العدوانية والقلق المفرط ربما كان سببها نقص في مورث في الدماغ
يقول علماء اجروا بحوثا على فئران مختبر إن الإفراط في السلوك العدواني والمبالغة في القلق عند البعض ربما يعود إلى نقص في نوع معين من المورثات، او الجينات.
وقد جاءت هذه النتائج عقب نجاح علماء من جامعة "كيس وسترن رزيرف" الأمريكية في عزل هذا المورث الجيني، المعروف علميا باسم "بي إي تي-1"، في فئران مختبر رُبيت خصيصا لهذا الغرض.
المورث ذو العلاقة يشكل عاملا مهما في نمو خلايا دماغية معينة تنتج مكونا كيماويا يعرف باسم سيروتونين، وهي مادة مهمة في السيطرة على تقلبات المزاج عند الانسان
الدكتور ايفان دنيريس وقد لاحظ الفريق العلمي أن تلك الفئران كانت تسلك سلوكا عدوانيا وتعبر عن قلق مفرط، عندما تمنح حيزا مساحيا او منطقة جغرافية محددة، حيث تكون ردود فعلها على دخول حيوان دخيل إلى منطقتها سريعة مقارنة بالفئران البرية الطبيعية، كما أنها تميل إلى مهاجمة الدخيل بشكل متكرر.
وعلى الرغم من أن الفئران تعتبر من الحيوانات العصبية نسبيا، ظهر أن تلك التي عدلت وراثيا تميل إلى البقاء لفترات اطول في الاماكن الامينة المغلقة اكثر من المحيط الجغرافي غير الآمن.
ويقول العلماء إن التجربة اظهرت بوضوح أن الفئران التي عدلت وراثيا تعاني من اعراض العدوانية والقلق المفرط مقارنة بالفئران الصحيحة الطبيعية.
ويشير الدكتور ايفان دنيريس المشرف على فريق البحث إلى أن نتائج مراقبة سلوك الفئران المعدلة وراثيا لها صور شديدة الشبه في سلوك بعض الناس المشخصين طبيا بوجود درجات عالية من العدوانية والقلق في طباعهم.
ويضيف أن المورث ذو العلاقة يشكل عاملا مهما في نمو خلايا دماغية معينة تنتج مكونا كيماويا يعرف باسم "سيروتونين"، وهي مادة مهمة في السيطرة على تقلبات المزاج عند الانسان.
ويعرف بين الاوساط العلمية أن نقص مادة السيروتونين عند الانسان يؤدي إلى ظهور اختلالات واضحة في المزاج منها مثلا الاكتئاب والقلق المفرط.
أما الادوية والعقاقير المساعدة والواسعة الانتشار، مثل "بروزاك"، فتتركز فاعليتها في أنها ترفع نسبة هذه المادة في الدماغ.
إلا أن البحوث العلمية ستستمر لمعرفة ما إذا كان المورث الموجود في ادمغة الفئران، التي تشترك مع الانسان في الكثير من صفات الخريطة الجينومية، موجود في الانسان ويلعب الدور نفسه.
ويعتقد الدكتور ايفان أنه في حال ثبوت أمر كهذا يمكن تطوير وابتكار اختبارات وإجراءات طبية من شأنها تشخيص الحالة المرضية عن الانسان المصاب مبكرا، قبل أن تستفحل الأعراض وتتضاعف.
ويشير البروفيسور بيتر ماكغوفن من معهد البحوث النفسية في لندن إلى أنه من الصعب هضم فكرة أن اختبارا جينوميا يمكن أن يكون أفضل واكثر فعالية من مهارات التشخيص التقليدي التي يتمتع بها الطبيب النفسي.
لكنه يقول في الوقت نفسه أن اختبارا كهذا يمكن أن يستخدم في توقع أو تنبؤ طبيعة الاستجابة لنوع ما من الادوية او العقاقير المستخدمة للسيطرة هذا النقص او الاختلال.