صَيحَة فِي عَالَم الأزيَاء وَالموضَة الحَدِيثَة
وَآخِرُ صَرخَة فِي فنُون اللمْسَات السّحْرِيَّة للمَكْيَاج وَالمَيْك أب؟!
نَاهِيكِ عَن أنَّهَا تَحتَاجُ إلَى وَقت كَثِيْر لـ (الثَّرْثَرَة) مَعَ جَارَتُهَا أم ( نَاصُر )
من خِلال الهَاتِف وَلاتَسألِينِي عَمَّن تَكُون ام نَاصُر لأنّه مُجَرَّد مَثَال لَيْسَ أكثَر؟!
/
/
إنتـَــر
القديرة ( مضيعَة قلبهَا )!!
ما أتعبني شيء في حياتي ..
منذ ان عرفت نفسي ..
سوى أنني ( أمرَاة ) ..
في كل شيء ..
هكذا يقولون لي ..
ومازالوا يقولون ..
ومازالوا يرددون ..
اصبري ..
تحملي ..
انس ِ..
تجاوزي ..
انتِ ( إمرأة )!!
/
/
أما أنا المسكينة ..
فأصدِّقهم ..
أقنعُ نفسي ..
اقول لقلبي ..
ابتسم ايها الكبير
لا تشتكي
لا تتبرم
حتى لو كنت تتألم
لو كنت تبكي من الداخل؟!
/
/
اعلم أنه صعب على قلبي
أن يتحمل فوق طاقته؟!
ومع ذلك أقول له
لا تعترض على شيء
فقط اقبَل
كل ما يقال لك
فقط افعل
كل ما يطلب منك؟
/
/
ولا ادري
الى متى سيستمر هذا الوضع
الى متى سأظل ( امرَأة )؟
في نظر غيري
بينما في نظر نفسي
مازلتُ طِفلَة؟!
وهكذا اتمنى ان أكون؟
ولو لبعض الوقت؟
على الأقل
لأحصل على جزء مما اريده
جزء من حقوقي
ابسط حقوقي؟!
/
/
فيا الله
كم اكره هذه الكلمة
في قرار نفسي
كم أمقُتها
في داخلي
ولكن
ماذا افعل؟!
لابد أن اقبلها!
لابد ان أتعايش معها!
ألستُ ( امرَأة )؟!
.
العرض العادي
