خواطر تجول في قلب الفتاة ، آلام و آهات تعكر وجدانها ، صرخات و دموع تعبر عن مشاعرها ، أحزان تغوص في أعماقها ، جرعات من الجنون تراود أفكارها، حيرة تلازم عقلها، أنماط حياة تضايقها، فأين روح الفتاة في تلك الأجواء؟
أفكار غريبة،وردود عجيبة، وتغيرات تهدم مبادئها، فهي ترى في أبيها وأمها مثالاً للأقتداء،جذبها مبادؤهما و خبرتهما في الحياة وكونهما المقربين إليها، ولكن ثمة خطأ صغير قد لا يكون خطأ و لكن في نظرها هو كذلك،يولد في داخلها خيالات و أوهام ليس لها وجود، فتنجرف في أحلام لا نهاية لها، ومخاوف قد تقضي على روحها، روحها التي هي نفحة من نفحات الله عز وجل، روحها التي بها العيش وبها الممات، وقد يتولد في داخلها أصوات مختلفة، وهنا تنحرف الفتاة!
فكم سمعنا عن فتيات لم يبلغن سن التاسعة عشر يتعاطين المخدرات، وكم شاهدنا فتيات في سن الزهور في أيديهن الشيش و السجائر و غيرها، وكم دمعت أعيوننا لمقتل فتاة بيد أبيها وكم وكم ... والكثير الكثير من الفتيات أحوالهن غريبة و تصرفاتهن عجيبة، أقول ذلك و أنا منهن وقد عشت تلك اللحظات والحمد لله الذي حماني منها.
فكم رأيت في الجامعة سجائر ملقاة في دورات المياة، وكم سمعت عن فتاة قِْْتلت، وغير ذلك، فألم يأين وقت صحوة الآباء و الأمهات؟
يا أيها الآباء و يا أيتها الأمهات استيقظوا و تنبهوا لفتياتكم، فإنهن أمانة في أعناقكم، أطعموا روحهن بكلام الله، امنحوهن فرصة للأرتقاء بالنفس من شهوات الشياطين(شياطين الإنس أولاً ثم شياطين الجن)، ربوهن على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، اغمضوا أعيونهن عن أشياء إن تبدى لهن تسؤهن، اشغلوا أوقات فراغهن بحفظ آية من آيات الله، وكتابة فكرة تجول في أذهانهن، أعطوهن الثقة بالنفس ليبدين رأيهن في الحياة، وما يردن من هذه الدنيا، عرفوهن معنى الدنيا ، اطلعوهن على ثمراتها اليابسة و الرطبة، كونوا لهن عونأص في التوبة النصوح( فالله يغفر لمن تاب)، كونوا مقربين إليهن بقلوبكم، تفهموا من نظراتهن مرادهن ، راقبوهن من بعيد ، اغلقوا أمامهن أبواب الحرية و أعطوهن المفتاح، ناقشوهن في أعمالكم جميعها، فسروا لهن أخطاءكن، واعترفوا بهافكل ابنى آدم خطاء، فاليحذر الذي بيده السلطة في أي أمر أن يغفل عن أهله ولو للحظة، فالشيطان يجري في ابنى آدم مجرى الدم.