العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-2003, 04:32 AM   رقم المشاركة : 1
طوبى للغرباء
( ود نشِـط )
 





طوبى للغرباء غير متصل

من مذكرات سجين ...... للكاتب....{ al_ amin }

ما يحدث هنا .. أعجز عن وصفه ..
لأنه أغرب من الخيال ...!
كان القدماء من الطغاة ينكلون بخصومهم .. لكنني لم أسمع يوما أنه كان يؤتى بزوجة الخصم وأطفاله .. ليـُـعذبوا أمامه !!!
هذا ... حدث ...
شاهدت سيدة مـُـعلقة من رجليها .. وتهوي عليها أسياط الرجال ...
شاهدت طفلا مربوطة يداه ويضربه الرجال ... ليعترف أبوه !
شاهدت فتاتان تحت التهديد بإنتهاك أعراضهن .. ليعترف الأخ !
وكاد أن يحصل ذلك لي .. لكن لا أدري لماذا لم يـُـحضروا زوجتي بعد أن أخدوا عنوانها وإسمها ؟


( 2 )

الزبانية يـُـصرون علي لكي أعترف ....
لكني برغم العذاب لا أعترف .. لا أعترف ..
.. كثرت جراحي .. زاد نزف دمي ..
فأتى السجان .. وتحسس موضع جراحي ومكان نزيفي .. ثم ضربني بالسوط فوق الجراح ..
.. السوط في ذاته أليم .. وهو فوق الجراح .. أليم .. أليم .. أليم ..
عدت لزنزانتي ..
قلبي وجسدي ينزفان ..
هل أستجيب لما يطلبون ؟ .. و بماذا أعترف أصلا ؟؟
سبحانك ربي .. طاقتي تكاد تنتهي .. فأنصرني على القوم الظالمين ..
..إنفجرت في البكاء .. وكل ما قلت يا الله .. يزيد بـُـكائي ..
حتى أخدني النعاس فنمت .. نمت وأنا جالس أسند رأسي على الحائط الخشن ..
وفي المنام رأيته ...
وضع يده على رأسي وقال { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون }
فإستيقظت فرحا ..
رأني السجان أبتسم والدم ينزف مني .. فخاف وإرتعد ..



( 3 )

يومنا في السجن طويل .. طويل .. أطول مما تظنون ..
نهارنا أطول من ليلنا .. وليلنا أطول من ليلكم
نهارنا يبداء عندما تنامون ..
نهارنا يبداء فبل الفجر بساعتين ..
يبداء عندما يفتح الزبانية أبواب الزنازين ..
فنخرج في طوابير .. وكل واحد منا يحمل معه " القصرية " التي يقضي فيها حاجته بالليل ..
يأتي الزبانية .. ويبتسمون في وجيهنا ثم يـُـلقون بأوامرهم علينا ..
يصيح الزبانية بنا .. إحملوا القصارى وطوفوا بها ..
فنطوف بها ركضا .. ولا مجال للهرولة .. فالسياط لا ترحم ضعيف !!
وبعد ساعة أو ساعتان من الركض المتواصل .. يصيح الزبانية ضاحكين علينا .. وتضحك السياط على ظهورنا ..
وبعد الضحك يلعبون معنا لعبة غير ظريفة ..
يأمروننا .. " شيل القصرية " .. " حط القصرية " .. " شيل القصرية " .. " حط القصرية " ..... وتتابع الأومر سريعا .. سريعا .. سريعا .. حتى نتلخبط .. فنضع القصرية عندما يقولون لنا إرفعوها ونرفعها حينما يقولون ضعوها..
وعندها يجلدوننا بالسياط لأننا خالفنا الأوامر !!!
وبعد إنتهاء اللعبة .. يطلبون من كل واحد منا أن يقضي حاجته ثم يـُـفرغ القصرية ويـُـنظفها في أقل من دقيقة ..
وبعد الدقيقة يجلدوننا لأن الدقيقة إنتهت !!!
بعد ذلك يـُـنادي الزبانية .. على كبار السن .. ويطلبون منهم أن يذهبوا لدورات المياه ليقضوا حاجتهم في نصف دقيقة فقط !! ..ومن يتأخر .. سيدخل عليه السجان داخل دورة المياه ويركله بقدمه ليـُـخرجه بالقوة .. !!



( 4 )

الساعة 12 ظهرا
يقف المساجين في الساحة .. يقفون بلا أي حركة .. رافعون أيديهم لمدة ساعة .. ومن يتهاون فالسياط خلفهم مستيقظة مستعدة للتمزيق ..
وبعد هذه الساعة المـُـنهكة .. تأتينا الأوامر بالجري السريع .. ويجري أمامنا شباب الزبانية وعندما يتعبوا يقفون ليستلم عنهم زبانية أخرين ..
أما من يتعب منا وإن كان شيخ كبير في السن أو مريض فإن الزبانية يركضون إليه ليـُـوقفوه ركلا بالأقدام ..




( 5 )

غدائنا في السجن .. ماء به بعض حبات من الفول والكثير من السوس .. وخبز ..
فنأكل أولا حبات الفول .. ثم نـُـقطع الخبز إلى أجزاء صغيرة ونلقيها في الماء لنصنع " فته " .. !!
ومع ذلك فإن الطعام لا يغني من جوع .. مهما فعلنا ..
وقبل إنتهاء فترة الغداء .. يـُـصفر أحد الزبانية لإعلان إنتهاء فترة الغداء ..
البعض من شدة جوعه يـُـحاول أن يلتهم المزيد من الطعام .. فتكون النتيجة .. أنه يـُـعاقب بالوقوف تحت الشمس لمدة ساعة أو ساعتان ..
أو أنه يزحف على بطنه فوق الطين والأوساخ .. وأحيانا يأتي أحد الجنود ليضع قدمه على ظهر السجين أو رأسه !!
لماذا ؟؟ .. لأنه أحس بالجوع !!


( 6 )

زميلي في الزنزانة .. شاب متزوج .. وعنده أولاد ..
إتهموه بأنه سعى لقتل الحاكم ..
فأنكر التـُـهمه ..
وبعد شهور من التعذيب .. إعترف كذبا ليرتاح من العذاب ..
وبعد فترة من إعترافه ..
دخل الزبانية عليه .. وربطوا رأسه وقيدوا يديه ..
وإقتادوه للإعدام ..
وبعدها لفوا جثته ورأسه ببطانية ودفنوه بعيدا ..
وعادوا لزنزانته وكتبوا عليها .. " هارب "



( 7 )

أحيانا أسمع بعض المساجين يتسائلون .. " هل الله موجود ؟ " .
فأبكي .. لأن اطغاة الزبانية فتنوا المؤمنين ثم لم يتوبوا ..


( 8 )

في يوم أمرني الظابط بتنظيف إحدى الزنازين ..
فدخلت ورأيت فيها شيخا شعره أبيض .. ووجهه هزيل .. ويداه ترتعشان ..
نظر إلي ورفع يده مؤشرا إلى فمه ..
فعلمت أنه جائع
فرحت وسرقت بعض الخبز والفول من جائع أخر .. وقدمتها له .. وذهبت
في اليوم التالي إقتربت من زنزانته فرأيتها مـُـظلمة .. ثم علمت أنه إنتقل إلى رحمة الله ..
عندها علمت مامعنى " الإنتقال إلى رحمة الله "


( 9 )

أحد الإخوة من أهل الجهاد .. قد تعرض لتعذيب يفوق التصور
فقد كان الزبانية يضربونه بالعصي الغليظة في الجزء السفلي من جسده .. حتى أصيب بالشلل ..
فقرروا إعطائه راحة لمدة أسبوع .. وبعد أسبوع عادو لضربه بنفس العصي لكن في الجزء العلوي من جسده ..
وفي يوم .. حضر كبير الزبانية "الرجيم" وأراد أن يـُـشاهد عملية تعذيب الأخ ..
فأحضر الزبانية الأخ أمام كبيرهم .. وبدأوا يستعرضون أمامه كفرهم .. حتى إشتد الكفر بأحدهم وضرب الأخ على رأسه .. ضربة كانت القاضية ..
فصاح كبيرهم "الرجيم" خدوه إلى الطبيب .. فربما مازالت فيه روح .. خدوه فإن حفلة التعذيب لم تنتهي ..
لكن الطبيب قال .. لا أمل .. لقد مات وإنتهى ..
قال كبير الزبانية .. حسنا إدفنوه .. وأخبروا أهله أنهم لن يستلموا جثته .. وبعد ذلك أحضروا سجين أخر لنـُـريه بطشنا الشديد ..




( 10 )

إنني الأن خارج السجن .. وقد خرجت منه قبل ثمان أعوام
رغم هذا فإن جسدي لا يزال يحتفظ بأثار التعذيب .. فهو ممزق مجروح .. كأنه يأبى أن يمحوا جرائم الطغاة ..
كأنه يريد أن يـحتفظ بما سجله ليقف بين يدي الله بجراحه ونزيف دمه .. إنه جسد يـُـريد الشهادة ..






برغم المشانق برغم الطغاة
بـرغـم الـسـجـون بـرغـم الـبـغـاة
بـــرغـــم الـــســـيـــاط بـــرغـــم الـــدمــاء
بــــرغــــم الــــعــــذاب ســـنـــحــــيــــا الـــحـــيــاة
ســــــــيـــــُـــــرفــــــع نــــــور فـــــــوق الـــــــدجـــــــــى
وفــوق الـــضـــلال وفــوق الــطــغـــاة
ونـحــيـا عـلـى الـحـق حـتــى الــمـمـات
ونــرجـــو بــذاك رضـــاء الإلـــــــــــــه



**********
**********

(كلمة أخيرة )

إسمع يا رجل المباحث .. وإسمع يا من تـُـحارب المؤمنون .. وإسمع يا سجان ..
لا تعتقد أنك عندما تضرب مؤمن بقدمك فأنت أقوى ..
لا تعتقد أنك حينما تجلد السجين فأنت أقوى ..
لا تعتقد أنك حينما تنتهك أعراض المؤمنات فأنت أقوى ..
لا تعتقد أنك حينما تحمل السلاح لتوجهه في وجه أعزل فأنت أقوى ..
لا تعتقد أنك ستنجوا .. وأقسم بالله أنك لن تنجوا ..
وأقسم بالله أن عقابك في الدنيا قبل الأخرة .. فتحمله مادمت تعتقد أنك أقوى ..
تحمل عقاب الله .. وأرنا قوتك وجبروتك ..
مسكين أنت .. مسكين .. مسكين ..
أما سمعت يوما قول الله للمظلوم الذي يستنصره
{ وعزتي و جلالي لأنصرنك ولو بعد حين }
فمن أنت ... إسأل نفسك .. من أنا حتى أقف أمام الله بعزته وجلاله ؟؟
جاوب إن كنت فعلا تعتقد أنك قوي !!
يا رجل المباحث .. ويا سجان ..
أقسم بالله العلي العظيم أن الغلبة ستكون لنا نحن المؤمنين ..
و العزة لنا نحن المؤمنين ..
والقوة والتمكين لنا نحن المؤمنين ..
ووالله إن إنتصارنا على من ظلمنا قريب .. قريب ..
وكما أقسم الشيخ بشير النجدي بأن النصر قريب ..
فأقسم أن النصر قريب .. وسترى مالاتتمناه .. ستشهد بعينك موتك ..
فأرنا عندها كم أنت قوي .. يا مسكين



منقووووووووووول.







التوقيع :
غريب

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية