مهاتفة .. وقلق (2)
الموعد : الثانية وثلاث وأربعون مرارة بعد منتصف الوجع .
الهاتف : مارد أشبه بالطيف .
اليوم : خارج الأسبوع ( اتفقنا ألا أربعاء .. ولأول مرة في تاريخ العشق يأتي الخميس
بعد الثلاثاء ) ..
:
:
استفتاح : ( السلام عليكم ) …
وصمت يتسيّد المكان ، ارتبكاك عفوي ..
محاولة لـ جَرّ اللغة بتلابيبها ، والتحدث بما يشبه " الصمت " ..
:
:
: ( وعليكم السلام ) ..
كأني أرى على تلك الجدران صورة ..
هناك على الباب أراها ..
هناك خلف النافذة ترقبني " مع من تتحدث ؟"
هناك ..
وهناك ..
أشعر بدوار .. لكنني لن " أسقط " ..
:
:
واستمرت تلك التمتمات المبللة بالخوف والحب معا ..
باغتتني بقولها : " لا تتركني .. !! "
وهنا عقد لساني .. واقشعر جسمي .. وتنفست الصعداء ..
أخذت ما يقارب " الموت " ثم قلت :
: ( سأتجاوزك معك ، وسأكتب بكل اللغات أني " أنتي " ) !!
:
:
الآن تسافرين ..
ربما بعد ساعة ربما ساعتين وربما أكثر ..
المهم أن الوقت لديّ قد أزف ، وأن سفرك قد حان ، وأن مهاتفتك هذه ما زالت تلقي
بظلالها عليّ " بهجة وسروراً " ..
:
:
مشهد يسكب ما يمكن من الدهشة :
قالت : ( آه ) ، وكأني بتنهيدتها قد اخترقت صدري لتسكن قلبي نصلاً آخر ..
وعدتها بما " يبهجنا " ..
أجابت : " طمأن الله قلبك " !!
اليوم الأربعاء ..
حسنته الوحيدة أنه جاء بها على طبق من " عبير " ..
حتى قولها : " مع السلامة " .. كان أغنية لقاء قادم ..
:
:
سيدتي ..
فتاة الورد ، وما زال طريقنا معشباً ، ولن تكلّ أقدامنا السير ..
قريباً سأكون هناك .. " حيث أنتِ " ..
:
:
: " مع السلامة " ..