بعد مرور ستة قرون على خروج العرب من غرناطة، عاصمة آخر خلافة إسلامية في اسبانيا بات لهذه المدينة مسجد بني على تلة البيازين قبالة قصر الحمراء. ويضم المسجد مركزا للدراسات الإسلامية وحدائق، وكذلك شرفة واسعة تطل على تلة سييرا نيفادا وقصر الحمراء الذي سلم محمد أبو عبد الله وهو يذرف الدموع مفاتيحه إلى الملوك الكاثوليك عام 1429.
وجاء بناء المسجد ثمرة 20 عاما من الجهود بعد ان تمكنت الطائفة الإسلامية من شراء قطعة ارض بفضل هبة من ليبيا وبعد ذلك ساهم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة احدى الامارات السبع في دولة الامارات العربية المتحدة في تكاليف المشروع المقدرة بأربعة ملايين يورو بمساعدة من المغرب وبروناي وماليزيا، ومر المشروع بصعوبات إثر وفاة العاهل المغربي الحسن الثاني الذي كان شديد التمسك به، وبسبب اكتشاف آثار في الموقع ادت إلى تجميد المشروع. وبعد خمس سنوات من وضع حجر الاساس، انتهى بناء المسجد ذي اللون الابيض الذي اقيم على قمة تلة البيازين، الحي العربي في غرناطة في القرون الوسطى.
وفي تصريح للصحافيين قال رئيس جمعية المسجد مالك رويس انه يرغب في أن يصبح هذا المجمع الديني مرجعا لكل الراغبين بالتعرف على التقاليد الإسلامية في ارقى صورها. واضاف ' إن هذه المدينة الإسلامية التاريخية قادرة على تقديم الصورة الحقيقية للإسلام إلى الإسبان والاوروبيين'.
ولن يكون المسجد مكانا للصلاة فحسب بل وايضا مكانا لتأهيل وتعليم المسلمين ومكانا للدراسة والبحث والمؤتمرات والمعارض وسيكون مفتوحا امام العامة.
ويتولى ادارة المؤسسة مجموعة من سبعة أعضاء:
اربعة يمثلون الطائفة الإسلامية في اسبانيا وثلاثة يعينهم حاكم الشارقة الذي حضر حفل التدشين.
المرجع مجلة التقوى
العرض العادي
