العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 18-05-2003, 06:25 PM   رقم المشاركة : 1
عاشق الوهم
( ود فعّال )
 







عاشق الوهم غير متصل

هل أنا مسير أم مخير؟؟؟

مسيّر أم مخيّر



إن الله عز وجل عندما خلق الإنسان أقامه على نوعين من الحركة والتصرف:
ـ الأول يستوي فيه الإنسان مع سائر الموجودات الأخرى من حيوانات وجمادات ونبات وأفلاك: حركات قسرية ووظائف آلية ليس للإنسان فيها أي كسب أو مشيئة (كحركة النمو وما يتبعه من قوة وشيب وضعف، وكالولادة والموت، والانفعالات المختلفة من حب وكراهية وجوع وعطش وخوف وفزع).
ـ الثاني: تصرفات تنشأ من سر عجيب خاص أودعه الله عز وجل في الإنسان، نسميه الاختيار والإرادة. فلقد تعلقت إرادة الله عز وجل، بأن يغرس في كيان الإنسان هذا السر الذي هو محور التكليف فيه وأن يجعله يصدر في كثير من تصرفاته عن هذا السر الذي به يسمى حراً ومختاراً.
ومعنى ذلك أن إرادة الله تعالى تعلقت بأن تكون مريداً فإذاً لا يمكن أن يقع أي تعارض بين إرادة الله وما تخاتاره عن طريق إرادتك الخاصة، ومثال على ذلك:
خادم عندك في البيت، تريد أن تعلم مدى صدقه وأمانته في الخدمة والمعاملة ولكي تصل إلى بغيتك هذه تعطيه مبلغاً من المال وتبعثه إلى السوق لشراء بعض الحوائج وتفسح له المجال أن يتصرف كما يشاء دون أن تضع رقيباً أو تضيق عليه السبيل.
فأنت بترتيبك هذا أردت أن يكون حراً فيما يفعل ويذر، لا يستجيب إلا لنداء ضميره وتفكيره الداخلي، بحيث يتمتع بإرادة لا يشوبها قسر، حتى تعلم بذلك طواعيته. فإذا عاد وقد خان الأمانة فيما أعطيته من المال وما عاد به من المتاع، فأنت في الواقع مريد لهذه النتيجة وإذا عاد وقد حقق منتهى الأمانة في عمله فأنت مريد أيضاً لهذه النتيجة، إذا أنت لم ترد إطلاق يده بالتصرف كما يشاء إلا وأنت مريد لظهور نتيجة ذلك أياً كانت النتيجة، تحبها وترضاها أم لا.
ولله المثل الأعلى، وهكذا تعلم أن الله تعالى لا يقع في ملكه إلا ما يشاء ويريد، ولا يناقض ذلك أنه أعطاك أيضاً إرادة ومشيئة، كما لا يناقض علمه بالأشياء كلها أنه أعطاك أنت أيضاً علماً ببعض يسير منها.

بعض الآيات التي تدلّ أن الإنسان مخيّر:

"ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها" [الشمس:7-8]
"إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً، إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً" [الإنسان:2-3]
"ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين وهديناه النجدين" [البلد:8-10]
"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" [البقرة:286]
"اليوم تجزى كل نفس بما كسبت" [المؤمنون:17]
"وبدا لهم سيئات ما كسبوا" [الزمر:48]
"إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون" [الأنعام:120]


بعض الآيات التي قد توهم التسيير:

"وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً" [الإنسان:30]


إن هذه الآية تدل على أن الإنسان ما كان ليتمتع بإرادة في كيانه يتجه بسرها إلى اختيار ما يشاء من التصرفات والأعمال، لو لم يشأ الله عز وجل أن يضع في كيانه هذا السرّ العظيم.


"ولو شاء لهداكم أجمعين" [النحل:9]
"ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" [يونس:99]


إن هاتين الآيتين توضح حقيقة مستقلة لا شكل فيها ولا نزاع، وهي أن الله عز وجل لو شاء لأمد الناس جميعاً بلطف من عنده يجعلهم يختارون الإيمان والانصياع للحق، دون أن يستجيبوا لشيء من أهوائهم ورعوناتهم، أو وساوس شياطينهم أو ينساقون إلى اليقين بالحق قسراً دون اختيار منهم. ولكنه لم يشأ ذلك، بل شاء أي يضع الإنسان مختاراً بين واقعين يتجاذبانه وهما النفس بشهواتها والعقل بتدبيره، كي يتجلى في طاعته لله معنى الجهاد والتكليف، وإلا لما أحرز المجاهدون والمستقيمون على الطاعة أي أجر على جهادهم، إذا لا جهاد حينئذٍ أصلاً.



الحمد لله على نعمه التي لا تحصى
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين







التوقيع :
يسافر من يسافر
يهاجر من يهاجر
الا انت يا حبيبي

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:08 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية