الصديقة بنت الصديق هي عائشة بنت ابي بكر الصديق العابدة القانتة زوجة الرسول صلى اله عليه وسلم في الدنيا والاخرة كانت رضى الله عنها تصوم يوما وتفطر يوما وتكثر من التهجد ليلا يقول القاسم بن محمد رحمه الله : كنت اذا غدوت ابدا ببيت عائشة وهي خالته اسلم عليها فغدوت يوما فاذا هي قائمة تسبح وتقرا : ( فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ) وتدعو وتبكي وترددها فقمت حتى مللت القيام فذهبت الى السوق لحاجتي ثم رجعت فاذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي فتاملى اختى المسلمة في عبادة ام المؤمنين وصبرها على الوقوف في محرابها وتفكرها في ايات ربها . لقد كانت ام المؤمنين رضى الله عنها مع كثرة عبادتها فقيهة ومحدثة وعالمة بايام العرب واشعارها .
يقول ابو موسى الاشعري رضي الله عنه : ما اشكل علينا اصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم حديث قط فسالنا عائشة عنه الا وجدنا عندها منه علما . ويقول الزبير بن العوام رضى الله عنه ما رايت احدا من الناس اعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضى الله عنها . ويقول الزهري رحمة الله : لو جمع علم عائشة الى علم جميع ازواج النبس صلى الله عليه وسلم وجميع النساء كان علم عائشة رضى الله عنها اكبر .
اختى المسلمة : لكن كل هذا الثناء وذلك التقريظ لم يزد ام المؤمنين الا خشوعا في صلاتها وخشية من ربها تبارك وتعالى . اما انت فتعلمين مدى تقصيرك في طاعة ربك ومع ذلك تظنين انك خير من اخواتك المؤمنات وتعجبين بعملك وتغترين عليهن بقولك فلتكن ام المؤمنين العابدة هي رمز التواضع لديك ولتكن ام المؤمنين الفقهية هي رمز حب العلم لديك ولتكن ام المؤمنين المحدثة هي رمز الدعوة الى الله لديك . ولقد اثرت العبادة في ام المؤمنين تاثيرا شديدا حتى كانت تنسى نفسها من اجل غيرها . ام ذرة جارية عند عائشة تساعدها في احوالها تحكى لنا القصة التالية : بعث الى عائشة رضى الله عنها ابن الزبير ثمانين ومائة الف درهم وهي يومئدذ صائمة فجلست تقسمه بين الناس فامست وما عندها من ذلك درهم واحد . فلما جاء موعد الافطار قالت : يا جارية هلميا فطري فجاءتها بخبز وزيت فقلت لها : يا ام المؤمنين اما استطعت مما قسمت اليوم ان تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه ؟ فقالت : لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت فتاملى اختى المسلمة كيف انها وهي الصائمة تنسى نفسها ولو بدرهم واحد وما ذاك الا لاجل تذكرها الفقراء والمساكين والارامل والمحتاجين ومحبتها لادخال السرور على قلوبهم هكذا كانت ام المؤمنين زاهدة عابدة عالمة تقية فهل تذكرين هذا المثال الرائع ؟ هل تتاسين بامك في ايثارها ؟ هل تقتدين بامك في عبادتها وفضلها ؟ هل تقدمين على فعل الخيرات كما اقدمت هي ؟ هذا ما اسال المولى اياه . تقول ام المؤمنين رضى الله عنها : ( انكم لتغفلون عن افضل العبادة التواضع ) وظلت ام المؤمنين في محرابها تناجى ربها حتى توفيت سنة 75هـ واوصت ان تدفن في البقيع مع صواحباتها وصلى عليها امير المدينة وهو ابو هريرة رضى الله عنه .
الكاتبة الصغيرة:سجنجل الخواطر