العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-2003, 12:01 AM   رقم المشاركة : 1
طوبى للغرباء
( ود نشِـط )
 





طوبى للغرباء غير متصل

أيها المجاهدون .. المنيه ولا الدنية

أيُّها المجاهدون .. المَنِيَّةَ وَلاَ الدَّنِيَّة
تمهيد:

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحابته والتابعين ، أمَّا بعد:

فهذه رسالة إلى خيار الأمَّة ، وحماةِ الدين والعرض ، وقادة المسلمين ، أحفاد أبي بكرٍ وعمرَ وخالد بن الوليد ، أسد الشَّرى ، وأبطال الوغى ، مَنْ لا حُرَّ بوادِيهم ، ولا عزيز بناديهِم ، الَّذينَ كسروا أنفَ الكفر ، ومرَّغوا الصليب بالتُّراب ، وأذلُّوا الكفَّار فأعزَّ الله بهم المؤمنين.

رسالةٌ إلى المجاهدين في سبيل الله الذين يُجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ ، ولا يثنيهم عذل عاذل ، ولا تخذيل مخذِّلٍ متخاذلٍ.

آن الأوان ليقُولَ لكم أهل العلم ، حملتُه وطلاَّبُه : أنتم والذي لا إله إلا هو خيرٌ منَّا ، وأكرمُ وأشرفُ وأعزُّ وأتقى وأنقى ، وألزم لشرع الله وأتبع لسنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأُمَّةُ إليكم أحوجُ ، وهي بكم أعزُّ وأقوى ، نسأل الله لكم قبول أعمالكم وجهادكم ، ونسأله لنا مغفرة ذنبنا بقعودنا عن الجهاد ، وتخاذلنا عنه ، مع الدعاوى العريضة ، والقلوب المريضة.

كما آن الأوانُ ، لنلحقَ بكم ، ونترسَّم خطاكم ، ونذوقَ من الخوف ما تذوقون ، ونبذلَ للجهادِ بعضَ ما تبذلُونَ ، وإذا أمرناكم بالاستسلام أن نمتنعَ ولا نستسلم ، وإن أمرناكم بالقتال أن نقاتل ونستبسل ، ولا نأمركم بشيءٍ إلاَّ عملنا به إن شاء الله ، مع الإقرار لكم بالفضل والاعتراف بالسابقة ، وغايةُ رجائنا أن يُلحقنا الله بمنازلكم ودرجاتكم.

أيُّها المجاهدون ، هذه رسالةٌ إليكم ، وقد اجتمع الكفَّار عليكم ، وائتمروا بكم ليقتّلوكم ويسجّنوكم يريدون ليوقفوا بذلك الجهاد ، والله متمُّ نوره ولو كره بوش وشارون وحسني ونايف.

أيُّها المجاهدون ، فلا تستسلموا لهم ، وتُسلموا أنفسكم إليهم ، وتمكّنوهم منكم ، وتجعلوا للكافرين سبيلاً عليكم ، بل قاتلوا ثمَّ عيشوا أعزَّةً ، أو موتوا كرامًا ، والمنيَّة ولا الدنيَّة.


لا تستأسِر:

الدخول في ولايةِ كافرٍ وتحتَ يدِه اختيارًا محرَّمٌ ، ولذلك وجبتِ الهجرةُ ، وحرُمت تولية الكفَّار المناصب على المسلمين ، ولم يصحّ تملّك الكافر لعبدٍ مسلمٍ ، {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} ، و"الإسلامُ يعلو ولا يُعلى".

وقد استثنى أكثر أهل العلم حالةً واحدةً من هذه القاعدة ، هي ما بوَّب عليه البخاري في صحيحه فقال: "باب هل يستأسرُ الرَّجُلُ؟ ومن لم يستأسر" ، وخرَّج فيه حديث العشرة الّذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنُذر بهم قومٌ من بني لحيان وأحاطوا بهم وعرضوا عليهم النزول في ذمَّتهم ، فنزل من نزل من الصحابة في عَهدِ المشركين ، وقال عاصم بن ثابت : أمَّا أنا فلا أنزل في ذمَّة كافرٍ ، فقاتل حتَّى قُتل.

قال الحافظ في شرح الحديث : " للأسير أن يمتنع من قبول الأمان ولا يمكن من نفسه ولو قتل ، أنفة من أن يجري عليه حكم الكافر، وهذا إذا أراد الأخذ بالشدة، فإن أراد الأخذ بالرخصة فله أن يستأمن" ، وإلى التخيير ذهب جماهير العلماء ، إلاَّ روايةً عن أحمد بتحريم الاستئسار للكفَّار حكاها الآجُرِّيّ ، وجاء عن أحمد : "لا يعجبني أن يستأسر، يقاتل أحب إليَّ، الأسر شديد ولابد من الموت".

ففي هذه الصورة التي فيها الرُّخصة ، الأفضل بالاتّفاق هو الأخذ بالعزيمة ، وعدم الاستسلام لكافر ، لما في الاستسلام من المفاسد العظيمة ، قال الشهيد يوسف العييري رحمه الله : "ولأن استسلام المجاهد مع ما فيه من الانهزام وشيء من الذل وما فيه من كسر قلوب المسلمين ، وثلمةٍ في موقف المجاهدين ، وما فيه من سرور العدو وغبطته وشماتته بالمجاهدين والمسلمين عامة ورفع معنوياته ، مع ما في الاستسلام من جميع تلك المفاسد إلا أنه أيضاً لا يحقق للمستسلم ما خاف على نفسه منه وهو الموت فإنه سيصبر إلى قِتلة أشنع وأذل مما سيقتل عليها لو لم يستسلم هذا إن لم يمر قبل ذلك على التعذيب والتنكيل وانتزاع المعلومات التي قد تضر غيره" اهـ

والحاصل : أنَّ فعل الصحابة الّذي بلغ النبي صلى الله عليه وسلَّم فلم ينكر دليلٌ على جواز هذا وهذا ، في حقِّ من كانت حاله حالهم ، فهم عاجزون عن الفرار ، فما لهم إلاَّ القتل أو الأسر ، كما أنَّهم لم ينزلوا على حكم المشركين ، بل نزلوا بأمانٍ وميثاقٍ ، فهو من جنس المواثيق الجائزة ، وليس فيه إلاَّ جريان حكم الكافر عليهم ، فالرُّخصة المذكورةُ في ارتكاب هذا المحظور من علوّ الكافرين عليه ، لا فيما زادَ مما هو مقتضٍ للتحريم باستقلاله.

فلا يجوزُ له تسليم نفسه لكافرٍ إلاَّ حين : يعجز عن الفرار ، ويأمنُ الفتنة عن دينه ، ولا يخشى إفشاء أسرارٍ تضرُّ المجاهدين ، ويستوثقُ بأمانٍ لنفسه أو يأمنهم في غالب ظنِّه.

فمن كان يستطيع الفرار وكانت لديه عورات المجاهدين وأسرارهم ، مع كونه لا يأمن في غالب ظنِّه أن تُستخرجَ منه بتعذيبٍ أو سِحْرٍ ، فلا يَجوزُ له أن يُسلِّم نفسه ، بل مثل هذا يجوز له قتلُ نفسه فيما أفتى به الشيخُ محمّد بن إبراهيم وغيره ، وأشرتُ إلى طرفٍ من أدلَّتِهِ في نبذةٍ في العمليَّات الاستشهاديَّة ؛ فكيف يُجمع بين جواز قتله نفسه لخطورة الأسرار ، وجواز تسليمه نفسه والمخاطرة بهذه الأسرار؟

والحكومة السعوديَّة حكومةٌ عميلةٌ مرتدَّةٌ ، تولَّت الكافرين ، وحمت المشركينَ وعبدة القبور ، وحكمت بغير ما أنزل الله ، وتحاكمت إلى الطاغوت ، وأقرَّت المستهزئين بالدِّين ، وغير ذلك من النواقض ، وكلٌّ واحدٍ من هذه زادت عليه تغليظًا ، فزادت على تولِّي الكافرين تبرير ذلك وتسويغه ، ثمَّ الافتخار به وإعلانه ، ثمَّ معاداة من عاداه الكفّار وعاداهم ، وموالاة من داهنهم وتولاَّهم ، ثمَّ عقوبةُ من أعلن البراءة من الكفَّار ، أو صدع بالحقِّ الّذي يكرهونه ، وقل مثل ذلك في سائر النواقض.

فلو كانت الحكومة السعوديَّة حكومةً ذاتَ سيادةٍ ، ما جاز تسليم النفس لها لكفرها ، فكيف وهي عميلة لأمريكا أو وكيلةٌ لها ، وتسليم النفس إليها كتسليم النفس إلى أمريكا ، فالآمر بالقبض أمريكا ، والمستفيد منه أمريكا ، والمقصود الأوَّل والأخير منه حماية أمريكا ومصالحها في المنطقة ، كما أنَّ جميع ما يُستخرج من الأسير من معلومات يصلُ إلى أمريكا في وقتِهِ ، وقد افتخر بهذا أحد طواغيتِهم وأظنُّه بندر بن سلطان ، وأخبر أنَّ عددًا من الخلايا والعمليات الجهاديَّة أُحبِطت بمعلوماتٍ استخرجت من سجناء في السجون السعوديَّة.

وتسليم المجاهد نفسه إلى الحكومة السعودية ، كتسليمه نفسه إلى حكومة حامد كرزاي ، أو حكومة الكويت ، أو مصر أو اليمن أو غيرها ، لا فرق بين ذلك كلِّه ، والمؤمنون كما وصفَهُم ربُّهم : أذلَّة على المؤمنين ، أعزَّة على الكافرين أشدَّاءُ على الكُفَّار رُحماءُ بينَهُم.

ولو فرض جدلاً أنَّ من طلب المجاهد حكومةٌ مسلمةٌ ، وتُعُوميَ عن النواقض العظام التي ارتكبتها ، وعن كونها لا تزيد عن وكيلٍ لأمريكا يطارد الناس تعبّدًا لها ، لو تعومي عن هذا كلِّه ؛ فإنَّ المطلوب لا يلزمه تسليمُ نفسه لكلِّ أحدٍ ، ولو كان الحاكم ، متى علم أنَّ طالبَهُ ظالمٌ ، فلو أنَّ أحدًا جاء يُريد أخذ ماله ظلمًا كان له أن يُقاتله بنصِّ حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح إذ جاءه رجلٌ فسأله : أرأيت لو أنَّ رجلاً جاءني يُريد أخذ مالي؟ قال : فلا تعطه. قال : فإن قاتلني؟ قال : قاتله. قال فإن قتلني؟ قال : فأنت شهيد. قال : فإن قتلته؟ قال : فهو في النار.

فالمسلم عزيزٌ بعزَّة الإسلام ، حرٌّ من رقِّ غير الله ، فمن دعاه إلى الاستسلام لله والانقياد لحكمه ؛ جاءه طائعًا مختارًا ، ومن دعاه إلى ملك فلان وسلطانه ، وجبروت فلان وطغيانه ، لا إلى حكم الله وشريعته ؛ لم يلزمه تسليم نفسه والاستسلام له ، فهو لا يسلم ماله إلاَّ بحقِّه ؛ فكيف بنفسه؟

أقسمت : إمَّا أن أعيش بعزةٍ بكرامتي ، أو أن تُدَقَّ عظاميا

وقد مدح عمرو بن العاص الروم بخصلةٍ ، يراها كثيرٌ من الناس اليوم خروجًا على الحكّام وإحداثًا للفتنة ، والفتنة عندهم كلُّ ما لا يحبُّه الطاغية الظالم الجائر ، فضلاً عن الحاكم المرتدِّ الكافر ، فجاء في صحيح مسلم أنَّ المستورد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "تقوم الساعة والروم أكثر الناس" ، قال عمرو بن العاص : أبصر ما تقول. قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، قال عمرو : لئن قُلتَ ذلك إنَّ فيهم لخصالاً أربعةً : إنَّهم لأحلم الناس عند فتنةٍ ، وأسرعهم إفاقةً بعد مصيبة ، وأوشكهم كرةً بعد فرّةٍ ، وخيرهم لمسكينٍ ويتيمٍ وضعيفٍ ، ثمَّ قال : وخامسةٌ حسنةٌ جميلةٌ : وأمنعهم من ظلم الملوك.

فانظر كيف امتدحهم عمرو رضي الله عنهم ، بالامتناع من ظلم الملوك والإباء ، وفي لفظٍ من ألفاظ الحديث : وأقلُّهم صبرًا على جور الملوك ، وانظر كيف لم ير ذلك مخالفًا لحلمهم عند الفتنة.

والاستدلال بحديث : " اسمع وأطع وإن أخذ مالك وجلد ظهرك " ، غلطٌ فاحشٌ ولو تُنزِّل بالتسليم بإسلام هؤلاء الحكَّام ، فليس في الحديث الأمر بتسليم المال والنفس إليه ، ولا في المقاتلة دون المال مخالفةٌ للسمع والطاعةِ ، فإنَّه يُسمع ويُطاع في غير معصيةٍ ، ويُعطى ما هو حقٌّ له دون ما ليس له بحقٍّ ، ونظيرُهُ بلا فرقٍ : قوله صلى الله عليه وسلم : وإن تأمَّر عليكم عبدٌ ، وإن كان عبدًا حبشيًّا ، فليس في الحديث إعانة العبد على الإمارة ، أو السعي في تحصيله لها ، أو تركه يأخذها مع وجود الحر المستوفي للشروط ، وإنَّما فيه أنَّ الطاعة تلزم له متى تأمَّر ، وقوله : وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ، ليس فيه تمكينه من شيءٍ من ذلك ، وإنَّما فيه التخويف من الخروج عليه لهذا الأمر ، والنهي عن إسقاط الولاية به ، والخروج لا يكون إلاَّ عند رؤية الكفر البواح على الصحيح.

والمجاهد يكفيه أن يعلم أنَّهم حين يطلبونه إنما يطلبونه ليعاقبوه على ما هو طاعةٌ لله لا شكَّ فيها ولا ريب ، بل على ما هو فرضُ عينٍ متحتِّمٌ عليه ، ثمَّ هم لا يحكمون في كثيرٍ من السجناء أصلاً ، ويُسجنون الشُّهور الطّوال ظلمًا وجورًا ، ويحمّلون تحت وطأة التعذيب ما لم يفعلوه كذبًا وزورًا ، ثمَّ يحكم فيهم بعد كلِّ هذا بغير حكم الله الذي شرعه ، بل بما يقترحه المدعي العامّ مندوبُ وزارة الداخلية ، وما يراه القضاة.

وقد رأينا من جورهم سجنهم من سُجن من المشايخ والدُّعاة والمصلحين ومن معهُم عام 1415 ، بلا تهمةٍ ، ولا محاكمةٍ ، ثمَّ اشتراطهم على من خرج التعهُّد بالسُّكوت ، وما خرج سعيد بن زعير إلا قريبًا ، وفي السجون غيره ممن لم يحاكم ولم يحكم فيه : كأبي سُبيعٍ وليدٍ السِّنانيِّ فكَّ الله أسره ، وثبَّته وأعظم أجره ، وإن كانت جنايتهم على الأبدان بالسِّجن قد انتهت في كثيرٍ ممن سُجن ؛ فإنَّ جنايتهم عليهم بتغيُّر المبادئ والأقوال ، بل والأخلاق لم تنتهِ بعدُ ، وقد رأينا من كثيرٍ منهم عجبًا بعد خروجهم ، فاستحلُّوا الكذب واستسهلوه حتّى حُفظت عنهم كذباتٌ لا تأويل لها ، ووالوا الطاغوت الذي كانوا يسمّونه طاغوتًا ويشهدون عليه بذلك ، وتبرؤوا من الموحّدين المجاهدين ، وعابوهم في العلن على ما يحرّضونهم عليه في السِّرِّ ، وهؤلاء مبدأ أمرِهِم أنَّهم سجنوا على طاعةٍ فعلوها ، وبلا محاكمةٍ دخلوها ، وآخر أمرِهِم أنَّهم تعهَّدوا حين خرجوا بالسكوت عن الواجبات التي كانوا بها قائمين ، ثمَّ زادوا محاربةَ الجهاد والمجاهدين ، وتبديل شرائع الدين.

فإذا طُلب المجاهدُ فليتأمَّل هذا ، وأنَّه مطلوبٌ لأنَّه قام بفرض الله عليه ، ولو كان الجهادُ نافلةً من النوافل كان من الكُفر العظيم ذمُّهُ ، فضلاً عن العقوبة عليه ، فكيف وهو فرضٌ واجبٌ على الأمَّة؟ ثمَّ كيف في زمانِ تعيُّنِهِ مع قلَّة القائمين به؟! ثمَّ هو مع هذا لن يحَاكم ، وإن حُوكم حُكِمَ بعقوبته على تلك الفريضة التي قام بها.

ثمَّ ليتأمَّل أنواع الفتنة التي سيُبتلى بها في السجن ، والسجن في نفسه فتنة ، عدا ما فيه من فتن الرغبة والرَّهبةِ ، وقد رأى الإخوة المجاهدون تغيُّر من تغيَّرَ دينُهُ ومنهجُهُ ومبادؤه التي كان عليها ، لا لدلالةٍ ظهرت له ولم يكن يفهمها ، أو حجَّةٍ علمها بعد أن لم يكن يعلمها ، بل تراه يتكلَّم بلا حجَّة ولا برهانٍ ، ويبني أقواله على ما لا يعتقدُهُ ، وما هي إلاَّ الفتنة ، نسأل الله الثباتَ والهداية والسداد.

ومتى طُلبَ المجاهد ليُفتن في دينه ، كان عليه الفرار ما استطاع ، والدفع ما قدر على الدَّفع ، وقد بوَّب البُخاريُّ في صحيحه : بابٌ من الدين الفرار من الفتن ، وذكر فيه حديث : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمًا يتتبعُ بها شعف الجبال.

وقد خشيَ الفتنةَ على نفسِهِ من هو خيرٌ منكَ ، بل قد خشيَها إبراهيم عليه السلام حين قال : واجنبني وبنيَّ أن نعبدَ الأصنامَ ، قال بعض السلف: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟

ففرَّ ، واختفِ ، وقاتِل ، وادفع عن نفسِك : ولا تستأسِر.


ما هو السِّجن؟

عندما توعَّد فرعونُ موسى عليهِ السَّلام ، كان من وعيده له : {لئن اتَّخذت إلهًا غيري لأجعلنَّك من المسجونين} ، والسجن قطعةٌ من العذابِ ، كان من مكر مشركي قريشٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم حين مكروا به همُّهم بسجنه {وإذ يمكُر بك الَّذين كفرُوا ليُثبِتوك أو يقتلوك أو يُخرجوك}.

وإذا كان السجن يعني هذا لكلِّ أحدٍ ، فإنَّهُ يعني للعاملين حبسهم عن عملهم للدين ، وجهادهم في سبيل الله ، ولا شكَّ أنَّ من سُجن بغير اختيارِهِ غيرُ ملومٍ ، بل هو مأجورٌ مثابٌ جارٍ أجرُهُ على ما كان يعمله ، وإنَّما المسألة في المتمكِّن من الفرار واستمرار العمل ثُمَّ يُسلِّم نفسه إلى الطواغيت يُعينهم على ظلمه ، وعلى سدِّ قناة الخير الَّتي أجراها الله على يده.

وإذا عُلم أنَّ السجن من العذاب ؛ فإنَّ دخوله من الفتنة ، حين يُغريه الطَّواغيت بالرَّغبة والرَّهبة ، وتحت وطأة السنين الطوال ، ولا ينبغي لحريصٍ على دينه ، خائفٍ عليه ، حذرٍ من الحور بعد الكور = أن يدخل هذه الفتنة ولا يدري أيسلمُ له دينُه أم لا؟

وكما تقدَّم في أنَّ ذلك من الدخول تحت يد كافرٍ وتصرُّفه ، والنزول على حكمه ، وإعطائه سبيلاً على المؤمنين ، فإنَّ ذلك في سجون اليوم أبلغُ وأكثرُ ، فهم يتحكّمون في السجين حتَّى في أوقات دخوله الخلاء ، ووضوئه للصلوات وغيرها ، ويكونُ تحكّمهم فيه أبلغ من تحكّم ربّ البيت في أسرته ، بل ربَّما أبلغ من تحكّم السيِّد بعبيده ، فكيف يرضى الموحّد أن يمكّن عدوَّه من هذا السَّبيلِ عليه؟!

هذا لو كان السِّجنُ سجنًا مجرَّدًا ، فكيف وفيه ما فيه؟ كيف وفيه من العذاب والنّكال ، ما يهدُّ الجبال؟

وإليك في هذا الفصل سردُ بعض وقائع التعذيب الأليم في سجون نايفٍ وإخوانه وأعوانه ، وشيءٍ مما في السجون من أحوالٍ وأهوال.


وقائعُ داميةٌ:

ليس من المستغرب أن يستعين نايف بن عبد العزيز بزكي بدر (عاملهما الله بما يستحقُّ)، وزير الداخلية المصري الأسبق ، أحد دهاقنة التعذيب ومنظِّريه في العصر الحديث ؛ فهما أخوان في الدين ، وفي عداوة المؤمنين ، وإذا لم يُستغرب هذا ، فلن يُستغرب أن يتّبع نايف سُنَّة الهالك غير الزكيِّ ، حذو النعل بالنعل ، واتِّباع الجعل للنتن ، في التعذيب ، وفي اختلاق الأكاذيب.

وقصص التعذيب التي يندى لها الجبين في سجون الطواغيت المتسلطين على بلاد الحرمين كثيرةٌ جدًّا ، وسنذكر هنا للتذكير فقط بعض الوقائع ، وأكثر شباب الجهاد ناله شيءٌ من هذا التعذيب أو لقي من ذاق التعذيب الأليم وسمع منه كثيرًا مما جرى له ، وسأذكر على سبيل المثال فقط : ثلاث وقائع ، في ثلاث قضايا ، في ثلاثة سجونٍ: الأولى في سجن الرويس في قضية تفجير العليا ، والثانية في سجن الدمام في قضية تفجير الخبر ، والثالثة في سجن عليشة في قضية تفجير فينيل ، وكلُّها ممَّا استثبتُّ منه ، ووقفتُ على صحَّته.

فمن أكبر مراكز التعذيب : محكمة التفتيش اليهودية المسماة سجن الرويس ، والذي يشرف عليه اللواء زقزوق ، أسأل الله العزيز ذا الانتقام أن ينتقم منه أشدَّ ما يكونُ الانتقام.

سجن الرويس اكتسب سمعةً عالميَّةً ، تُضاهي محاكم التفتيش الصليبية ، وسجون النصيريين في سوريا كسجن تدمر سيء الذكر ، وسجون مصر كأبو زعبل ، وبلغ من نتن سمعة هذا السجن ، أن المحققين في أستراليا أثناء التحقيق مع بعض أهل هذه البلاد هددوه إن لم يتجاوب أن يرسلوه إلى الرويس !!

وكُلُّنا قرأ أو سمع ما حكاه أبو الليث الليبي ومن معه من الإخوة الليبيين مما لقوه وعانوا منه في الرويس ، حتّى يسَّر الله لهم الفرار منه والنجاة.

ووقع كثيرٌ من ذلك لكثير من الشباب لمَّا أُدخِل قرابة الخمسمائة من المجاهدين سجن الرويس إثر تفجير الرياض ، وعذّبوا جميعًا ليعترفوا بما لم يفعلوا ، ووقع بهم من البلاء ما الله به عليم.

فهذا أحدهم يحكي قصَّته ويقول : جُلدت حتَّى تقرَّح جلدي ، وكُنت في غرفةٍ قذرةٍ مليئة بالبراغيثِ ، وكان وقع البراغيث على الجروح الحيَّة أشدَّ من طعن السكاكين ، حتَّى كرهتُ نفسي ، وعفتُ الحياة ، وكان من تعذيبهم لي إطفاء السجائر في دُبري وكان يدخلني من الألم البليغ ، ما لا يصفهُ لسان البليغ ، وأشدُّ ألم جرح السيجارة حين أحتاج لقضاء حاجتي فأحسُّ أنَّ دماغي يغلي ، وأنَّ رأسي ينفجرُ ، وأظنُّ في لحظاتٍ أنّي قد مُتُّ من الألم ، ثُمَّ أنتبه إلى أنّني –للأسف الشديد- باقٍ في الأحياء.

كان المطلوب أن يعترف أنَّه هو من فجَّر في الرياض ، فاعترفَ بما أرادوا ، قال كنتُ والله أتمنَّى وأُريد أن يُعدموني ، وحقَّقوا معه ، وظهر بسهولةٍ أنَّه كاذبٌ في اعترافه لأنَّه لم يكن يعرف تفاصيل الحادثة ، فأعادوه إلى التعذيب مرَّةً أخرى!! فماذا يُريدُ هؤلاء اليهود منه؟ الاعتراف؟ فقد اعترف ، القتل؟ فهاهو يقول اقتلوني وأريحوني وسأعترف بما تريدون!

ماذا صنعَ بعد ذلك؟ أشار عليه من رحم حالته من داخل السجن بإظهار محاولة الانتحار ، وأخبره أنَّ إدارة السجن ستوقف التعذيب إذا فعل ذلك ، فما كان منه إلاَّ أن انتظر حتَّى تأكد من أنَّ الجندي قريب منه ، فعلّق نفسه بحبل وأوهمهم أنَّه يشنق نفسه ، فجاؤوا يركضون إليه ، وفكُّوا الحبل وذهبوا به إلى زقزوق مدير السجن ، فماذا قال عدوُّ الله؟ قال له الخبيث واعظًا : كيف تقتل نفسك؟ ما تعرف حديث : "عبدي بادرني بنفسه ، حرَّمتُ عليه الجنَّة"؟!! أسمعتم بالثعلب الواعظ؟! أرأيتُم ورع هذا اليهودي؟ يعلم أنَّ الله حرَّم قتل النفس ، ويحفظ الدليل ، ولكنَّه يجهل أنَّ الله حرَّم الاعتداء على المساجين ، وتعذيب المجاهدين ، وانتهاك الحرمات الغليظة منهم ، وسبَّ الله أمامهم!!

هذه القصَّة ليست وقائع أسطورةٍ تُروى ، بل هي والله بعضُ ما وقع في سجن الرويس ، لأناس معروفين من المجاهدين.

والشيخ الشهيد يوسُفُ العييري تقبَّله الله في الشهداء ، قُبض عليه لمَّا وقع تفجير الخُبر ، وسجن قرابة ثلاث سنين ، وعُذِّب عذابًا شديدًا ، بتُهمة أنَّه مدبِّرُ التَّفجير ، وما كان والله يعلم عنه شيئًا ، ولا يدري من قام به ، فضلاً عن أن يكون هو المسؤول عنه ، وكان من شدَّة التعذيبِ يرجع إلى زنزانته محمولاً لا يستطيع المشي ، وكُسرت يده تحت التعذيب ، حتَّى إنَّه قرَّر الاعتراف وطلب مقابلة مدير السجن ، فلمَّا لقيه قال له : أعلم أنَّكم في حرجٍ لعدم معرفتكم بالفاعل ، ولا مانع عندي أن أعترفَ لكم بما تُرِيْدون ، فغضب مدير السجن وأمر بردِّه إلى زنزانته ، وكان يقول مثل سابقه : أنا الذي قمت بالتفجير فاقتلوني وأريحوني من هذا العذاب الذي لا يطاق .

ومن حديث وقائع التعذيب ما يجري اليوم للمتّهمين بتفجيرات الرياض ، في الحاير وعليشة وغيرها ، وقد خالفوا بذلك عادتهم السابقة ، من أنَّ سجن عليشة للقضايا اليسيرة ولا يكون فيه تعذيبٌ.

ومن الّذين يُعذَّبُون في هذه الأيام : محمَّد المبرَّز الَّذي يعذّبه مجموعةٌ من ضبَّاط المباحث ، وقد اجتمع عليه في يومٍ واحدٍ سبعةٌ من الضباط في يد كل واحدٍ منهم عصًا غليظةٌ وأخذوا يضربونه دون هوادة ، لا يرقبون فيه إلاًّ وذمَّة ، حتّى خرج أحد الضبّاط بعد قليل ، ويده داميةٌ من الضرب بالعصا (هذا الضارب فلا تسأل عن المضروب) ، وخرج ليغسلَ يدَهُ ثمَّ رجع ليكمل جولته في الحرب ضدَّ الإسلام ، وكأنَّ (البابا) فهد يصيح في أُذُنه محرِّضًا: سيروا وليبارككم الصليب.

وهذا المُجاهد صالح الجُديعيّ زاره أهله فخرج لهُم ملطَّخةً ثيابُه بدمائِه ، من أثر التعذيب بألوان آلاتِ التعذيبِ ، من كرسيٍّ كهربائيٍّ وغيره.

وآلات التعذيبِ في السُّجون تُنبيك عن شيءٍ من الواقع الأليم الذي يعيشونه ، فهناك الآلات المبتكرة للتعذيب ، من كرسيٍّ للتعذيب بالكهرباء ، ومسمارٍ كبيرٍ ، يُرفع بمقبض يدويٍّ (هندل) ، ليُدخَل في دُبُر السجين ليذوق النكال الأليم ، والعذاب العظيم ، وإنَّ لذكر هذه الأمور لوطأةً على النفس الكريمة ، فكيف بوقعها حقيقةً؟! أمَّا الأسواط من الجلود ، والعصيّ من الخشب ، والآلات من الحديد ، في أنحاء السجن ، فأكثر من خيانات نايف للدين ، وموالاته للكفرة والملحدين ، فلعنة الله على هؤلاء الذين لا يُؤمنون بالله واليوم الآخر ، وإنَّما يُؤمنون بأمريكا ربًّا ، وبالخبث دينًا ، وبنايفٍ نبيًّا ورسولاً من ربِّهم أمريكا.

بل إنَّ التَّعذيب منذ أيَّام جهيمان (رحمه الله) في السجون أمر لا يوصف ، وقد كان سجن الرويس منذ ذلك الوقت مسلخ تعذيب متطورًا ، وقد حدّثني أحد من كانوا مع جهيمان ، وانفصلوا عنه عندما دخل الحرم ، أنَّ كثيرًا منهم كانوا لا يصدّقون بالمهديّ الّذي كان معه ، ولكنّهم لما نوقشوا قالوا : هذا خيرٌ لنا من مصير إخواننا في السجون الّذين فقدوا عقولهم في التعذيب ، أو فقدنا أخبارهم في الخارج ، فكثيرٌ منهم كان بانضمامه إلى جهيمان ، يفرُّ من التعذيب والتنكيل الّذي يلقاه في الخارج ، فدخلوا الحرم وهم متأوّلون ، أنَّهم عائذون بالبيت لاجئون إلى الله ، مع أنَّهم لم يكونوا يقولون بكفر هؤلاء الحكَّام الطَّواغيتِ ، والعياذ بالبيت جائز ، وحمل السلاح فيه لمن خاف إن أراد به الدفع عن نفسه جائزٌ كما دخله النبي صلى الله عليه وسلم ومعهم السيوف في القُرُب.

مَن هَؤلاء؟

هؤلاء الَّذين يذوقون أشدَّ العذابِ في أطهر البلاد ، هؤلاء الَّذينَ يُعاقبون على التوحيد في بلاد التوحيد ، ويُعذَّبون على الجهادِ في أَرْضِ الجهَادِ ، هؤلاء هم أسود العقيدة ، وحُرَّاس الشريعة ، وحُماة الدين ، الذائدون عن الأعراض ، والمُدافِعُون عن العباد والبلاد ، هُمُ الَّذين بَذَلُوا نفوسَهُم دون إخوانهم المسلمين.

الَّذين يجري عليهم هذا العذاب ، هُم الَّذين امتطوا ذروة السَّنام ، وأحيوا شعائر الإسلام ، خيارُ النَّاس وأنفعُ النَّاس للنَّاس.

إنَّ أمثال هؤلاء حقٌّ على أممهم أن يرفعوهم على الرؤوس ، ويحملوهم على الأكتاف ، ويعرفوا لهم جهادهم وقدرهم ومنزلتهم في الدين.

بل لو لم يكُن دينٌ ، فإنَّ البطولة والشجاعة مما تعظِّمه جميع الأُمم ، وكلُّ الأقوام يُمجِّدون أبطالهم ، ويعتزُّون بذكر مآثرهم.

وليتَ شعري ، لو لم يكُن هؤلاء اليوم ، فما الَّذي يستحقُّ أن نعتزَّ به في تاريخنا؟ الحكَّام الخونة الأذلَّة الضُّعفاء المرتدُّون ، أم العلماء المداهنون الكاتمون للحقِّ اللابسون له بالباطل ، الَّذين أحسنُ أحوال الواحد منهم أنَّه ساكتٌ مداراةً وتُقيةً تاركٌ لما أُمر به لعجزه عنه ؛ فوجوده وعدمه سواء ، أم سائر الغثاء الَّذي هو كغُثاء السَّيل؟

هؤُلاء هم خُلفاء خالد بن الوليد ، وصلاح الدين الأيُّوبي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، ومحمد بن عبد الوهَّاب ، إلاَّ أنَّ ذنبهم أنَّ أسلافهم كانوا أبطال الإسلام ، في زمن حكَّام المسلمين ، وهؤلاء اليوم أبطال الإسلام لكنَّهم جاؤوا في زمن الحكَّام الخونَة.

* مداخله *
وهذا أيضا { أحمد أبراهيم من سكان جده}

قوبض عليه في اليمن وسلمته ألى السعوديه والسعوديه سلمته الى الامريكان

واخذوه بدورهم ألى قاعدة خاصه بالتعذيب في الاردن ومن كثر العذا ب الذي

ذاقه انقطعت اذنه وسلمته للسعوديه ثانيه والى يومنا هذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟

حسبنا ألله ونعم الوكيل لكم ألله يامن اذهلتم الغرب والصليبين ويعترفون لكم
بأنكم انتم المسلمين الحق واما الحكام فهم يعرفون أنهم مثل حجر الشطرنج يحركونهم كيف مايريدون*

أناالله وان له راجعون.
منقووووووووووووووووووووووووول.







التوقيع :
غريب

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:40 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية