بقلم رتشارد بلاك
مراسل بي بي سي ببشؤون العلمية في دينفر
أعلنت مجموعة من أبرز الصحف والمجلات العلمية عن اتخاذ إجراءات تهدف إلى تقييد نشر نتائج الأبحاث التي يمكن أن يستخدمها الإرهابيون في هجمات بيولوجية.
وألح رؤساء تحرير هذه الصحف في بيان مشترك لهم على أنه من الضروري ألا يؤدي القلق من الإرهاب إلى التأثير على نشر فحوى الأبحاث الطبية القيمة.
إلا أنهم أقروا في الوقت ذاته بأنه ربما ستكون ثمة مناسبات يحجمون فيها عن نشر معلومات لأنه قد يساء استخدامها.
وقد صدر هذا البيان أثناء انعقاد المؤتمر السنوي لـ(الجمعية الامريكية لتقدم العلوم) في مدينة دينفر.
صعوبة التوفيق
وجاء هذا البيان الذي وقعه رؤساء تحرير 32 مجلة ودورية علمية ردا على حوادث 11 سبتمبر-أيلول 2001، وموجة الهلع الذي سببته الرسائل الملوثة بالجمرة الخبيثة (الأنثراكس) بعد ذلك.
ويشار إلى أنه في الولايات المتحدة بشكل خاص دعا بعض السياسيين إلى فرض قيود صارمة على الأبحاث.
لكن رؤساء التحرير ، ومن بينهم رونالد أتلاس، رئيس الجمعية الأمريكية للمايكروبيولوجيا، أوضح أن مثل هذه الإجراءات ستخلق للمجتمع مشاكل أخرى ربما تكون أكبر.
وقال أتلاس:" إننا نعمل من اجل الصحة العامة، وإذا ما أبطأنا وتيرة أبحاثنا فإن الناس سيموتون. أما من الناحية الأخرى فإننا نكشف عن أهداف محتملة يمكن للإرهابيين أن يستخدموها لمهاجمتنا. لذلك فإن التوازن يتطلب قدرا كبيرا من الحذر".
لجنة خاصة
ويشار إلى أنه تتم مراجعة كافة الأبحاث للتحقق من مدى دقتها العلمية قبل نشرها.
وتعمل تلك المجلات على تعديل هذه العملية من خلال اعتماد تقييم المضاعفات الأمنية لنشر فحوى الأبحاث. وقد يقود ذلك إلى إخفاء جزء من البحث أو كله.
وقال رؤساء التحرير في بيانهم:"إننا ندرك أنه في بعض الأحيان يمكن أن يرى رؤساء التحرير أن الأذى المحتمل للنشر يطغى على المنافع الاجتماعية الممكنة".
ومضى البيان موضحا أنه في سياق هذه الظروف يتعين على الصحيفة أن "تخضع للتعديل أو ألا تنشر إطلاقا".
وقال أطلس إن اثنتين من بين 11 مجلة منتمية للجمعية الأمريكية للمايكروبيولوجيا قد بدأتا في اعتماد هذا الأسلوب.
وفي هذا السياق شكلت مجلة (ساينس) ذات السمعة الجيدة لجنة خاصة لمراجعة المضاعفات الأمنية للأبحات التي تصل إليها.