استراحة الأرواح في شهر الله
هربْتُ من ذنبي إلى رحمَتِكْ
فليسَ لي إلاّ إليك الرجا
فاقبلني يا اللهُ في جنّتِكْ
يا ربِّ لو آخذتني بالذي
قد كان مني في ارتياد الهوى
لساقني الذنبُ إلى نقمتِكْ
نعمتُكَ اللهم في دنيتي
لم أرعِها قارعتُها بالعمى
كأنّما نُحِّيْتُ عن قدرتكْ
أقبل شهرٌ بالندى زنْتَهُ
رَجَّيْتَ فيه العفو من قد جنى
ومن أتى يبكي على ضفّتِكْ
شهرُك بالغفرانِ عطَّرْتهُ
حففْتَ من قدَّسهُ بالرضا
أذقتهُ الخيراتِ من منَّتِكْ
شهرٌ بهِ الآياتُ قد أُنْزِلتْ
لترفعَ الأنفسَ نحو السما
وتسبحَ الأرواح في وحدتِكْ
شهرُك ذكْرٌ طاردٌ همَّنا
ونازِعٌ منّا بذورَ الشقا
يعزفُ لحن الحمد من آيتِكْ
كمْ باعَدَتْنا عنكَ شهواتُنا
تلَبَّدَتْ أرواحنا من هوى
وجئنا نستسقي رَوا دعوتِكْ
يا ربِّ إنْ عاثَت بنا فتْنةٌ
فإنّنا من قد كتبنا الردى
بيومِ أطْفأنا سنا شعلَتِكْ
قد ضَيَّعَتنا عنك رغْباتُنا
حين قسونا وتركنا الهدى
وعندها سرنا بلا قبلتِكْ
ذقنا هواناً فاكفنا شرَّنا
وكنْ دليلاً للذي قد جفا
وآبَ عطشاناً إلى رأفتكْ
يا ربِّ في شهرك فاعطفْ بنا
وآونا في سدرة المنتهى
وضُمَّنا ربّاهُ في عزَّتِكْ
حسين إبراهيم الشافعي
سيهات
( وَأَنَّ الرَّاحِلَ إِلَيْكَ قَرِيبُ الْمَسَافَةِ، وَأَنَّكَ لاَ تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاَّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الأَعْمَالُ دُونَكَ)