(الداء)
يولد الانسان من بطن امه على فطرته التي فطره الله عليها الا انه سرعان ما ينحرف عن مسلكه اذا لم يتخط عوامل هذا الانحراف وهي كثيرة جدا ومن أهمها :
1ـ وسوسة الشيطان: حيث ان الشيطان يجري في الانسان مجرى الدم ويقوم بتزيين القبيح والمنكر له ويقوم بذلك بابعاده عن الخير وصرفه الى ناحية الشر واكثر ما يأتيه في العبادة كالصلاة ووقت الفراغ فيوسوس له ويبعده شيئا فشيئا عن طريق الصواب.
2 ـ النفس الامارة بالسوء: فالنفس الامارة بالسوء هي نفس شريرة تأمر صاحبها بالشر وتنهاه عن الخير وتلقي به في مهاوي الردى والهلاك ولهذا كان من واجب الانسان أن يجاهد ليحمل نفسه على فعل الخير وترك الشر وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم جهاد النفس بالجهاد الاكبر.
3 ـ نزعات الهوى : وهو أن يسير الانسان وراء الشهوات فيتتبع ملذات الدنيا وشهواتها وفق مزاجه وهواه فلا يتقيد بضابط او وازع ولا يهوى شيئا الا فعله ولا يخاف ربا ولا يخشى عقابا.
(الدواء)
ويمكن للانسان المجاهد ان يجاهد نفسه فيعالج نفسه بنفسه عن طريق عبادة الله والاخلاص في هذه العبادة وهناك طرق اخرى لعلاج الانحراف منها:
1ـ تعميق الايمان في النفوس : وتعميق الايمان في النفوس وزرعه في القلوب لا يكون الا بالسير في نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع كل ما امر به واجتناب كل ما نهى عنه وجعله قدوة في القول والفعل.
2 ـ اشغال وقت الفراغ بما ينفع:
وذلك كأن يقضيه في طلب العلم ومصاحبة الاخيار ومجالسة العلماء وصلة الارحام لان الوقت هو أثمن شيء في حياة الانسان حيث ان انفاسه معدودة ولحظاته محسوبة فعليه أن يشغل وقته بما ينفعه لان عمر الانسان من ضمن الاشياء التي يسأله الله عنها يوم القيامة كما أخبر بذلك الرسول الكريم عندما قال في حديثه: ( لن تزول قدما عبد من عند ربه يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه).
3 ـ الصحبة الصالحة : فعلى الانسان أن يختار الرفيق الصالح والصديق المخلص والزميل الامين والجليس التقى وقد قيل انه من الضرورة اختيار الرفيق قبل البدء في قطع الطريق فالانسان على طريق خليله. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
العرض العادي
