كلنا يعرف أن التمارين تنقص من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، لكن البدينين ليسوا وحدهم الذين يحتاجون للقيام بالتمارين، لأن الأشخاص النحيفين أيضا يمكن أن تكون لديهم خطورة زائدة للإصابة بالأمراض القلبية.
إن الرشاقة قد تنقص من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، إلا أن النحاف لا يستثنون من الحاجة للقيام بالتمارين الفيزيائية عندما يتعلق الأمر بخطورة الإصابة بالأمراض القلبية. ويقول الدكتور بيتر كاتزمارزيك من جامعة يورك في كندا: "عند النظر إلى خطورة إصابة شخص ما بداء الشرايين الإكليلية لا يمكن إلقاء اللوم كله على عامل واحد، لأن كلا من النحافة والسمنة تلعب دورها، وكلتاهما تعتبران عامل خطورة مستقلا".
ولاختبار العلاقة بين النحافة والسمنة وداء الشرايين الإكليلية قام الدكتور بيتر ومساعدوه بدراسة 212 شخصا أسود بالغا و411 شخصا أبيض. ولم يكن أي من المشاركين في الدراسة قد قام بإجراء تمارين منتظمة خلال الأشهر الستة الماضية. وفي بداية الدراسة طلب من المشاركين إجراء اختبار جهد على دراجة ثابتة وتم أثناء ذلك قياس استهلاك الأوكسجين الأعظمي لديهم، حيث يعكس مقدار الاستهلاك الأعظمي للأوكسجين كمية الجهد التي يمكن للشخص القيام بها. كما قام الباحثون بقياس نسبة النسيج الشحمي لدى كل من المشاركين في الدراسة.
وتبعا للنحافة والبدانة قام العلماء بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، ثم عمدوا لاستخدام معادلة كانت قد طورت في دراسة سابقة لتقييم معدل الخطورة لدى كل شخص للإصابة بداء الشرايين الإكليلية. وقال الباحثون "لم يكن أمرا مفاجئا أن يكون معدل الخطورة للإصابة بالأمراض القلبية أعلى لدى المشاركين الأثقل وزنا. فمقارنة مع الأشخاص النحيفين كان معدل الخطورة القلبية أعلى بـ 83% و70% عند الأشخاص الذين كانت لديهم نسبة النسيج الشحمي متوسطة وعالية على التوالي".
ولكن من جهة أخرى كان لمستوى النحافة تأثير على معدل خطورة الإصابة بالأمراض القلبية أيضا. فمقارنة مع الأشخاص الذين لديهم معدل استهلاك الأوكسجين مرتفع، كان احتمال الإصابة بالأمراض القلبية لدى الأشخاص المتوسطي النحافة والشديدي النحافة أعلى بـ 29% و62% على التوالي.
ويقول الدكتور بيتر إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن كلا من البدانة والنحافة هي من العوامل المهمة في تحديد معدل الخطورة للإصابة بأمراض الشرايين الإكليلية. وتعتبر آفات الأوعية الإكليلية السبب الأول للموت في معظم البلدان الصناعية.
ومن العوامل المؤهبة لها التدخين وارتفاع التوتر الشرياني وارتفاع الكوليسترول والبدانة. وبعض الناس يقولون إنه يمكن أن يكون الشخص زائد الوزن وصحيحا طالما أنه يقوم بالتمارين، إلا أن هذه الدراسة تبين أن أفضل طريقة للتمتع بقلب سليم هي التركيز على القيام بالفعاليات الفيزيائية والتمارين مع إبقاء الوزن تحت السيطرة. وتبقى التمارين شيئا مهما حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يريدون إنقاص أوزانهم، إذ أن الدراسات بينت أن التمارين الفيزيائية ذات فوائد صحية جمة إلى جانب مساهمتها في إنقاص الوزن.
وهناك قلق بين الناس حول فعالية التمارين الرياضية ومقدار الوقت الذي يجب أن يقضيه الشخص في ممارسة التمارين الرياضية حتى يتمكن من تغيير جسمه نحو الأفضل. غير أن النصيحة العامة هي أن ممارسة التمارين الرياضية أفضل من عدمها وأن ممارستها مرتين في اليوم أفضل من مرة واحدة، لكن الاعتدال والتواصل هما أفضل الطرق لبلوغ اللياقة البدنية المثلى
شكرا,,,,,
الساطع