000كان يوماً غريباً بكل المقاييس00؟!كان أحد أيام الربيع المطيرة00حينما كانت دموع السماء تغسل وجه الأرض المغبر00والرزاز المنعش يحمل أخر نسمات الشتاء00وبشائر الربيع00ويندى وجنات الزهور00فتزداد بهاءً وإشراقاً 00ويمتلأ الجو صفاءً0
لكن كانت هنالك مسحة حزن عبر الأفق00وغيامة كآبة تحجب الشمس تنذر بأن هناك 00حدث جلل ما يزال فى جعبة الغيب00ينتظر الساعة00والساعة آتية ولا ريب00؟!
000كانا فى ذلك اليوم سوياً00يقضيان إجازة( شم النسيم )على شاطئ البحر ضمن وفد الرحلة00التى قام زملاؤهم الطلبة بتنظيمها لتكون آخر الرحلات قبل بدء موسم الامتحانات – بل فد تكون هى الأخيرة بالفعل00!! – قبل أن تتفرق بهم السبل بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية00حيث كانوا فى السنة النهائية00
000 كان يسود (الأتوبيس) الذى يقلهم جو من المرح والصخب طوال مسار الرحلة00وتلوث الجو بأصوات عنائهم النشاز00ومحاولات البعض الغناء الفردى00لكنه يلاقى من الضرب والسباب ما يجعله يقلع حتى عن مجرد الكلام00!!
أما عاشقينا00فكانا يجلسان متجاورين00لا يعنيهما من الأمر شئ00سوى أن يكونا سويا معاً 00وحدهما فى الكون00كان لهما عالماهما الخاص00وأحلامهما الأثيرة 00فتحلق بهما أجنحة السعادة00فلا تكاد تلمس خطواتهما أرض الواقع الجافة00!! ولم تكن قصة حبهما خافية على أحد بل كانت تحيطهما النظرات الممتنة –والحاقدة أيضاً00!!- لهذين القلبين الشابين المتحابين فى براءة وطهر00ويتطلعان بكل الأمل واللهفة والشوق أن يجمع بينهما الغد00الذى لا يعلمه أحد00؟!َ
000وصل الركب أخيراً إلى نهاية المطاف – أعنى محطة الوصول - وتساءلت الحناجر عن كيفية قضاء اليوم والخطط الموضوعة لتمضية الوقت00؟!وصرخت البطون الجائعة - تلبى نداء الطبيعة – تفتش عن الطعام00؟1
وتسابقت الأيدي الشابة للعب (الركت ) 00والأرجل الفتية للعب الكرة00والأجساد شبه العارية للقفز فى مياه البحر00والعيون الكسالى للنوم تحت أشعة الشمس00وذهب الأطفال يبنون قلاعاً من الرمل00ويصنعون حروباً من الوهم00!!
000أما القلبين المتحابين00فسارا متعا نقى الأيدي 00متوثبى الخطوات00كراقصى باليه00تلذعهما الرمال الساخنة00نحو قرص الشمس الذهبى00وجلسا وحيدين على الرمال 00بعيداً عن كل الأنام00على شاطئ جزيرة الأحلام00ينظران إلى البحر بكل الآمال00يضم رأسها إلى صدره 00فتنام هادئة كالطفلة بين يديه00يريد أن يحتويها داخله 0ليحفظها من كل العيون00يريد أن يحميها من عدو لا يراه00 لكن لحظات السعادة دوما قصيرة00ولا تدوم طويلاً00و هناك فى القلب انقباضة خوف دون سبب ما00!!وإنذار بخطر يحسا به محدقاً بهما00؟!
000تساقطت الأمطار بلا سابق إنذار00ربما كانوا ينظرون فى بادئ الأمر باستخفاف إلى تلك السحب الرمادية الداكنة 00التى كانت تتجمع كقطعان من الأفيال الضخمة00إلا أن السماء صبت عليهم جم غضبها 00وثورتها 00ووضعت نهاية سريعة لتلك الرحلةالقصيرة00!! ومزقت الشمل 0
00وهرع الجمع يحتمي من الأمطار00ويبحث عن ستار 00أما هما فجريا يختبئان00خلف حطام مركب قديم00وآخذا يضحكان كالأطفال00إلى أن تساقطت الدموع من عينيهما – أو لعلها كانت قطرات المطر – ثم كان أن صمتا00والصمت طال00واقترب منها00وأمسك بأناملها00وقبلها بين أعينها00ونظرا لأنهار الأمطار وهى تتجمع جديولات 00تجرى بين الرمال00وتصب فى البحر00ورأيا تلك الزهرة التى تسبح فوق صفحة المياة00وهاله تلك الدموع التى تترقرق فوق صفحة عينيها 00وهى تنظر إليه ملياٌ00وإلى السماء التى امتلأت بالغيوم00فتساءل فى عجب أن لمه00؟!فأجابت بأن كفكفت دموعها بيديها ونفت بهزة من رأسها أن لا شيء00!!وتملصت أيديها من بين يديه00وأخذت تعدو بعيداً عنه00تجاه البحر00وهو حائرٌ لا يدرى ما حقيقة الأمر00؟!!
وظل ينتظرها أن تعود00لكنها أبداً لم تعد إليه00وغربت الشمس00وكان ذلك اليوم هو الأخير00!!
أشكرك أختى00 دموع القلم
أنها الأقدار تسلبنا ما منحتنا 00دون سابق أنذار
ولا ندرى لما منحتنا الأمل وسلبتنا حتى الأوهام00!!
لك منى أطيب المنى00وأرق التحيات
أخوك
أشرف محمد كمال
العرض العادي
