السلام عليكم ورحمة وبركاتة
حكمة شجرة الصنوبر
تتفتح الربيع على هضبات التل الصغيرة..حيث تجلس شجرة الصنوبر الصغيرة
متمتعة بضوء الشمس الكثير ومتربعة على العشب الخصب
تراقب الزنابق الصغيرة وهي تتفتح وتبشر بحلول الربيع
وترى حركة الفراشات من حولها وهي تطير
وفي غفلة منها..اختبأت الفراشات بسرعة وهي تصرخ
((الرياح الرياح هيا نجري بسرعة))
ثم ما لبثت أن غابت عن الأنظار واختبأت خلف شجرة الصنوبر
لم تعلم شجرة الصنوبر الصغيرة
من هي الرياح وما هي وكيف تكون؟
لذا خافت وبشدة ولكنها لم تستطع النهوض والاختباء كما فعلت الفراشات
أما الزنابق الصغيرة فلم تكن مبالية بالرياح
وهذا ما شجع الصنوبر أن تسأل الزنابق قائلة
((ما هي الرياح؟))
قالت الزنابق بخجل:
((نحن لا نعرفها ولكن نسمعها عندما تمر))
وفي غضون دقائق أتت الرياح تهز شجرة الصنوبر
تارة بخفة وتارة بشدة
وبدأت الصنوبر تتمايل وتصرخ
ثم مضت الرياح في طريقها
وبعد أيام تكرر المشهد وجاءت الرياح مجدداً
ومع مرور الأيام أصبحت الرياح تزور الصنوبر بين الحين والحين
حتى أشد غضب الصنوبر
وفي يوم من الأيام والرياح مقبلة
قالت الصنوبر للرياح غاضبة
((لمَ تضربي أغصاني كلما عصفتي لمَ لا تمري من فوقي أو من تحت أقدامي))
سكتت الرياح لبرهة ثم قالت وهي مطرقة برأسها إلى الأرض
((مررت بالأغصان اعجب من صوتها إذا ما مررت صفقت لي وتناغمت حتى عشقت المرور بين يديها وصرت اختال كلما مررت خلالها فإن زللت فمنكِ العفو))
فابتسمت شجرة الصنوبر بخجل ودَعت الرياح لزياراتها دائماً
نظرت إليها الزنابق الصغيرة وقالت:
((لماذا دعوتها وقد كنتِ غاضبة منها؟))
فقالت الصنوبر:
((أن ما قد يزعجني يكن سبباً في سعادة غيري))