ما أجمل أن يقضي المسلم لحظات من يومه في صحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. ولا أظن أن أحدنا يكره رفقته عليه السلام .. قد يقول البعض كيف نكون برفقته ؟ وكيف نحظى بصحبته ؟ و قد توفاه الله منذ قرون ..إن باستطاعتنا أن ننعم بصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وباقتفاء أثره وبالسير على نهجه صلى الله عليه وسلم وبجعله أمامنا في كل شيء نعمله .. وبأن يكون لنا القدوة في أقوالنا وأفعالنا ..
وقد تناست معظم الأسر تربية أبنائها على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتجد كثيرا من الأطفال بل حتى الشباب والشابات يجهلون عنه عليه السلام الكثير والكثير .. وقد لا يعلمون حتى اسمه كاملا صلى الله عليه وسلم .. في حين يستطيعون بكل سهولة ترديد أسماء أشرطة ديزني كاملة و شخصيات المسلسلات الكرتونية وصفاتها.. ولو سألت أحد الأطفال ستجده يعلم عن (( المحقق كنن )) أكثر مما يعرف عن عمر الخطاب وأبو بكر الصديق بل وربما يعرف عن (( الحج متولي )) أكثر مما تعرف أنت .. ولو اتجهت بالسؤال للمراهقين ستجد معلوماته عن (( جيمس بوند)) و (( توم كروز )) تفوق كثيرا معلوماته عن عمرو بن العاص وسعد بن معاذ وهذا يدل إلى أي مستوى وصل إليه أبنائنا وبناتنا بعيدا عن دينهم القويم وعن تاريخهم الإسلامي المجيد ..
وذلك لعدة أسباب لكن أكثر ما يسبب ذلك هو :
ان الأطفال الان يقضون معظم أوقاتهم على التلفاز بعيدا عن باقي أفراد الأسرة .. فأغلب الأمهات تلهي أطفالها بمسلسلات الكرتون هربا ً من إزعاجهم وضجيجهم .. وقد تحتاج الام فعلا أن تلهيهم بشيء ما حتى تتفرغ لشئون المنزل من طبخ وتنظيف وغيره .. لكن الأولى أن تلهيهم بما يفيدهم وليس بما يضرهم ويؤذيهم .. ففي سنوات الطفل الأولى تتكون شخصيته .. وتغرس المفاهيم في عقليته .. وبطبيعة الطفل فهو يحاكي كل ما يراه أمامه .. فالأجدر لنا أن نوفر له ما ينفعه وينمي بداخله القيم العالية والأخلاق الفاضلة والمبادئ السامية .. من كتب قصصية .. وأشرطة إسلامية (( وأقصد هنا أشرطة الفيديو .. فهي تلعب دورا كبيرا في تحديد شخصية الطفل إذا ما اختيرت بعناية )) ..
واقترح ان نقرا عن موضوع من سيرته عليه الصلاة والسلام ثم نتكلم عنه مع باقي أفراد العائلة بأسلوب سلس وبكلمات سهلة دون تنميق أو سجع ... (( لان القراءة من الكتاب احيانا تشعر بالملل وقد تجد ان الأطفال انسابوا بعيدا عنك أو ناموا بجانبك.. )) .. كما أن كثيرا من هذا الجيل لا يفهم اغلب مفردات اللغة العربية .. ولذلك فإن أسلوب قص الحكاية بلهجة قريبة للنفس .. محببة للعقل .. بدون تكليف وتزويق .. يكون افضل من قرائتها نصيا من الكتاب ..
واعتقد لو أن كل أسرة خصصت في الأسبوع يوما لقراءة قصة من قصص الأنبياء .. و لرواية شيء من أحداث السيرة العظيمة .. فإننا سنلحظ اختلافا كبيرا في شخصية الجيل وثقافته .. وسيلحظ الأهل ان أبنائهم اصبحوا أحسن أخلاقا .. وأكثر دينا .. وأفضل سلوكا .. وأوفر صحة ..
ــــ ذلك أن جلوسهم على شاشات التلفاز والسوني والفيديو تؤثر عليهم كثيرا وتضر بهم نفسيا وخلقيا وصحيا ودينيا ـــــ .. وأقل إزعاجا أيضا .. فالطفل حينما يتعود على سماع مثل القصص حتى يشغف قلبه بحبها .. لن ينتظر ان يقرا الاب أو تتلو عليه الأم باقي القصص .. بل سيلجأ لقراءتها بنفسه .. وقد تفاجأ به يوما وهو يحكي لك من الأحداث والقصص ما نسيتها انت ..
اسال الله لنا ولكم أوقاتا مثمرة ممتعة ..
وتقبلوا تحياتي
أختكم
حلم