العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-2004, 12:08 AM   رقم المشاركة : 1
الشيخ أبوتركي
( ود نشِـط )
 





الشيخ أبوتركي غير متصل

لقاء مع صاحب السمو الملكي الأمير الداعية نايف بن ممدوح

أرجوا انا ينفع الله به


حوار صريح مــع صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز آل سعود 6/14/2004


بسم الله الرحمن الرحيم


حوار صريح مــع

صاحب السمو الملكي الأمير

نايف بن ممدوح بن عبد العزيز آل سعود

حوار أبي بكر فاتح بن علي الأضرعي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. وبعد:

يا صاحب السمو فإنه مما يسرنا ويسعدنا أن تكون معنا في هذا الحوار الذي نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعله حواراً نافعاً..

وفي بداية هذا اللقاء نرحب بسموكم الكريم في صفحتك صفحة نايف الإسلامية لا ترحيب الضيف ولكن ترحيب صاحب الدار من قبل أهل بيته إذا دخل داره وهم في شوقٍ إليه .. فحللت أهلاً على الحقيقة ووطأت سهلاً.



وأنا أرحّب بكم وبزوار هذه الصفحة التي أرجو من اللهِ أن يبارك فيها ويعم بنفعَها المسلمين .



أولاً وحيث أن سموكم من الدعاة إلى الله المتفاعلين مع الشباب فإننا نود في حوارنا هذا أن تخبرنا عن سبب عدم تحريك المنتدى الخاص بكم في هذا الموقع وعدم فتحه للشباب ليشاركوا من خلاله فإن كثيراً منهم يتطلع إليه؟ ..



المنتديات ضبطها والتحكم فيها صعب . ونعدكم إن شاء الله بمجلة ألكترونية بدلاً عن المنتدى تلبي ما يحتاجه الشاب المسلم والبيت المسلم ، وتستقبل مشاركاتكم الهادفة ، وآرائكم النيرة .



ما هي طريقتكم إذن في الكتابة بالمنتديات الأخرى؟ وهل فكرت أن تكتب باسم مستعار؟



طريقتي في الكتابة بالمنتديات ألا أكتب فيها وألا أشارك فيها باسمي لمعرفتي وتيقني أن غالب تلك المنتديات لا تحفظ حقوق كاتبيها الأدبية، فلا أرغب أن أُجعل من اسمي أو دعوتي مجالاً لمهاترات المنتديات وغثائها.

وليس من منهجي ولا مبادئي أن أكتب بأسماء مستعارة على الرغم من أن بعض الأخوة الفضلاء قد اقترحوا عليّ مراراً أن أكتب بأسماء مستعارة فاعتذرت لأسباب .



ما هي تلك الأسباب التي اعتذرت لأجلها من المشاركة في المنتديات بأسماء مستعارة؟



من ذلك وهو أهمها أنني لا أرى لمن منّ الله عليه وهداه إلى عقيدة التوحيد الصحيحة على هدي الكتاب والسنة والمحجة البيضاء النقية والطريقة السلفية أن يتخفى خلف الأستار وفي الظلام، فإنني أكره ذلك تماماً كما أكره أن يتنقب الرجل أو يغطي وجهه، فليست تلك في نظري طريقة السلف الصالح رحمهم الله، وليس عندنا في ديننا ما يدعو إلى أن نستحي منه وهو حق، قال تعالى: ( والله لا يستحي من الحق ) الأية 53 الأحزاب. والحياء المحمود شرعاً هو ما كان ينهى عن خلق ذميم، فهنا يكون الحياء من الإيمان كما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ) متفق عليه، فمبادؤنا والحمد لله معلنة ودعوتنا واضحة ليس فيها التباس، نجهر بها من فضل الله في كل حين على مسمع ومرأى من الناس مقتفين سُنة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقة أئمة الإسلام ممن تقدموا وممن تربينا على أيديهم كسماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وسماحة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وما زلنا نتلقى ولله الحمد الدروس على بعض أعضاء هيئة كبار العلماء ونستفيد من كتبهم وفتاويهم ومحاضراتهم.

إن صاحب الدعوة الواضحة الشريفة لا يحتاج أن يتخفى تحت أجنحة الظلام، فمن اطلع على بعض أنشطتي وما أقوم به من مشاركات دعوية متواضعة بين الفينة والأخرى ... يجد أنه لا حاجة لي للتخفي أو الغموض، فمنهجي ولله تعالى الحمد واضحٌ لكل محبٍ ولكل عاقلٍ منصف .



إذن ما هي طريقتك في نشر الدعوة عبر الإنترنت ؟


بفضل الله وأعتبره جهد المقل أني أكتب المقالة فتُنشر في إحدى الصحف ثم تكون في موقعي بعد نشرها وقد جعلت خاصية النقل من الموقع لمن أراد نسخها أو طبعها أو نقلها إلى المواقع الأخرى أو المنتديات لتعم بها الفائدة بإذن الله عز وجل ، أسأل الله تعالى أن يجعل عملي لوجهه خالصاً، وعلى السنة صواباً وأن يبارك في الجهد وإن قل ّ.



لقد شاع في الآونة الأخيرة في بعض المنتديات المغرضة أن الكاتب الذي اختار لنفسه لقب "البربهاري" كاسم مستعار هو شخصكم الكريم وقبل أن نسألكم عن صحة هذه النسبة من عدمها نعرض عليكم هذا الرابط اضغط هنا الذي يدلكم على مشاركات هذا البربهاري فقد بلغت مشاركاته في الساحة الإسلاميةأكثر من ألف وسبعمائة وعشرين مشاركةفما صحة هذا الزعم وهل أنت البربهاري ؟!.



لا لستُ هذا الذي سمى نفسه البربهاري وبيننا اختلافات كثيرة خاصة في أسلوب الطرح ومعالجة الأخطاء والتحاور مع المخالف ومن قارن بين الطريقتين سيتبين الفرق . اضغط هذا الرابط لتنظر ما صدر لضيفنا وما سيصدر له بحول الله من مؤلفات وكتابات ...

http://www.nayefibnmamdooh.com/news_...content_id=128



هل لنا يا سمو الأمير أن نطلع على بعض الاختلافات بينك وبين هذا البربهاري؟


الملاحظ أن أكثر مشاركاته ردود .. ولزوم ذلك دون غيره ليس هو منهج السلف الصالح ، حيث أن السلف الصالح لم يكونوا يتفرغون فقط للردود ، وهذه كتب أئمة السلف شاهدة: فقد اشتملت كتبهم على جميع نواحي الدين من عقيدة وعبادات وآداب وأخلاق، فإذا قيل هذا الإمام أحمد يرد على الجهمية، فيقال وهل ليس عند الإمام أحمد غيره، فأين المسند والزهد وفضائل الصحابة وإذا قيل : أن الإمام الدارمي له الرد على الجهمية والزنادقة فنقول وكذلك له السنن المعروف بسنن الدارمي وإذا قيل: وابن تيميه له الرد على المنطقيين فيقال : وله كذلك الكلم الطيب وإذا قيل ابن القيم له الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة فيقال : له أيضاً كتاب الفوائد .. فدين الإسلام دين شامل لجميع نواحي الحياة فهذا القرآن ـ كلام الله ـ مع رده على المشركين فيه الكلام أيضاً على العقيدة والتشريع لجميع نواحي الحياة من إخلاص للعبادة وإقام للصلاة وإيتاء للزكاة.. العبادات والمعاملات من الحث على بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار وقيام الليل وصيام النفل وتلاوة كتاب الله تعالى والتذكير بالآخرة والوعد والوعيد ومكارم الأخلاق ولين الجانب،و خفض الجناح للمؤمنين، وحسن الظن بهم وكف اللسان عما حرّم الله .. الإسلام كل لا يتجزأ قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ) الأية 208 البقرة. وهناك اختلافات أخرى فاختلف مع الأخ المسمى البربهاري في ذمه لقناة المجد والمراكز الصيفية والمخيمات الدعوية وفي كلامه على بعض الدعاة .



ما رأي سموكم في قناة المجد الفضائية وما قولكم فيمن يطعن بها؟


أقول وبالله تعالى التوفيق: قناة المجد قناة طيّبة مباركة طالما تتوقت النفوس إلى أن تكون هناك قناة إسلامية موفقة كهذه القناة تدعو إلى الخير وتربي الناس عليه وتهتم بفتاوى العلماء حيث أن فيها برامج للفتوى وبرامج دعوية وتربوية وأسرية والقناة طيّبة وموفقة ومباركة، وهي أولاً وأخيراً جهد بشري فينبغي التعاون مع الأخوة في قناة المجد وذلك بالدعاء لهم بالتوفيق والتثبيت والتسديد والإعانة من الله، وأن يُنجح الله تعالى مشروعهم الدعوي الإعلامي النافع وأن يُكثر في المسلمين من أمثالهم، وأما أولئك الذين ينتقدونها، فالواجب علينا أن نسعى في التعاون على البر والتقوى ومن كان لديه ملاحظة أو نصيحة فينبغي أن تُسلك المسالك الشرعية في ذلك والتي من شأنها التعاون على البر والتقوى .



ما هو رأيكم في المراكز الصيفية وما قولك لمنتقديها؟


المراكز الصيفية والمخيمات الدعوية هي من أفضل مجالات الدعوة إلى الله تعالى. الدعوة بين الشباب ونشر الخير بينهم، كذلك بين الأُسر، وهي من أفضل ما تشغل به أوقات الشباب وأوقات الأُسر لتربيتهم على العقيدة الصحيحة والأخلاق النبوية الكريمة، وهذا هو الهدف من إنشائها ولا نعلم لها هدفاً آخر ولكن هي أُنشئت لشغل أوقات الشباب فيما يعود عليهم بالنفع من تعليمهم الخير وبث التعاليم الإسلامية، ولم يغفل الأخوة جزاهم الله خيراً بعض البرامج الترفيهية البريئة والنافعة بإذن الله ولم أرى شيخنا الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه كان يعيب تلك المخيمات بل كان إذا دُعي إليها يلبي الدعوة ويذهب ويحاضر فيهم ويذكرهم بالله تعالى إذا غفلوا وينصحهم إذا أخطأوا ويعينهم إذا أصابوا وهذا هو شأن المؤمن . قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) الأية 71 التوبة. وأما من ينتقد تلك المخيمات والمراكز الصيفية فعليه أن يتقي الله ولا يكون دافعه في ذلك إفشال مشروعها بل الواجب هو إنجاح ذلك المشروع الدعوي التربوي العظيم المبارك، والتعاون معهم فيما يستطيعه وإلا فالصمت أولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (و....و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) متفقٌ عليه. فالواجب إذا ظهر للعقلاء من طلبة العلم وغيرهم خطاٌ سواء في مركز صيفي أو غيره ألا يسارعوا إلى إشاعة الشر بين المسلمين بل الواجب التعاون معهم وتنبيه القائمين على تلك المخيمات بالأخطاء إن وُجدت، والإخوة بإذن الله تعالى هناك يؤمل فيهم خيرٌ كثيرٌ ولا نتوقع منهم إلا أنهم سيبادرون بتصحيح ما أمكن، وهذه المخيمات وسيلة نافعة لقضاء وقت الشباب والشابات والأسر، وإنني أدعو أن تكون هناك مخيمات ومراكز صيفية خاصة بالنساء وفق الضوابط الشرعية ، تكون فيها الدروس العلمية والمحاضرات الدعوية والمسابقات النافعة وتنمية المهارات والقدرات سواءً عند الشباب في الأمور المهنية والفنية ، فيما يعود عليهم بالنفع وأقترح أن يكون هناك تعاون بين تلك المخيمات ومعاهد التدريب المهني بحيث ينجز الشباب في تلك الصيفية أعمال معينة ودورات مكثفة لعلومٍ ومهارات متنوعة، فيتخرجون في نهاية تلك الدورة وقد أخذوا حظهم من الغذاء الروحي والغذاء العلمي والدعوي و الشرعي وكذلك الترفيه و يأخذون علماً دنيوياً يستفيدون منه في حياتهم فيتخرجون ومعهم بعض المهن والوظائف اليدوية التي ينفعون بها أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم ولا يكونوا عالة على الناس فيُمنحون شهادات من تلك المعاهد المعترف بها وكذلك النساء يشغلن أوقاتهن فيما يعود عليهن بالنفع في دورات تدريبية للتعامل مع الأبناء وتربيتهم والتعامل مع الأزواج ، وكذلك من لم تكن متزوجة تُوعى توعية فكرية تحفظها بإذن الله من الشرور وتُحصّن بالمعارف والعلوم النافعة، وكذلك يكون فيها تعليم الطبخ والأمور الأسرية المنزلية من خدمة البيت والزوج لتقوم بواجبها على أكمل وجه من تربية الأبناء وغيرها، هذه من أفضل ما تستغل بها الأوقات وتعمر بها الأعمار من طاعة الله تعالى التي تعود بالنفع على المجتمع المسلم . أيُترك شبابنا هكذا فيلتقطهم مروجو المخدرات وناشرو الفساد وكذلك أولئك الذين يعبثون بأفكار الشباب فيحرفوهم عن جادة الصواب.

أم الأفضل أن تُشجّع تلك البرامج وتُعمل في النور، وتحت عين المسؤولين ويتعاون الجميع في ذلك، واقترح كذلك لو أن يكون هناك تنسيق بين تلك المخيمات ورعاية الشباب فتُقام دورات رياضية ليكون فيها نفع الشباب في أوقاتهم وأبدانهم والله أعلم.



وقد سئل سماحة الشيخ/

محمد بن صالح بن عثيمين

رحمه الله تعالى هذا السؤال .



فضيلة الشيخ: بعض المدارس في العطلة الصيفية تقوم بفتح المراكز الصيفية لاشغال الشباب بأمور خيرة من محاضرات وندوات ومسابقات وغيرها من الأمور النافعة وربما يشغلون الشباب في هذه المعسكرات بلعب الكرة وبمسارح ثم اعترض بعض الشباب، وقال: هذا لا ينبغي ولا يجوز. وأن هذا ليس من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الواجب أن تكون هذه الدروس في المساجد، ويقولون وسائل الدعوة توقيفية ثم كثير من الشباب احتاروا في ذلك ونريد منكم توجيهاً شافياً كافياً في ذلك للتفريق بين الوسائل والمقاصد حتى يتضح الأمر أثابكم الله وجزاكم الله خيراً؟



انظر الإجابة في هذا الرابط ... اضغط لتقرأ الفتوى :

http://www.nayefibnmamdooh.com/fatawa.asp



سمو الأمير بعض الناس قد يكون في وقت من الأوقات قد تعجل وسماكم بالبريهاري الكاتب الذي يكتب في الساحات ليشنع عليكم، والبعض الآخر يرميكم بالجامية نسبة للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله، وبعضهم قد يندم لما تبينت لهم الحقيقة بأنكم وللهِ الحمد تنهجون المنهج السلفي الوسطي المعتدل الذي كان عليه الشيخ/عبد العزيز بن باز رحمه الله والعثيمين رحمه الله وهيئة كبار العلماء، فماذا تقولون لمثل هؤلاء؟



الجواب: أقول سامح الله الجميع .. سامح الله الجميع .. اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .. أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يغفر لي ولهم وأن يهديني وإياهم سراطه المستقيم. أما من ناحيتي فإنني أعفو عمن تكلّم فيّ، وأرجو منهم أن لا يعودوا لذلك، ليس خشية من أحد من الناس ولكن إذا كنت مؤمناً وأسأل الله تعالى ذلك فإن الله تعالى قد تولى الدفاع عن عباده المؤمنين، قال الله عزّ وجل : ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) الآية 38 الحج وقال سبحانه: ( الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسهم سوءٍ واتبعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم ) آل عمران 173-174 . ، ولكن أقول الواجب ألا ينالوا من أعراض الناس رأفةً بهم .. رأفةً بأنفسكم لا تغتابوا إخوانكم المسلمين ليس رأفةً بإخوانكم بل رأفةً بكم أنتم، والواجب على الجميع إمساك الألسن عما ما حرّم الله تعالى ابتغاء مرضاته .. قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه الأذكار ص 36 - وروينا عن ابن المبارك رحمه الله قال : (( لو كنت مغتاباً أحداًلاغتبتُ والديَّ لأنهما أحق بحسناتي.
قال البخاري رحمه الله : ما اغتبت أحداً قط منذ أن علمت أن الغيبة تضر أهلها..وقال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى: لولا إني أكره أن يُعصى اللهُ لتمنيت أن لا يبقى أحدٌ إلا وقد اغتابني .. ثم قال: وأي شيءٍ أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها. وقال النووي رحمه الله تعالى ص 360 من كتابه الأذكار : وعن الحسن البصري رحمه الله تعالى- أن رجلاً قال له : إنك تغتابني . فقال الحسن: (( ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي )) . وأحب أن أذكر اخوتي الكرام في هذا المقام بهذا الحديث العظيم الذي تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم فقد روى مسلمٌ في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ ) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ( إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَـٰذَا، وَقَذَفَ هَـٰذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَـٰذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَـٰذَا، وَضَرَبَ هَـٰذَا. فَيُعْطَىٰ هَـٰذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ. فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَىٰ مَا عَلَيْهِ. أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ. ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم : (مَن كانت لهُ مَظلمةٌ لأخيهِ مِن عِرضِه أو شيءٍ فليَتحلَّلْهُ منهُ اليومَ قبلَ أن لا يكونَ دينارٌ ولا دِرهمٌ، إن كانَ لهُ عملٌ صالِحٌ أُخِذَ منهُ بقدْرِ مَظلمتِه، وإن لم تكنْ لهُ حَسناتٌ أُخِذَ من سيِّئات صاحبِه فحُمِلَ عليه) رواه البخاري.

أما مسألة الجامية وغير الجامية فلله الحمد لستُ بجامي ولا غيره ولا نعلم أن هناك فرقة اسمها جامية بل هناك فرقة قديمة يُقال لها ( الجهمية ) وهي فرقة كافرة ضالة تقول بخلق القرآن.. وسُميّت بهذا الاسم ( الجهمية ) نسبة إلى الجهم بن صفوان الذي تولى نشر هذا المذهب المنحرف الضال..

أما منهجي فأرجو الله تعالى أن يجعلني متبعاً للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح رحمهم الله ـ دونما تعصبٍ لأحد.. على منهج سماحة الشيخ العلامة/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى وهيئة كبار العلماء الذين لم نرى منهم والله حسيبهم إلا اتباع السنة وهدي السلف الصالح، أسأل الله تعالى أن ألقاه على ذلك .. فنعم المنهج والله منهج ابن باز رحمه الله.. منهجٌ طيبٌ مباركٌ صالحٌ معتدل سمح .. يحب الخير للجميع ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويدعو إلى الله، ويصبر على ما أصابه ويحسن الظن بإخوانه ويتعاون مع الجميع ولا يتعصب للنعرات الجاهلية والطوائف الحزبية بل رائدة في ذلك الحق والله حسيبه رحمه الله تعالى .



تعرفنا فيما مضى من هذا الحوار إلى منهج الردود فنود من سموكم أن تحدثونا عن المنهج الذي ترونه صحيحاً ونافعاً في ذلك؟



أرى عدم التشنيع في الردود ، وأرى أن الأجدى في التعامل مع المخطئين من الدعاة والكتاب في حال وقوع الخطأ أو ما يظن أنه خطأ . بثلاثة أساليب وطرق يختار منها الناصح ما يرى أنه أنفع وأجدى .

(1) الرجوع إلى العلماء ليتولوا هم مناصحته وتنبيهه وذلك نجده في قوله تعالى:
( وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعو به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ..) الآية 83 النساء .

(2) الاتصال بذاك الشخص المخطئ أو زيارته ومناصحته وتذكيره بالخطأ فهذا في الغالب يكون أدعى للقبول.

(3) الرد علانية لتنبيه الناس وتحذيرهم لئلا يقعوا في ذلك الخطأ، ويلزم في هذه الحالة آداب ينبغي أن يتحلى بها من أراد أن يتصدى للردود العلمية.

أ / أن يبتغي بها وجه الله تعالى والدار الآخرة، وذلك بأن يخلص لله عزّ وجل في عمله ذاك فلا يبتغى معها حظاً من الدنيا وحطامها الفاني. ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) الكهف 110 . وليس هذا في الردود فقط بل في شأن المؤمن كله.

ب / أن يكون على علم بما يأمر به وينهي عنه.

قال شيخنا ابن باز رحمه الله : [ يجب على الداعية إلى الله أن يكون على بصيرة فيما يدعو إليه وينهي عنه وهي العلم، فلا يجوز أن يدعو بجهل. قال تعالى: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة..) الآية 108 يوسف. فلا بد من العلم فالعلم فريضة ] . (انتهى بمعناه أنظر الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة).

ج / أن يكون الهدف من الرد هو تصويب ذاك المخطئ وإحقاق الحق وإبطال الباطل دون ما تجريح أو السعي إلى تصنيف الناس أو إسقاطهم والإساءة إليهم - فما المانع من أن يختلف معك أخوك المسلم دون انتسابه إلى تلك الألقاب والأحزاب المنحرفة إذ ليس بالضرورة أن كل من خالف رأيك إنه يجب إخراجه من دائرة الحق والسلفية بل وأهل السنة والجماعة، وليس بالضرورة أن تكون أنت الحق وغيرك على باطل أو بدعة بل البعض من الناس اغتر بما عنده من غيرةٍ على الدين فيرى أنه هو السلفية وهو أهل السنة والجماعة بل وهو الإسلام ، وأنه يسعه الخروج عن فتاوي هيئة كبار العلماء، فترى بعضهم يبدع بلا دليل علمي ولا برهان من الكتاب والسنة. فهذا يكفر على من يحلو له وذاك يبدع كذلك والثالث يدخل ويخرج في السلفية من شاء حتى إن المسألة فعلاً سمجت ولا أُبالغ إن قلت أن بعض من ينتسبون إلى منهج السلف الصالح قد نجحوا في تشويه سمعة منهج السلف الصالح وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يا أيها الناس إن منكم منفرين..).

قال تعالى آمراً بالإحسان وناهياً عن الإساءة : ( .... واحسنوا إن الله يحب المحسنين ) الآية 195 البقرة. وقال عز وجل آمراً بالمدافعة بالتي هي أحسن: (.... أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم ) 34-35 فصلت وقال عز وجل أمراً بالقِسط: (... وأقسطوا إن اللهَ يحب المقسطين ) الآية 9 الحجرات . وقال عز وجل آمراً عباده بأن يقولوا التي هي أحسن: ( قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم..) الآية53 الإساء وقال: (... وقولوا للناس حسنـاً... ) الآية 83 البقرة. . والآيات كثيرة في هذا المعنى في كتاب الله تعالى. والأدلة على ذلك من السنة متوافرة ومستفيضة حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد عنه قط أنه شتّم أحداً من الناس ولا ضربه ولا لعنه ولا قذفه ولا طرده، فإلى مثل تلك الأخلاق النبوية الكريمة نحتاج أن نربي أنفسنا عليها وأبنائنا وأهلينا بل والعالم أجمع ، وصدق الله تعالى إذ يقول: ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتـم حريص عليكـم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيـم ) التوبة 128 .

وقال تعالى: ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) الآية 21 الأحزاب . وقال سبحانه: (... وإن تطيعوه تهتدوا ...) الآية 54 النور وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الرفق في الأمر كله وأخبر أن الله يحب الرفق في الأمر كله . قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي على ما سِوَاهُ) رواه أحمد وابن حبان وهذه رواية ابن حبان

د/ الاهتمام بتقديم حسن الظن بإخواننا من أهل الإيمان والإسلام والعناية بذلك. قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثـمٌ... ) الآية 12 الحجرات. وينقل في هذا المعنى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: [ لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها على الخير محملاً ] .

فالأولى أن يردوا المخطئ إلى أصوله، فإن كانت أصوله سنية سلفية فمن الخطأ والمحال أن ينسب إلى غيرها خاصة إذا كان من أهل العلم والفضل ممن عُرفوا بسلامة المعتقد والسابقة في الخير وإفناء الأعمار في خدمة دين الله كما هو الحال مثلاً في التعامل مع بعض ما وقع من الهنات عند الأئمة الأعلام كالإمامين الجليلين خادما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن حجر والنووي رحمهما الله .

فإن العلماء منهجهم في ذلك هو التحذير من أي خطأ دون ما تحرج مع حفظ مكانتهم والإعتراف بفضلهم وسابقتهم في الخير، وإقالة عثرات ذوي الهيئات ما أمكن مع عدم إقرار المخطئ على خطئه، وفي ذلك منهج معتدلٌ وسطاً خياراً متوازناً، ويجب التفريق في التعامل مع المخطئين وذلك حسب نوع الأخطاء، فلا يُعقل بحال أن يكون ردنا على المخطئ من إخواننا أهل السنة كالرد على من خرج عن الإسلام وفارق الجماعة مهما كان نوع الخطأ طال ما لم يخرج من دائرة السنة الإسلام . إن بعض الشبيبة المتعجلين يردون على إخوانه في الله مستدلين على ذلك برد الإمام أحمد علي الزنادقة والجهمية أو برد ابن القيم في كتابه (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة).وهذا والله خلطٌ قبيح ذميم بين الحق والباطل وبين العذب الفرات والملح الأجاج. قال تعالى: ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ) القلم35 .

هـ/ ومن آداب الردود أنه ليس لكل أحدٍ أن يتولى الردود على المخطئين، إنما ذلك للعلماء وطلبة العلم المتمكنين الذين يعرفون ما هو الحق وما هو الباطل وما هي السنة والبدعة ، والضلالة ، ومتى يرد على المخطئ وكيف يرد عليه، فليس ذلك لآحاد الناس وعوامهم إنما هو لأهل التخصص في هذا المجال وهم أهل العلم إذ لا مجال في ذلك لأهل العواطف المجردة التي قد تنفر عن الحق أكثر مما تقنع الناس به وتجذبهم وتهديهم إليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف المستحقين لحمل هذه الأمانة.. أمانة الدفاع عن القرآن والسنة: ( يحمل هذا العمل من كل خلف عدوله، ينيفون عنه تحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين ) .

والكلام عن آداب الردود وفقهها ليس هذا مكان بسطه، وقد منّ الله تعالى عليّ بأن جمعت في ذلك نماذج من منهج سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في الرد على المخالفين وسيطبع قريباً بإذن الله اضغط هنا



نشكركم على إجابتكم على تساؤلات إخوانكم الذين يتشوقون للإطلاع على هذه الإجابات ورد هذه الشبهات فجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم .. هل لديكم من كلمة تختمون بها هذا اللقاء؟



نعم أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجمع القلوب على طاعته وأن يجعلنا إخواناً في الله تعالى متحابين متذللين لأخواننا متعاطفين متراحمين كما قال ربي في صفات عباده المؤمنين: (... أذلة على المؤمنين... ) الآية 54 المائدة . وقال:
(... رحماء بينهم... ) الآية 29 الفتح وأسأل ربي تعالى أن يجمع أقوالنا على الحق وأن يسددها وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .. وأن يجعلنا ممن يقول الحق ويعمل به، وأسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين في كل مكان على الحق وأن ينصرهم ويخذل عدوهم، وألا يشمت بهم عدواً ولا حاسداً وأن يرد كيد الكائدين ويكفينا حسد الحاسدين وأن يدافع عنا وعنهم أجمعين وأن يحفظ أمن بلادنا وبلاد المسلمين وأن يوفق ولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ علماءنا ويمدهم بعونه ليواصلوا مسيرتهم في تعليم الناس وهدايتهم ، ويوفق دعاة الإسلام في كل مكان لما يحبه ويرضاه وأن يأخذ بأيديهم إلى كل ما فيه الخير ، وأن يجمع القلوب والأعمال على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي وفهم ومنهج سلفنا الصالح دون ما إفراط ولا تفريط، ولا جفاء ولا غلو وِفقَ ما شرّع ربنا تبارك وتعالى في قوله: ( وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً.... ) الآية 143 البقرة . والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلت هذا اللقاء من موقع سموه من الرابط التالي :
http://www.nayefibnmamdooh.com/news_...content_id=132







التوقيع :
أكبر فخر للناس انك من الـناس
*************************
وأكبر فخر للأرض ممشاك فيها

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:18 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية