هناك في ذلك المكان البعيد ..المريب .. العامر بالهدوء تجتمع أشلاء الموتى !!
الأطفال .. الصبيان .. الفتيات .. والجميع .. يدخلون تلك الحظيرة .. حظيرة الموت !!
هناك نعيش حياة بلا روح ..نحيا بدون قلب ..ونبكي بلا دموع ... نحب بدون لذة .. ونكره من غير حقد .. ونجلس هناك على الأرائك السوداء .. ونتجرع كؤوس الحرمان ..والمرارة نشرب الكأس تلو الأخر ...هناك ننظر إلى بعضنا بعينين مملوءة بالدموع التي توشك أن تتساقط .. ولكنها لا تتساقط .. !!
لأن حظيرة الموت تحتوي على آلات حادة وقاسية تعدم الإنسان بعد الآخر ...تعدمه إذا حب ... إذا كره ... إذا تمنى الحياة .. إذا اشتهى الدموع ...فهي تفصل الإنسان عن الدنيا ... وتجعله يرحل إلى مكان آخر !!
إنني أشتاق لتلك الحظيرة .. تتوق أذناي لسماع المنادي وهو يقول : الأسير الأول العصفورة الثانية .. والفراشة الثالثة .. تقدموا لنتخذ الحكم الصادر من القانون الجائر ...(اعدموا ثلاث فتيات ...اقتلوهم شر قتلة ...وشوهوا أجسادهم ..وذلك جزاء لهم و لحبهم بعضهم !!)
أتمنى أن أذهب إلى هناك ..لكي أثبت للجميع أنني أستطيع التضحية بأعز ما أملك ... مقابل أن أبقى مع الناس الذين اختارهم قلبي ................
وأنا في الطريق إلى هناك .. أنا في الطريق أمشي على قدماي لأصل إلى ذلك المكان الذي فيه تجتمع الرهبة والجزع ...والخوف ..سأذهب إليه..إلى مهد أحلامي..سأذهب لكي أبدأ حياة جديدة ...وجميلة مع أحلى من في الوجود ........
فهيا إلى حظيرة المووووووووووت !!
العرض الشجري
