(لقد بزغ فجر الإعلام منذ فترة ليست بقصيرة . اخذ فيها يشتد عوده وتينع أوراقه وثماره , فيقتطف كل منا ما كتب له ان يقتطف , ولكن هذا الإعلام العجيب لم يكتفي بان تكون له صحف تنشر ولا مذياع ينطق ولا حتى تلفاز يشاهد بل امتدت يمينه الى شبكة المعلومات العالمية, حتى اصبح هذا الإعلام يسكن في بيت الغني منا والفقير ,القادر والمحتاج وكذلك يملك منا اهتمام الكبير والصغير .
ولكنه سرعان ما أخذته العزة بالإثم, فاصبح أشبه بالسرطان الذي يفتك كل يوم ببيت من بيوت المسلمين , فيعكس العقائد راس على عقب ويململ العقول والأنفس , فيوهمك انك تستطيع الطيران بلا اجنحه, ان تعيش بلا قيود وان تصل الى ما تبتغي بلا جهد ولا تعب ولكن بالأماني فقط.
فاصبح أشبه بلوحة خليعة تشمئز منها الأنفس الطيبة ولا جرم ان علمت ان الذي يروض إعلامنا اليوم هم اليهود أنفسهم .
وهكذا تظل الشعارات الزائفة التي يهذي بها ذوي الأنفس الضعيفة شغل شبابنا الشاغل هذه الأيام .وان أعطى الإعلام للموضوعات المفيدة زاوية من زواياه وهي ضئيلة جدا إلا انه يأبى ان تمر هكذا من خلاله دون ان يدس فيها فتنة من فتنه وبلية من بلاياه ولكني أتسال ويتسال كل رجل منا طيب السريرة متى يعود للإعلام صوابه فيتوب من أفعاله واعماله الهدامة ,متى يقوم على بناء أفكار الأمة وشبابها على أسس راسخة مستنيرة؟.
ولا بغيب عن ذاكرتي ان لكل مسول على كرسيه واسرة وإعلامي دور جدير بان يعالج هذه المسالة الخطيرة ,وان نقول يجوز لنا نشر هذا وذلك لا يجوز, نعم لهذه البرامج ولا لتك,هذا حرم وهذا حلال,لكي تستعيد الكريات البيضاء قدرتها في مواجهة هذا المرض المشين في جسد أعلامنا المسلم.
ولكني أخيرا أقول لابد لهذا الصباح الذي لبس وشاح الليل المظلم ان يندلق فيه نور الصلاح الذي يعشي عيون كل" إعلامي فاسد". )
*من كتاباتي
الكاتبة الصغيرة سجنجل الخواطر.
العرض العادي
