العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2003, 02:06 AM   رقم المشاركة : 1
عطر السحاب
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية عطر السحاب
 






عطر السحاب غير متصل

عـــيــــون الــمـــرايــا .......

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

هناك مثل انجليزي قديم يقول للرجل :
"اذا حضرت حفلة كبيرة واردت أن تكون محط أنظار الجميع ، فاختار أكبر مرآة وقف بجانبها " كدلالة على ما تمثله المرآة من أهمية بالغة في حياة الناس ، لاسيما المرأة ، والتي لا يمكنها الاستغناء عنها بأي حال من الاحوال .

ومن الاختلافات الطريفة بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالمرآة يتمثل في كون الرجل يحرص أن يقف أمام المرآة لوحده وفي مكان منعزل عن الآخرين اما المرأة فلا تجد حرجا في الوقوف أمام أي مرآة أو التطلع عليها حتى ولو كان ذلك في الاماكن العامة .

أما في الأحلام فالمرآة المكسورة في الحلم الذي يراه النائم ، تعبير عن الشر الذي ينتظره .

وفي امثالنا العربية قول ذائع الصيت :" مراية الحب عمياء "
بمعنى أن من يحب لا يرى عيوب وأخطاء من يحب ، فرؤيته للحياة وللأشياء لا تعدو كونها مظللة ، وضبابية ، وخاطئة .
والحب أشبه ما يكون بالمرآة .. فعندما أحب شخصا يصبح مرآتي وأنا مرآته ويعكس كل منا ما يشع من حب نحو الآخر .

بينما الفيلسوف "سقراط" أجاب ذات يوم على عبارة بذيئة من زوجته
حينما قالت له : ماأقبح وجهك ؟
فأجابها :" لولا أنك من المرايا الصدئة لتبينت حسن وجهي " .
فالوجوه مرايا النفوس تضئ بضيائها وتظلم بظلامها..

وكان احد الصحابة رضي الله عنه : يقول إن للطاعة نوراً في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وللمعصية ظلمة في الوجه وضيق في الرزق وكراهية في قلوب الخلق .

ولا تذكر كلمة المرايا الا ويتبادر الى الذهن حكاية الفتى الجميل " نرجس " واسطورته اليونانية المشهورة وكيف أنه كلما نظر الى صفحة الماء أعجب بحسنه وجمالة ، حتى قتل نفسه حباً في ذاته ومنها ظهر مفهوم "النرجسية" كمرض وعقدة نفسية سببها المرآة .

ويقال ان حكيما صينياً طلب من رجل أن ينظر من النافذة الزجاجية وسأله ماذا ترى ؟
فأجاب الرجل :أرى الناس ..
ثم طلب منه أن ينظر للمرآة وسأله ماذا ترى ؟ فقال الرجل : أرى نفسي ….
فالنافذة زجاج وكذلك المرآة زجاج لكن الأختلاف في الرؤية الاحادية لما يحيط بنا من متغيرات .

والامثال العربية عادة ما تشير الى المرآة ، بوصفها دليل على التعبير والاستدلال على حقائق انسانية ، فالمثل العربي الذي يقول :" في الوجه مراية وفي الظهر سلاية " يشير الى الشخص الذي يحمل وجهين فيظهر الخير ويبطن الشر ، فهو يتحول في غيابه من مرآة تعكس الحقيقة الى شوكة سامة تطعن في الظهر .

ولأحد الفلاسفة قول في منتهى الصبح والملح والجرح والصلح عن الصداقة أشار فيه الى المرايا بقولة :" أفضل المرايا صديق قديم " أي أن أفضل وأقرب من يكشف لنا أنفسنا عارية كعيدان القصب ، هو الصديق القديم ، الذي يعرف طبيعة تفكيرنا ، وأحلامنا ، وطباعنا ..

أما الأديب الأيرلندي الشهير "أوسكار وايلد " فلقد كتب رواية بعنوان :" صورة دوريان جراي " ...
فيها احساس من الحب والعشب مايكفي لاعادة ترتيب الجرح وازالة الملح ..تحكي قصة شاب في الوسامة والبراءة يدعى " دوريان جراي " لكنه كان يحمل في داخله الشر والاجرام وقسوة القلب .. وكان يفضل دائما أن يبرز محاسن وجهه على الصور ذات الاحجام المختلفة ، ويهوى تعليقها على حائط منزله ، في أماكن عديدة ، تبرز مفاتنه ، ووسامته ، وذات يوم رأته فتاه مراهقة ففتنت بجماله الأخاذ وحسنة المفرط في الدلال ، فأحبته حباً عظيما ، ولم تمضي فتره قصيرة على علاقته بها ، حتى غدر بها ، وأغتصبها ثم قتلها ، وأخذ يكرر مسلسل إجرامه مع عشرات الفتيات الآخريات المخدوعات بوسامته وبراءته .. وذات يوم قرر الأخ الوحيد للفتاه الأولى التي غدر بها " دوريان " وقتلها ، قرر البحث عن قاتل أخته والنيل منه ، وبعد مدة من البحث والتقصي ، تمكن الأخ من العثور على " دوريان " لكنه لم يصدق حينما رآه أن يكون هذا الشاب هو قاتل أخته ، لما يحمله وجهه من علامات البراءة والطيبة ، فشك في الأمر ، و أعتذر لـ"دوريان " معللاً لنفسه بأنه ربما يكون هناك تشابه في الأسماء ،و أنصرف الأخ الحزين للبحث من جديد عن القاتل الحقيقي لأخته ..

أما "دوريان " فلقد تنفس الصعداء أخيراً ، غير مصدق أنه نجى من الموت المؤكد ،وهرع الى منزله مابين مصدق ومكذب لما حدث له ، وما أن دخل منزله والابتسامة تعلو محياة ، حتى لفت انتباهة تغير صورتة المعلقة على الجدار ، فهي تتغير قليلاً قليلاً من الوسامة الى القبح ،وشيئاً شيئاً من البراءة الى الوحشية ، فيصاب بالرعب والخوف من أن ينكشف أمره ، فيهرع الى كل الصور المعلقة على الجدار ويقوم بانزالها ويهرع الى قبو منزله محاولاً إخفائها كي لايراها احد ويفتضح أمره .

سؤال يتهيأ لإعلان النهاية.. نحاول أن نسكبه في كأس الواقع ..

ماذا ياترى لو كانت هذه القصة حقيقية ..
ترى أي حال سيكون علية المشاهير الذين يتصدرون اغلفة المجلات ..
وهل سيجرؤ أحد على القيام بأي تصرف غير أخلاقي ..؟

هل نستطيع أن نخفي ماتفضحه المرايا من شخصياتنا أم أننا نحتاج لأكثر من المرايا؟؟

هل يستطيع المحب أن يخون حبيبة في غيابة ، وهو يعلم أن حبيبة يحمل معه صورة تذكارية له ؟


أخيراً وبكل سلاسة ذوق وانغماسة شوق..ترى هل تسكن داخل المرايا كل الوجوه التي وقفت أمامها؟

سأحمل معي حين ارحل مرآة من أحبها ، فقد يظل وجهها بكل ملامحه وطيبته سجيناً داخلها ؟

كما أن هناك قصة في الكتب اليونانية تحكي عن طابور من الرجال يشقون طريقهم على درب من دروب الحياة ، كل رجل يحمل فوق ظهرة شوالاً كبيراً ، مملؤ بعيوبه وخطاياه ، الرجل نفسه لايرى عيوبه ، يرى عيوب من يتقدمه في الطابور ، أما عيوبه هو فيراها من يمضي خلفة ، ونحن في الحياة كذلك نرى عيوب الآخرين ولا نرى عيوبنا ..


سعيد من جاء موقعة في نهاية الصف ، لأن أحد لا يرى عيوبه ، وتعيس من سار في المقدمة لان الآخرين يشاهدون عيوبه .

تحيااااااااااااااااااااااااااتي ....







التوقيع :
عطر السحاب

قديم 09-05-2003, 02:20 AM   رقم المشاركة : 2
همسات الشــــوق
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية همسات الشــــوق
 





همسات الشــــوق غير متصل

عطــر السحــاب


مشكــوره يالغاليــه عطــر عالمــوضوع الرائـع

_____________________
مــع خالــص محبتــي:







التوقيع :
_+*^*+_---_+*^*+_---_+*^*
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


[FLASH=http://ahmadalhujili.jeeran.com/al-sr.swf]WIDTH=400 HEIGHT=300[/FLASH]
_+*^*+_---_+*^*+_---_+*^*

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية