اليوم زورت أمي
اليوم زورت أمي ولم اجلس معها سوي لحظات من عمر طويل آت
اليوم زورت أمي بعد أن كانت بيننا تطوي عنا الأحزان
كان مع ابن أختي يسال في براءة الأطفال
خالوا أين تيتا وان ابكي له وما فهم الجواب
طفل لم يتخطى الثالثة ونظر لي وأنا عاجز عن الجواب
كان يتسال في صمت ليه الدموع يا خالوا
وأنا انظر إليه خائف من مجهول مخيف
زورت أمي وكانت علي فراش ابيض ولكنه فراش أحزان
جلست بجوارها خائف انظر إليها خائف من دموع تراها فتنهار
وابن أختي يتسال فين تيتا لم يعرفها لقد غيرها المرض ولكنه طفل فاحتار
كانت تشكي لي أنها أفطرت رغم رخصه الحنان المنان
كانت تعتب علي المرض لأنه منعها من صيام شهر القران
لم اجلس طويلا فقد منعني الأطباء من أن انتظر المغرب كما نعتاد
تركت ابن أختي معها وخرجت ابكي في طرقه مظلمة الطريق
سالت علي المار والقادم من بعيد كانت تسال بشوق وحنين
لأنها أمي تخاف علي من هواء الشتاء المخيف
كنت أتمنا أن أكون لها الطبيب
أو أكون مكانها وأنتظر الفجر الجديد
كانت تضحك رغم ألامها ورغم الحزن الشديد
كانت تتمنا ألا احضر حتى لا أراها علي هذا السرير
ودعتها وأنا كلي خوف ورجاء أن يرحمها الزمن الطويل
كنت أودعها وكل أملي أن ارجع أراها تستقبلني من جديد
كنت أودعها وأنا خائف ألا أراها إلي يوم الدين
رجعت ولم أجدها وأذن مغرب جديد
جلست افطر وأنا انظر ألي مكانها الجميل
لم أجدها لم أجد غير خيال فلم افطر وجلست حزين
انتظر رجوعها كي تستقبلني من جديد
أتمنا ألا يطول يوم الرجوع
فأنا ابكي ومن غير أمي تمسح الدموع