دمعـــه .."قصه"
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلكني الجوع والإرهاق من هذا العمل المتواصل ، اعتقد أني بحاجة إلى وجبة سريعة – كنت أحدث نفسي - .
خرجت مسرعا من المكتب كنت سارحا نعم سارحا ولكن ليس في أحوال أمتي ،لا بل في جمع المال ،المال وحدة هو القوه هو الحياة .
اتجهت إلى أحد المطاعم القريبة ،أنطلق العامل مهرولا نحوي ،فتحت النافذة بهدوء ، وأخرجت محفظتي الفاخرة وانتبهت أنه لا مال لدي !!!.
فقط مبلغ بسيط جدا ،ولكنه يكفي أن أطلب أرخص ما في المطعم ، كنت انعت نفسي بالغبي ، لم أحسب حساب هذه المعدة الخالية !!.لا مشكله فما طلبته سيفي بالغرض حتى عودتي للمنزل .
العامل : عفوا سيدي هل هذا طلبك فقط !!.
أنا: نعم .
العامل: حاضر سيدي .وأنطلق مهرولا .
لحظات وأنا أفكر في حالتي ،لا يوجد مال !!.أرأيت المال هو عصب الحياة .
ثم أتى طفل بالي الثياب شاحب الوجه أشعث الشعر أغبر .ودلائل الفقر تنطق من هيئته .
انزوى خلف الجدار ثم أنحنى و انطوى والصق صدره بركبتيه .
كنت أراقبه ،لم يكن يشعر بي ، أحس بحركته ولكني لا اعرف ما يفعل أثارني الفضول فخرجت من سيارتي واتجهت له هناك خلف الجدار، هناك حينما يسدل الليل ستارته فيختفي الناس وسط الظلام ..هناك خلف ذلك الجدار ماذا وجدت !!!.
وجدته يمسك بطرف خبزه يابسة ويقضم منها بهدوء .
خرج من داخلي المارد المتسلط وانحنيت للإنسانية في داخلي واتبعتها بانحناءة فعلية ،رأيت دمعته ..نعم دمعه .
لم يتكلم لأنه يعرف أن هذه الصورة أبلغ من الكلام ابلغ من مئات الجمل .
اعتدلت واقفا متجها لسيارتي أخذت طعامي من الرجل الواقف هناك وأعطيته لذلك الشموخ لذلك المعنى لتلك الدمعة ...
تحياتي
امواج الشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق
*t *t |