بكاؤه صلى الله عليه وسلم كان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهه ولكن تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز. وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها وتارة من خشية الله وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية. ولما مات ابنه ابراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال :(( تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بك يا ابراهيم لمحزونون)) وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأعليه ابن مسعود سورة النساء وانتهى فيها إلى قوله تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) وبكى لما مات عثمان بن مظعون وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول: (( رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك )) وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته وكان يبكي أحياناً في صلاة الليل.
....................................والبكاء أنواع.....................................
1- بكاء الرحمة والرقة.
2- بكاء الخوف والخشية.
3- بكاء المحبة والشوق.
4- بكاء الفرح والسرور.
5- بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
6- بكاء الحزن
والفرق بينه وبين بكاء الخوف أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه او فوات محبوب وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ودمعة الحزن حارة والقلب حزين.
7- بكاء الخور والضعف
8- بكاء النفاق وهو ان تدمع العين والقلب قاسي
9- البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحه بالاجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتها وتبكي شجوة غيرها.
10- بكاء الموافقة وهوان يرى الرجل الناس يبكون لامر ورد عليهم فيبكي معهم ولا يدري لأي شيء يبكون.
.....................................هيئات البكاء...................................
ماكان من ذلك دمعاً بلا صوت فهو بكى مقصور وماكان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الاصوات.
وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها................... وما يغني البكاء ولا العويلُ
وماكان منه مستدعى متكلفاً فهو التباكي وهو نوعان: محمود ومذموم فالمحمود ان يستجلب لرقة القلب ولخشية الله لا للرياء والسمعه والمذموم ان يجتلب لاجل الخلق, وقد قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وابوبكر في شأن أسارى بدر : أخبرني ما يبكيك يارسول الله؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم .
وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا
أخوكم/ حياتي نجد