رجل لم تهزمه مشاعر امرأة!!
نظرت إليه وفي عيني دموع مصحوبة بأنين رجاء.. وخاطبته قائلة :
ستتركني؟؟ستذهب؟؟ أحكم على حبنا بالموت.. أكتب على قلوبنا أن تتفرق؟!
لست أدري كيف ستترك مكانا قد احتواك وفؤادا قد فتح لك شدقيه وبكل ترحاب؟؟؟
بدأ وجهه يحتقن .. وأخذ يغتصب النظر إلي ثم أردف قائلا:
لكل بداية نهاية.. وقصتنا قد أوشكت على النهاية.. سأعتبر كل الحب الذي مضي صورة وردية لحياة عشتها تحت ظل سقف جمعنا نحن الاثنين .. لن أنساك ..ستظلين تلك الانسانة التي فرشت لي دربها حتى أمشي فيه لأصل إلى هدفي المنشود...
لا تحزني.. فحبنا كان أقصوصة جميلة استمتع بها كل البشر!!
صرخت في وجهه وبكل حدة لأقول له بعد أن انهارت قواي: أتسمي حبنا أقصوصة؟؟ أتطلق على تلك السعادة التي عشناها صورة وردية؟؟؟ كم أندم على حياة أضعتها معك.. كم تتوق نفسي لأصبح انسانة بلا إحساس ... ولا مشاعر....
إنني الآن أبكي .. ولكنني لست أبكي على عمر مضى لينطوي بين لحظات الزمن ويصطدم بذاكرتي !!
أيها الحب القديم الذي ادعى الوله والشوق ... هاأنذا أعيد إليك بقايا حبك العتيق فهلا تفضلت بالرحيل؟؟؟؟
· فقال وقد علته ابتسامة مغطاة بكبرياء وغطرسة: سأذهب .. نعم .. سأذهب ولكن أريد منك شيئا واحدا وهو أن تطلقي العنان لجوارحك وتنظري للزمن فمثلما جمعنا القدر فإنه قادر على أن يفرقنا ...فأتمنى أن تتذكريني بطيب دعواك..
إنني أريد أن أعيش.. أتمنى أن أشعر بأنني فرد في هذه الدنيا أريد أن أحقق ذاتي .. وكياني في المجتمع!!
فأكملت كلامه:
كذلك تريد أن تغرق في بحر المادة.. نعم تريد أن تلهث في هذه الدنيا...
إنني لست حزينة على حالي فقط وإنما آسفة على وضعك ... رجل يبلغ من العمر أربعين سنة تزوج ولديه فتاتان وعما قريب سيصبح جدا...... وفجأة أفاق ليدرك أنه لم يستشعر طعم السعادة .. ولم يذق شهد الحياة .. يا للغرابة يمشي لإنسان في هذه الدنيا على سجيته ليفاجأ بتيارات تحاول أن تشوه تلك الطبيعة وفي هذه الحالة يكون الإنسان مخير ما بين أمرين : إما محاربة الواقع ليتغلب الإنسان على التيارات المهددة أو القبول والاستسلام والانحراف عن تلك الطبيعة لإرهاق المشاعر وإضرام القلوب .. وإشعال نيران الحب.. وحرق ثمن التضحية.. وهذا هو الوهم الذي غطاك أيها الرجل الغالي....
يا للعار.. لأول مرة أرى رجلا لم تهزمه عواطف امرأة ...ولا تضحية فتاة بات كل حلمها أن تعيش تحت ظل صقر ليحميها من غدر الزمن وبدلا من أن تذيقني طعم الأمان جعلتني أتجرع كؤوس الحرمان !!!
أيها الحبيب.. غادر قبل أن تقتلني بسهام غدرك .. اتركني لأستطيع جمع شتات الأيام الماضية ....
فقال وهو يجمع حقائبه:
وداعا يا أجمل امرأة قابلتها في حياتي .. وعندما اقترب كي يحتضنني بين أضلاعه ...صددته وقلت له: اذهب إلى عالمك الآخر... فربما تجد راحتك هناك فربما تجد راحتك هناك!!
وهكذا انطفأت شموع الحب.. وذبلت ورود العشق والغرام.. لتطغى عليها المادة .. ولتتراكم فوق أجمل المعاني والأحاسيس.. ولتحرق أروع الأحلام والأماني!!
بقلم: أسيرة العذاب!!
رجل لم تهزمه مشاعر امراة رجل لم تهزمه مشاعر امراة
العرض العادي
