نعم .. سوف ( يَسبقكِ الوَقت ) ليش لا..طالما أنّ ( أوقَات ) الصَّفاء الذهنِي
التِي تنشديها في حياتُكِ كإنسَانَة قصيرة إذا ماقُورِنَت بلحظَات التَّشوُّش الفِكرِي
التي تشعُري بها من خلال المُشكِلات الإجتماعية التي تمرُّ بكِ والإحباطاتُ المتتالية
التي تواجهُكِ من دُونَ مُراعاة لمَشَاعِرُكِ ..
بل حتى لحظات الراحة التي تحتاجيها..تُكادُ تكون نادرة إذا مَا قُورِنَت بألم الغصَّات
التي تُنكد عليكِ حَيَاتُكِ .. والقهر الذي تبتلعِيهِ بصفة مستمرة وتسكُتِي عليه ..
والذي يُفسِد عليكِ مُتعَة الحَياة التي تعيشيها..وحتَّى الظروف القاهرة التي تجعلُكِ
تُزهِدي في كل شيء وتعيشي على هامش الحياة لمجرد العيش ليس إلاَّ؟!
تلك ( الأوقَات ) وهذا أسَاس موضُوعنَا .. التي تحتاجيها في حياتُكِ تخسريها ..
رغماً عنكِ أحياناً .. وبطوعكِ أحياناً أخرى..حينما تُسلِّمِي للآخرين كل شيء..
وترضي منهم بكل شيء .. بينما أنتِ تفتقدِي كُل شَيء ..
وإذا كانت تلك ( الأوقَات ) السَّعيدة الصَّافية الجَمِيلَة الحِلوَة التي أنتِ في أمسّ
الحاجة اليها!!
اذا كانت تلك( الأوقَات )من عُمركِ الذِي أسأل الله أن يمدُّ لكِ فِيهِ قلِيلَة ونادرة
ومحسوبة عليكِ .. فلِمَ إذاً تجعليها كذلك..لِمَ تُحيطيها بأسوار حديدية شَائِكة ..
لِمَ تُلفِّيْهَا بقيود حَصِينَة .. تمنعها من أن تنمُو في جوّها الطبيعي .. وتحولُ بينها ..
وبين ان تَزدَهِرُ أوراقها..ويكتمِلُ عقدُ ثِمَارهَا لتنتج الحب والعطف والحنان لِمَ؟!
الى متى تظل تلك ( الأوقَاتُ ) السَّعِيدَة حبيسة قلبُكِ ..
دون ان تستطيعي إخراجها لترى النور .. إلى متى تظلِّي تَحبسِيهَا نَفَق مُظلِم ..
محكم الإغلاق بَل وَلِمَ تَكتُمِي أنفاسُها..فقط لأن غيرُكِ يريد ذلك..فقط لأن غيرُكِ
لا يهمه أمرُكِ .. فقط لأن غيرُكِ لا يهمه سِوى نفسه ومصلحته؟!
لماذا تُعاقبِي نَفسُكِ على ذنب ليس لكِ فِيهِ ذَنْب وَتُحرمِي نفسُكِ من مُتعَة السَّعَادَة
الحقيقية التي تتمنيها مع أعز الناس لقلبُكِ ولِمَ تَقُومِي بِذَلك ولا تدرُكِ أنّكِ تُعاقبِ
أعز الناس ممن قد يتضررون من قراراتُكِ القاسية في حقّكِ وحقهم لِمَ؟!
بَل لِمَ تَسمَحِي لِغَيرُكِ .. ان يُحرِمكِ متعة السعادة التي أوجَدَها اللهُ عليكِ ولو لمجرد
( أوْقَات ) قليلة من عمركِ .. ذلكَ العُمر الذي لا يقارن بعمر الزمن ..
لِمَ تُحرِمِي نَفسُكِ من السعادة..وتقللِي من أمَدُهَا بعِتَاب وزعل في الوقت الذي..
يُمكنكِ فيهِ تأجيل ذلك العتاب والزعل إلى ( وَقت ) آخر ..
غير وقت السعادَة التي تحييها بصحبة من تُريدِ وتتمني؟!
لِمَ تُعطِ غيركِ الضُّوء الأخضر بالإستمرار بالتدخل في حياتُكِ وفرض آراءُه عليكِ
رغم انها حياتُكِ وشأنُكِ أنتِ .. وأنتِ فَقَط من له الحق في التصرف بها ..
بالطريقة المشروعة؟!
لِمَ تظلِّي صَامِتَة مُبتَسِمَة على تصرفات غيركِ وكأنُكِ رَاضِيَة عمَّا يُمارسونه معكِ ..
من اشياء مُجحِفة في حقُّكِ..وكأنكِ أنتِ من تَطلُبِ ذلك منهُم وتُبَاركِيه لَهُم أيضاً!
بل وَلِمَ هذا الخوف الزائد المبالغ فيه بداخلُكِ ..
من كل خطوة أو إبتِسَامَة تخرجُ منْكِ أوكلمة حلوة تفوهِ بها تُرِيحُكِ تدخل السعادة
الى قلبُكِ لِمَ؟!
/
/
إنتـَـــر
حينما تعرف ..
أن الدافع هو الحب لك ..
هو الخوف عليك ..
هو التمسك بك ..
حينها سوف تعذرني ..
سوف لن تقول ( سَبَقْنِي الْوَقْت )!!
سوف لا تلومني ..
على ما أقوله لك ..
سوف لا تعاتبني ..
على ما أفعله معك ..
سوفَ تعذُرنِي أكثَر وأكثَر؟!
.
$$$ سبقني الوقت $$$
العرض العادي
