للقمح رمز الخير والخصب
للأرض نبع الحب والنماء
لوطن يعيش فينا كرامة وانتماء
لأجله نوقظ الصباحات المشرقة
ومن أجله نبذل الدم بسخاء
نفرش حبات القمح لرف الحمام
ولعصافير الشرفات، المطلة على المدى!
نكتب لعشقه المعجون بدمنا، المرسوم على جباهنا
نشرب القهوة، على شرفاته المسيجة بالحب
تحيط بنا أحزاننا
تضغط الأوجاع على صدورنا
ما الذي يجري؟..
من ذا الذي يعبر تحت أنظارنا؟
يتسلل كالنمل فوق أجسادنا!
ونحن مشدودون إلى شاشات التلفاز، والأغاني الراقصة؟..
ماذا ننتظر؟! من يجد لنا الحلول ونحن نتفرج، كأننا مغيبون عما يجري حولنا؟!
من يؤخر إطلالة الفجر؟
من يجفف الندى عن أزهار البنفسج، والياسمين؟..
من يريد أن يعم الصمت كغيم كانون فوق رؤوسنا؟!.
تتساقط أوراق الذاكرة.. والتاريخ... وتغير لون الحبر؟ والدم؟ والدمع؟!.
تبدلت ملامح الأرض، غيروا تربتها الخصبة، واصبح غبارها يتساقط على رؤوسنا
ضجيج حروب، وصواريخ عابرة، ثم توجوها بثقافة العولمة أفلاما دعائية وأغاني تركض بنا، تلوح وتهز خصرها!!
تصمت فيروز، تغيب جدائلها عن مدن تعشقها، تغفو القدس على رنين أجراسها.. ويبقى صوتها تراتيل بردى والغوطة، ترتجف يدها وهي تمسك بنواقيس كنائس القدس العتيقة!!.. تقرعها لفجر السلام المغيّب
تعصف الرياح في شوارعنا صمتاً، تحرق لهفتنا لمن يستباح حقه أمام أعيننا
تُبدل القمح بالشوك، تُغير معرفتنا بأنظمة الكون
تريد أن تفرغ قلوبنا من العشق، من الحب، تُجمّد في مآقينا الدمع!!..
تمنعنا حتى أن نبكي على مقابرنا الجماعية؟
كل شيء بات مهدداً، ثقافتنا.. لغتنا.. أغانينا، حكايانا!
لا صوت إلا ضجيج الحروب، وقعقعة السلاح، سفن تحاصر مياهنا، تتمطى في بحورنا، تخترق عذرية شواطئ الوطن!
أسئلة من نار تحرق أكبادنا، تمور بداخلنا!
تمشي إلينا قوافل الحزن، يمشي إلينا الوجع، بحّة حزن كربلائية تمتد على اتساع تراب الوطن!
يندلق الحبر فوق أوراق الحب.. نكتب، نرسم الأمل بصبر لا نفاد له، مهما اشتدت المحن.. كل مطلع شمس، نغني نشيد الوطن، وأشعار الطفولة، مزروعة على شفاهنا، نغماً ولحنا، أجيالنا ترددها كل صباح، بعيون تتطلع للمستقبل، تواكب تطورات العصر
في محرابك نؤدي طقوس العشق.. نواجه بكتاباتنا هبوب الريح..
سرمدي عشقك أيها الوطن، يورق على شواطئك الغار، والزيتون، ويرف على رمالك طيور المحبة والسلام..
أبدا يبقى الأمل والحلم، ينبت فينا، يورق كضياء الفجر، ينبع حباً وعشقاً، مسوّرا، بأرواحنا، نمضي اليك بقلوبنا، نشعل الشمع على عتباتنا المقدسة، نخرج من دوائر الحيرة والأسئلة.
إليك نغني لمجدك، ونكتب للحرية وللإنسان..