واعني بها ما يجده المسلم من راحه النفس وسعادة القلب وانشراح الصدر وسعة البال اثناء العبادة وعقب الانتهاء منها , وهذه اللذه تتفاوت من شخص الى شخص حسب قوة الايمان وضعفه , وهذه اللذه تحصل بحصول اسبابها وتزول بزوال اسبابها ويجدر بالمسلم ان يسعى جاهدا الى تحصيلها لينعم بالحياة السعيده
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال . رضي الله عنه ( ارحنا بالصلاة يا بلال ) لما يجده فيها من اللذه والسعاده القلبيه , واطالته صلى الله عليه وسلم لصلاة الليل دليل على ما يجده في الصلاة من الانس والسرور بمحاناة ربه , وهاهو معاذ بن جبل . رضي الله عنه – يبكي عند موته ويقول ( انما ابكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر ) ويقول ابن تيمية رحمه الله ( ان الدنيا جنه من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخره ) ويقول احد السلف ( مساكين اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقو اطيب ما فيها ) قيل وما اطيب ما فيها ؟؟ قال ( محبة الله ومعرفته وذكره )
ويقول احمد الراشد في كتابه الرقائق ( لئن توهم الدنيوي جناته في الدنيا والنساء ولقصر المنيف فإن جنة المؤمن في محرابه , ولقد من الله على الناس بكثير من المباح الحلال يفند الرهبانيه ولكن المؤمن له لذة كلما توجه الى ربه بصفاء روح , تتضاءل بجانبها لذة المباح , فيهجر الكثير من المباح حذرا من كدر يعكر الصفاء الذي هو فيه , جرب ذلك المؤمنون قديما زمن العيش البسيط وجربه المؤمنون اليوم زمن المدنيه المعقده , بل ان الصلاة في يوم المدنيه لأظهر في اضفائها السرور فبينما يطيل التعقيد على الانسان حياته الحاضرة فيسأم ويمل ويضجر تختصرها الصلاة الى بضع ساعات فحسب فيعيش في اطمئنان وراحة بال)
فهل تعلمون حال المؤمن عند الصلاة ؟!
يقول ابن القيم رحمه الله ( فإذا حضر وقت الظهر بادر الى التطهر والسعي الى الصف الاول من المسجد فأدى فريضته كما امر مكملا لها بشرائطها واركانها وسننها وحقائقها الباطنه من الخشوع والمراقبه والحضور بين يدي الله فينصرف من الصلاة وقد اثرت في قلبه وبدنه وجوارحه وسائر احواله آثارا تبدوعلى جهه ولسانه وجوارحه ويجد ثمرتها في قلبه من الانابه الى دار الخلود والتجافي عن الدار الغرور وقلة التكالب والحرص على الدنيا وعاجلها , قد نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر وحببت اليه لقاء الله ونفرته عن كل قاطع يقطعه عن الله فهو مهموم مغموم كأنه في سجن حتى تحضر الصلاة فإذا حضرت الصلاة قام الى نعيمه وسروره وقرة عينه وحياة قلبه فهو لا تطيب له الحياة الا بالصلاة وهذا دأبه في كل فريضه)
اختكم بالله
شووق