بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ساعات قليلة فقط بدأ العام الدراسي الجديد .. ولو نظرنا حولنا لوجدنا كثيرا من الوجوه مسودة مكفهرة .. لانتهاء الإجازة وأيام الراحة والنوم والكسل .. وبدء الجد والجهد والعمل.. وفي المقابل نجد وجوها فرحة مستبشرة لانتهاء عهد الاستهتار وضياع الأوقات .. ومجيء عهد اليقظة وانتظام الاوقات .. وبالطبع فإن اليوم الاول يختلف عن بقية أيام السنة الدراسية .. في كثير من النواحي .. خاصة في مشاعر الطلاب ونفسياتهم ..
ولعلنا جميعا نذكر أنفسنا بأدوارنا ومسئولياتنا .. طالبا او طالبة .. معلما او معلمة .. أما أو أبا .. فعلى كل فرد منا واجب تجاه نفسه ..وأسرته .. ودينه .. ووطنه.. ومنذ البداية يجب على كل فرد ان يحدد هدفه ويرسم لنفسه الخطة المناسبة لتحقيق هذا الهدف ..
فالطالب مثلا عليه أن يعرف هدفه من وراء الدراسة .. ويسلك أفضل الطرق لنجاحه .. فلو كان طالبا مجتهدا .. فليوطن نفسه على الاستمرار على نهجه .. وليحاول جاهدا السعي نحو الأفضل .. دون الاكتفاء بمستوى معين والرضا به .. بل عليه دوما النظر للقمة
ويضع في ذهنه ان بامكانه ان يكون أحسن مما هو عليه حاليا لو بذل مزيدا من الوقت والجهد .. والطالب الذي قصر في العام السابق .. أو اجتازه بمجموع منخفض .. عليه ان يجتهد ليحقق تقديرا افضل مما حققه في عامه السابق .. وليتبع جدولا معينا لتنظيم وقته ..
وليحرص على الحصول على اعلى الدرجات .. ففي النهاية.. كل ما يزرعه الان .. يحصده غدا ..
وتقع على المعلم مسئولية تعليم كثير من الأجيال .. وإكمال دور الأسرة في تربيتهم .. ولذلك فعلى المعلم الحرص على هذه الامانة التي بين يديه.. وأن يقوم بواجباته على أكمل وجه .. دون تقصير او اهمال .. ودون تذمر وتأفف ..
اما الاسرة .. فعلى عاتقها عبء كبير ومسئولية عظيمة في نجاح ابنائها ومستواهم الدراسي .. فمن واجب الاسرة ان تهيأ الجو المناسب للدراسة .. دون ضغط على الأبناء .. بل بالروية والحسنى .. والمعاملة الطيبة .. والنصيحة اللينة ..
ويلاحظ ان جلوس الام بالبيت وعدم خروجها بكثرة يؤثر ايجابيا على المستوى التعليمي لابنائها وبناتها .. وكذلك فإن الملاحظة الدائمة والمتابعة الهادفة من الأب لأولاده .. تكسبهم شعورا بالمسئولية وتدفعهم كثيرا نحو النجاح ..
أما ما يفعله كثيرا من الاباء حاليا .. من اهمال لابنائهم طوال العام الدارسي .. وترك الحرية لهم في كيفية قضاء اوقاتهم .. وعدم متابعتهم بشكل دوري .. ناهيك عن المشاكل والخلافات بين الام والاب .. كل ذلك له أثره السلبي على تحصيل الأبناء ..
ولا أدري كيف يحق للأب الذي لا يدري عن ابنه و عن دراسته شيئا .. ان يغضب كل الغضب لو قصر ابنه.. او انخفض مستواه .. بل قد يضربه .. وقد يطرده من المنزل ..لو انه لم ينجح .. وتجد الأب يلقي باللوم على الأم .. ويجعل تقصير الابن اهمال منها ..
وقد يصل الحال بالبعض ان يطلق زوجته فيما لو تعثر احد ابنائه ..
ومثل هذا الأب لا يعي ان له دور كبير وفعال في حصول ابنه على كلمة (( راسب )) .. ولو انه اهتم به منذ البداية لاختلفت النهاية بالتاكيد .. ولو ان كل منا قام بدوره على الوجه الاكمل لانخفض مستوى الراسبين في مجتمعنا ..
وقبل النهاية أذكر الجميع بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )) .. وهو قول كاف لكل فرد منا ليقوم بواجباته وليؤدي مسئولياته .. فلنبدأ العام الجديد بداية حسنة .. ولنجعله أفضل من الأعوام السابقة التي مضت من حياتنا ..
جعله الله عام خير وبركة علينا جميعا .. وكل عام وانتم إلى الله أقرب ..
اختكم
حلم
العرض العادي
