قصر الطريق أم ايصاله للمراد!!

[طيف حزين]

ولو طال الطريق
قالت لي صاحبتي: إن الطريق الذي تتحدثين عنه طويل جدا.

قلت لها: هل العبرة بسلامة الطريق وإيصاله للمقصود؟ أم قصره؟

وهب أنك الآن لا تملكين وسيلة مواصلات وتريدين السفر إلى العاصمة فليس أمامك إلا أن تسيرين على قدميك..... وتستريحين وتسيرين.....ز وتأوين إلى قرية أياما لتتحملين مواصلة الطريق... وهكذا حتى تصلين ولو بعد سنوات.

كثير من مانراه اليوم من إرادة للتغيير تحتاج إلى مدى قد يتجاوز عمر الفرد وتحتاج إلى نظرة بعيدة...... فهل نلغيها لأن الطريق الطويل؟

فها نحن نرى اليوم بدأ الحرب على العراق ......ولكن مالعمل أمام هذا اليأس الواضح من المسلمين

فهااهو جرح الأمة يزيد يوما بعد يوم ......والعدو كل يوم يريق دماء المسلمين بأرخص الأسعار

هاهي طعنات الفؤاد كل يوم تزيد .......وتغص حلوقنا بالكلام .......وتتحشرج الدمعة في عيننا ...... لكن نعود للمهم مالعمل؟؟؟

إنه اصلاح المجتمع وتجهيزها للنزال الحقيقي بعد فترة يبدو قربها كثيرا

نرى الكثيرين يقولون الجهاد هو الحل!!

صحيح كلامهم أن الجهاد هو الحل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال (( اذا تركتم الجهاد وتبايعتم بأذناب البقر سلط الله عليكم ذلا لايزله عنكم الا الجهاد))
أو كما قال صلى الله عليه وسلم

لكن اذا تعذر الجهاد يجب أن نعمل ولا نجلس مكتفوا الأيدي .... بل الأعمال كثيرة تنتظركم لأعلاء الأمة ولو بكلمة تشجيعية لشبابها وفتياتها

لكننا نرى أن المشروعات البنائية التي تختار العمل الهاديء المنتج يقل أنصارها ومشجعوها في حين يرحب الكثير بالمشروعات العاجلة... فمتى ندرك أن عمر المجتمعات لا يقاس بعمر الأفراد.

وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله الا أنت

حلم

[عازفة الاحزان]

مشكور اختي على الموضوع جزاك الله الف خير

[بقايا جروح]

إن طول الطريق حتما لا يمنع الانسان من قطعه .. ولا يثنيه عن مواصلة المسير للحاق بهدفه ..

وإن كنا للاسف نلحظ الكثيرين يتهاونون ويتكاسلون بحجة او اخرى .. منها طول الطريق ..

أو وعورته وصعوبته .. او حتى انعدام الرفيق .. البعض قد يبدأ فعليا في العمل باختيار دربه ..

والاقتناع به .. ويعزم على المضي فيه بلا تواني ..

لكن بعد مدة .. نجد التملل والضيق .. خاصة حين يلمس قلة حيلته .. ولا يجد التشجيع ممن حوله ..

ولا يرى الفائدة المعنوية التي كان يظن انها سيجنيها .. فتراه يقول لنفسه مالذي استفدته ومالذي قدمته

وتتسلل لعقله المقولة (( إنك لن تصلح الدنيا ))

الجراح في جسد الامة الاسلامية تزداد عمقا .. وتزيد نزفا .. وتزداد كثرة ..

ونتسائل ما العمل ؟؟ ونناقش في مجالسنا الحل الافضل .. وتختلف الاراء ووجهات النظر ..

وتتفق كثيرا من الافكار حول ان الجهاد هو الحل الصحيح .. وهو الدواء الناجح ..

لكن بالرغم من ذلك ..فأكثرنا لا يفعل شيئا الا ان يقول : اننا لا نملك شيئا أمام ذلك !!

حين نتفق ان الجهاد هو الحل .. ثم نتفق ان هذا الحل يفوق امكانياتنا ويتعدى صلاحياتنا ..

أنضرب كفا بكف .. ونيأس ؟؟ أنغلق ابواب بيوتنا ونتحلق حول التلفاز لنشاهد الاخبار لنتألم فقط ؟؟

انها سلبية يعيشها أكثرنا .. وواقع قد لا يعجبنا .. لكننا لا نرفضه او بالاصح لا نفعل شيئا لتغييره ..

ولو تأملنا للحظات إمكانياتنا .. فسنجد أن قليلا مما نبذله من العمل فيه الكثير من الأمل ..

إن جاهدنا أنفسنا أولا وأصلحنا أحوالنا وأحوال المقربين منا .. وعملنا على غرس الايمان واليقين

في انفسنا .. والثقة بالله .. ونصره وتحقق وعده ولو بعد حين ..

إن ربينا الاجيال تلك التربية الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام ..

إن تأملنا الدنيا .. وأيقنا بصدق في قرارة انفسنا .. انها فانية وزائلة وان نعيمها ماهو الا امتحان ..

وان منغصاتها ليست الا تمحيص وابتلاء .. إن عرفنا معنى أن يعيش المرء كعابر سبيل وطبقناه ..

فان ذلك حتما سيغير الكثير من واقعنا ,, وسيبدل الكثير من أوضاعنا .. فهل سنفعل شيئا ؟؟

*******************
بعض الامراض قد لا يكون لها علاجا فعالا ينهي المعاناة .. وهنا يلجأ الطبيب إلى المسكنات والمهدئات..

ويزود مريضه بالمضادات والفيتامينات .. في محاولة لإيقاف انتشار المرض و منع ازدياد خطورته ..
*******************
وأعتقد ان هذا المثال واضح بما فيه الكفاية .. فمتى يبدأ كل فرد منا في ترك التكاسل ونبذ الضعف والسلبية ..

اشكر الاخت حلم على طرحها لهذا الموضوع .. وجزاها الله خيرا ..