لم يكن فقده عاديا فلقد كان ولايزال مثال الأخلاق والتقوى وكم أمضى من حياته في خدمة الناس عبر العمل الاجتماعي .
قالوا رحلتَ إلى الخلودْ
ودَّعتَ أروقة العذابْ
والناسُ حولكَ في ذهولْ
تحثوا الترابْ
قالوا رحلت فقلتُ ما رحل النشيد
أنت الذي علمتنا معنى الخلود
فكيف تخفيك اللحود
أم كيف تغلق خلفك الأبواب
يا سائرا نحو النعيم
فكيف لا نلقاك نجما في السماء
أو شمعة برقت فنورت الدروب
يا سائرا نحو البعيد
والقلب سار إليك يقتله الغرام
أطلق لناظرك العنان
لترى الظلام
قد لف أجنحة الصباح
أم كان ترنيم الجراح
ما اصبر النسر الجريح
يطير من فوق السحاب
رغم الجراح
والصبر ينمو بالفؤاد
يا راحلا خذني إليك
في قبرك الثاوي هناك
خلفت قلبي والعيون
لا ممسكا بخلا عليك وإنما
أعطيك روح والجوارح والجفون
أهديك كلي يا سليل الاطهرين
ما ضر جسمي في فداك
ما ضر روحي في فداك
من كان يرجو أن يراك
لا يمسك الروح التي تهوى لقاك
سحقا لأيام الفراق
أبطئ فخلفك ادمع
ما جف نبع مسيلها
لا زال يطربها النشيد
ها قد أتى شهر الصيام
في ليلة القدر المجيدة
وهنا تهيأت الجموع
وهناك من خلف السحاب
صوت حزين
لا زال يقرأ للدعاء
يا ممسكا نبض القلوب
انفث بها بعض الحياة
هل مات من أحيى الضمائر
لا لم يمت صوت الدعاء
ما مات من لبس الصلاة
ما مات من سكن الدعاء