العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-2008, 08:51 AM   رقم المشاركة : 1
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

Icon14 كتاب القبور

ابن أبي الدنيا القرشي
المتوفى سنة 281 هـ
قدم له وضبط نصه وخرج نصوصه
طارق محمد سكلوع العمود
مكتبة الغرباء الأثرية
المدينة المنورة
1420هـ - 2000م
بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبنا ونعم الوكيل
(1) أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا رحمه الله حدثني محمد بن الحسين ثنا مسلم بن إبراهيم العبدي ثنا الحسن الجفري قال سمعت مالك بن دينار يقول خرجت أنا وزين القراء حسان بن أبي حسان نزور المقابر فلما أشرف عليها سبقته عبرة ثم أقبل علي فقال يا مالك هذه عساكر الموتى ينتظر بها من يقي من الأحياء ثم يصاح بهم فإذ هم قيام ينظرون قال فوضع مالك يده على رأسه وجعل يبكي ويقول واي ازان روز واي ازان روز يعني ويل من ذلك اليوم ويل من ذلك اليوم.
(2) وحدثنا محمد بن يحيى بن بسطام ثنا محمد بن مروان العجلي حدثني أبو عاصم الحنطي قال كنت أمشي مع محمد بن واسع فأتينا على المقابر فدمعت عيناه ثم قال لي يا أبا عاصم لا يغرنك ما ترى من خمودهم فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث فمن بين مسرور ومغموم.
(3) حدثني إبراهيم بن عبد الملك عن أبي جعفر الفراء قال كان الحسن بن صالح إذا صعد الصومعة يشرف على أهل القبور فيقول ما أحسن ظاهرك إنما الدواهي بواطنك.
(4) حدثني سلمة بن شبيب ثنا سهل عن الفيض بن إسحاق قال قال حذيفة بن قتادة قال أبو يونس القشيري احضر القبور بعقلك.
(5) حدثنا محمد بن الحسين ثنا إسماعيل بن سليمان الحرشي حدثني عبيد الله بن شميط حدثني حجاج الأسود ونحن في جنازة في الجبان قال رأيت في المنام كأني دخلت المقابر وإذا أنا بأهل القبور نيام في قبورهم وقد تشققت عنهم الأرض فمنهم النائم على التراب ومنهم النائم على القباطي ومنهم النائم على السندس والإستبرق ومنهم النائم على الديباج ومنهم النائم على الريحان ومنهم النائم كهيئة المتبسم في نومه ومنهم من أشرق لونه ومنهم حائل اللون قال فبكيت عندما رأيت منهم ثم قلت في منامي رب لو شئت سويت بينهم في الكرامة فنادى مناد من بين تلك القبور يا حجاج هذه منازل الأعمال قال فاستقظت من كلمته فزعا.
(6) حدثني محمد ثنا عمار بن عثمان ثنا حصين بن القاسم الوزان قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول حدثني رجل من العباد قال رأيت كأن أهل القبور قد تشققت عنهم القبور فوثبوا من قبورهم فمنهم الشاحب ومنهم النضر ومنهم كهيئة المريض ومنهم من قربت إليه مطيته ليركبها ومنهم الراكب على الخيل ومنهم الماشي على رجليه فقلت ما بال هؤلاء يمشون وهؤلاء ركبان فقال لي قائل تحمل كل امرئ منهم عمله فقلت أول ليس هؤلاء موتى قال بلى ولكنهم يبشرون.
(7) وحدثنا محمد بن الحسين ثنا خالد بن خداش ثنا سلام بن أبي مطيع قال كنا مع محمد بن واسع في جنازة فأسرعوا بها المشي فانتهينا إلى الجبان ولم تتلاحق الناس فانتظروا بها حتى تلاحقوا قال فصلينا عليها ثم انتهينا بها إلى القبر فوضعت وجئت إلى محمد بن واسع فسمعته يقول لرجل إلى جنبه كل يوم ينقل منا إلى المقابر نقلة وكأنك بهذا الأمر قد تمم كاد آخرنا حتى يلحق بأولنا.
(8) حدثنا محمد ثنا عمر بن سعد ثنا نهيم العجلي عن رجل من البصريين قال شهدت الحسن في جنازة واجتمع إليه الناس فقال اعملوا لمثل هذا اليوم رحمكم الله فإنهم إخوانكم تقدموكم وأنتم بالأثر أيها المتخلف بعد أخيه أنت الميت غدا قبل الباقي بعدك والباقي بعدك هو الميت في إثرك أولا فأولا حتى يوافوا جميعا قد عمكم الموت فاستويتم جميعا في غصصه وكربه حتى حللتم جميعا القبور ثم تنشرون جميعا ثم تعرضون على الله وجلا ثم تنفس فخر مغشيا عليه.
(9) حدثنا محمد بن الحسين ثنا سجف بن منظور قال شهدت عبد العزيز بن سلمان في جنازة فلما حمل الميت من السرير ليوضع في قبره نادى فإذا بصوت له عال أيها المقدم إخوانه ليت شعري ماذا ترد عليه ثم سقط مغشيا عليه.
(10) حدثني محمد بن الحسين ثنا الوليد بن الأغر المكي ثنا عبد الله بن طلحة بن محمد التيمي قال سمعت سعيد بن السائب الطائفي يقول ونحن في جنازة والله ما ترك الموت للنفس سرورا في أهل ولا ولد والله لقد نقص الموت على المؤمنين الموسع لهم من هذه الدنيا حتى ضيق ذلك عليهم فرفضوه مسرورين برفضه ثم سبقته دمعته فقام.
(11) حدثني محمد بن الحسين ثنا بشر بن مصلح ثنا سلمان بن صالح قال فقد الحسن ذات يوم فلما أمسى قال له أصحابه أين كنت اليوم قال كنت عند إخوان لي إن نسيت ذكروني وإن غبت عنهم لم يغتابوني فقال له أصحابه هم الإخوان والله هؤلاء يا أبا سعيد دلنا عليهم قال هؤلاء أهل القبور.
من هتف من المقبرة بموعظة
(12) حدثني محمد بن الحسين ثنا داود بن المحبر ثنا كثير بن كثير بن هاشم السلمي عن أبيه قال أعرس رجل من الحي على ابنة قال فاتخذ لذلك لهوا قال وكانت منازلهم إلى جانب المقابر قال فوالله إنهم لفي لهوهم ذلك ليلا إذ سمعوا صوتا منكرا أفزعهم قال فأصغوا مطرقين فإذا هاتف من بين القبور
ياأهل لذة لهو لا تدوم لهم إن المنايا تبيد اللهو واللعبا
كم قد رأيناه مسرورا بلذته أمسى فريدا من الأهلين مغتربا قال فوالله إن لبث بعد ذلك إلا ثلاثا حتى مات الفتى المتزوج.
(13) حدثنا محمد بن الحسين ثنا حكيم بن جعفر قال سمعت صالح المري يقول دخلت المقابر يوما في شدة الحر فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت فقلت سبحان الله من يجمع بين أرواحكم وأجسامكم بعد افتراقها ثم يحييكم ثم ينشركم من بعد طول البلى قال فنادى منادي من بين تلك الحفر يا صالح ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون قال فسقطت والله لوجهي فزعا من ذلك الصوت.
(14) حدثني أبو أيوب مولى بني هاشم قال بينا ثابت البناني في مقبرة يحدث نفسه فهتف هاتف إن تراهم ساكتين فكم فيهم من مغموم.
(15) حدثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا وداع بن مرجى بن وداع قال سمعت بشر بن منصور يقول قال لي عطاء الأزرق إذا حضرت المقابر فليكن قلبك فيمن أنت بين ظهريه فإني بينا أنا نائم ذات ليلة في المقابر إذ تذكرت في شيء فإذ أنا بصوت إليك يا غافل إنما أنت بين ناعم في نعيمه مدلل أو معذب في سكراته مغلل.
(16)حدثنا يحيى بن سعيد القرشي قال سمعت أبي عن شرقي بن قطامي قال كان رجلان بينهما إخاء ومودة فتصارما فمات أحدهما على صرامه فذكر الحديث.
(17) حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي ثنا العلاء بن أبي الصهباء التيمي عن سوار بن مصعب الهمداني عن أبيه عن أخوين جارين له وكان كل واحد منها يجد بصاحبه وجدا لا يرى مثله فخرج الأكبر إلى أصبهان فقدم وقد مات الأصغر فاختلف إلى قبره تسعة أشهر لما حضره أجله إذا هاتف يهتف من خلفه يقول
يا أيها الباكي على غيره نفسك أصلحها ولا تبكه
إن الذي تبكي على إثره يوشك يوشك يوشك أن تسلك في سلكه
قال فالتفت فلم يرى خلفه أحدا فاقشعر وحم فرجع إلى أهله فلم يلبث إلا ثلاثا حتى مات فدفن إلى جنبه فكانت كل واحدة من قوله يوشك يوما.
(18) حدثنا عمار بن نصر المروزي ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن يزيد بن شريح أنه سمع صوتا من قبر إن ترون اليوم أمثالنا فقد كنا أمثالكم وكنا أقرانا في الحياة كشكلكم فتلك البيداء تسفي رياحها ونحن في مقصورة لا ننالكم ومن يكن منا فليس براجع فتلك ديارنا فهي مصيركم.
(19) حدثني محمد بن السمسار قال أخبرنا أبو اليمان قال أخبرنا صفوان بن عمرو عن سليمان بن يسار الحضرمي قال كان ناس يسيرون بالمقابر إذ سمعوا من قبر قائلا يقول
يا أيها الركب سيروا من قبل أن لا تسيروا
فهذه الدار حقا فيها إلينا المصير
كم منعم في نعيم وتسلبنه الدهور
وآخر في عذاب لبئس ذلك المصير
فكما كنتم كنا فغيرنا ريب المنون وسوف كما كنا تكونون.
(20) قال وحدثت عن سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو نميلة ثنا يزيد بن عمرو التيمي ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي قال كان صفوان بن أمية في بعض المقابر فإذا شعل نيران قد أقبلت ومعها جنازة فلما دنوا من المقبرة قالوا انظر قبر كذا وكذا قال فسمع رجل صوتا من القبر حزينا موجعا يقول
أنعم الله بالظعينة عينا وبمسراك ياأمين إلينا
جزعا ما جزعت من ظلمة القبر ومن مسك التراب أمينا
قال فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضبوا لحاهم ثم قال هل تدري من أمينة قلت لا قالوا صاحبة السرير وهذه أختها ماتت عام أول فقال صفوان قد علمنا إن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت.
(21) حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثني سحيم بن ميمون وكان من جلساء الليث عن الليث بن سعد قال كان رجل نائم في مقبرة فسمع هاتف يهتف
أنعم الله بالخليلين عينا وبمسراك يا أميم إلينا
فأجابها مجيب قال وما ينفعها وأبي عليها ساخط فلما أصبح الرجل إذا بقبر يحفر ورجل هناك فسأله عن القبر وأخبره بما سمع فقال هذان قبرا بنتي وهذه أميمة أمهما وقد كنت ساخطا عليها أما إني لأقرن اليوم أعينهما بالرضا عنها قال فرضي عنها وولي أمرها حتى واراها.
(22) حدثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا عمرو بن أبي سلمة عن عمر بن سليمان قال مات رجل من اليهود وعنده وديعة لمسلم وكان لليهودي ابن مسلم فلم يعرف موضع الوديعة فأخبر شعيبا الجبائي فقال إإت برهوت فإن دونه عين تسبت فإذا جفت في يوم السبت فامش عليها حتى تأتي عينا هناك فادع أباك فإنه سيجيبك فاسأله عما تريد ففعل ذلك الرجل ومضى حتى أتى العين فدعا أباه مرتين أو ثلاثا فأجابه فقال أين وديعة فلان قال تحت أسكفة الباب فادفعها إليه والزم ما أنت عليه.
(23) حدثنا عبيد الله بن جرير العتكي ثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد ثنا محمد بن مروان عن يونس بن أبي الفرات قال حفر رجل قبرا فقعد ليستظل فيه من الشمس فجاءت ريح باردة فأصاب ظهره فنظر فإذا ثقب صغير فوسعه بإصبعه فإذا قبر ينظر فيه مد البصر وإذا شيخ مخضوب وكأنما رفعت المواشط أيديها عنه وقد بقي من أكفانه على صدره شيء.
(24) حدثني مروان بن محمد القرشي ثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر إن شيخا من شيوخ الجاهلية العتاة قال يا محمد ثلاث بلغني أنك تقولهن لا ينبغي لذي عقل أن يصدقك بهن بلغني أنك تقول إن العرب تاركة ما كانت تعبد هي وآباؤها وأنك ظهرت على كنوز كسرى وقيصر وإنا سنبعث من بعد أن نموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتتركن العرب ما كانت تعبد هي وآباؤها ولتظهرن على كنوز كسرى وقيصر ولتموتن ولتبعثن ولآخذن بيدك يوم القيامة فلأذكرنك مقالتك هذه قال ولا تضلني في الموت ولا تنساني قال ولا أضلك في الموتى ولا أنساك فبقي الشيخ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى ظهور المسلمين على كنوز كسرى وقيصر فأسلم فحسن إسلامه وكان عمر بن الخطاب كثيرا ما يسمع نحيبه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعطائه ما كان .. . رسول الله عليه السلام فكان عمر ربما يأتيه فيسكن هينة فيقول قد أسلمت ووعدك رسول الله صلى الله عيه وسلم أن يأخذ بيدك ولا يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أحد يوم القيامة إلا أفلح وسعد.
باب الموعظة بالجنازة والاعتبار بها
(25) حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا عبد الرحمن بن محمد البخاري عن رجل من أهل البصرة عن الخليل بن مرة عن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ميت يوضع على سريره فيخطى به ثلاث خطى إلا تكلم بكلام يسمع من شاء الله إلا الثقلين الجن والإنس يقول يا إخوتاه .. . ويا حملة نعشاه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا يلعب بكم الزمان كما لعب بي خلفت ما تركت لورثتي والديان يوم القيامة محاسبي وأنتم تشيعوني وتودعوني.
(26) حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى الرازي حدثني أبي عن عمرو بن شمر عن جابر عم أبي جعفر عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان حين يحمل عدوا به إلى قبره نادى حملته ألا تسمعوني يا إخوتاه إني أشكو إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي إن عدوي خدعني فأوردني ولم يصدرني وأقسم لي إنه لي ناصح فغشني وأشكو إليكم دنيا غرتني حتى اطمأننت إليها صرعتني وأشكو إليكم أخلائي ألهوني ومنوني ثم تبرؤا مني وخذلوني وأشكو إليكم أولادا حاميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي ثم أسلموني وأشكو إليكم مالا منعت منه حق الله فكان وباله علي وكان نفعه لغيري وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها خزينتي فصار سكانهما غيري وأشكو إليكم طول الثوى في قبر يناديني أنا ببيت الدود والظلمة والبعد والوحشة والضيق والغربة والعذاب والنقمة فيا إخوتاه فاجتنبوني ما استطعتم واحذروا مثل ما لقيت فإني قد بشرت بالنار والصغار وغضب العزيز الجبار فيا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله ويا طول ثبوراه فما لي من شفيع يطاع ولا صديق حميم فلو أن لي كرة فأكون من المحسنين قال ما يقر أحدهم ينادي حتى يدخل حفرته قال ثم يبكي أبو جعفر إذا ذكر هذا.
(27) حدثني علي بن حسين العامري ثنا أبو النضر ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبع جنازة علته كآبة وأكثر حديث النفس وأقل الكلام.
(28) حدثنا هارون بن عبد الله ثنا سيار ثنا جعفر ثنا سعيد الحريري عن بعض أشياخه أن أبا الدرداء أبصر رجلا في جنازة وهو يقول جنازة من هذا فقال أبو الدرداء هذا أنت يقول الله عز وجل: إنك ميت وإنهم ميتون.
(29) حدثني أبي ثنا الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن عياش عن سلميان بن سليم عن يحيى بن جابر قال خرج أبو الدرداء إلى جنازة وأتى أهل الميت يبكون عليه فقال مساكين موتى غد يبكون على ميت اليوم.
(30) حدثني محمد بن الحسين ثنا أبو عمر الضرير عن صالح المري عن علي بن رفد السعدي قال مر بالأحنف بن قيس جنازة فقال رحم الله من أجهد نفسه لمثل هذا اليوم.
(31) حدثنا علي بن الجعد وغيره عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة عن إبراهيم قال كانوا إذا كانت فيهم الجنازة عرف ذلك فيهم ثلاثا.
(32) حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو عبيدة الحداد عن أشرس عن ثابت قال إن كنا لنتبع الجنازة فما نرى إلا متقنعا باكيا أو متقنعا منكرا قال ثابت وإنك لترى الجنازة اليوم على عواتقهم وأحدهم وإنه ليضحك.
(33) حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي ثنا وكيع عن حسن بن صالح قال سمعت الأعمش يقول إن كنا لنتبع الجنازة فما ندري من نعزي من حزن القوم.
(34) حدثني محمد بن الحسين حدثني إسحاق أبو يعقوب الضرير حدثني مسمع بن عاصم عن حوشب بن مسلم قال لقد أدركت الميت يموت في الحي فما يعرف حميمه من غيره من شدة جزعهم وكثرة البكاء عليه قال ثم بقيت حتى فقدت عامة ذلك.
(35) حدثني محمد ثنا الوليد بن صالح ثنا عامر بن يساف قال كان يحيى بن أبي كثير إذا حضر جنازة لم يتعش تلك الليلة ولم يقدر أحد من أهله أن يكلمه من شدة حزنه.
(36) حدثني محمد حدثني يحيى بن بسطام ثنا عمارة بن أبي شعيب عن مالك بن دينار قال كنا مع الحسن في جنازة فسمع رجلا يقول لآخر من هذا الميت فقال الحسن هذا أنا وأنت رحمك الله أنتم محبوسون على آخرنا حتى يلحق آخرنا بأولهم.
(37) حدثني محمد ثنا داود بن المحبر قال سمعت صالح المري يقول أدركت بالبصرة شبابا وشيوخا يشهدون الجنائز يرجعون منها كأنهم نشروا من قبورهم فيعرف فيهم والله الزيادة بعد ذلك.
(38) حدثني محمد ثنا جعفر بن عون ثنا قطري الخشاب قال شهدنا جنازة وفيها الشعبي وأشراف أهل الكوفة فلما دفن الميت قال الشعبي هذا الموت غاية العباد في دار الدنيا فأبكى بكلمته الناس.
(39) حدثني محمد ثنا يحيى بن بسطام حدثني محمد بن مروان عن عطاء الأزرق عن محمد بن واسع أنه حضر جنازة فلما رجع إلى أهله أتي بغدائه فبكى وقال هذا يوم منغص علينا نهاره وأبى أن يطعم.
(40) حدثني محمد ثنا محمد بن سنان الباهلي ثنا سلام بن أبي مطيع قال شهدت قتادة في جنازة فلم يتكلم حتى انصرف وشهدت الحريري في جنازة فلم يزل يبكي حتى تفرق القوم وشهدت محمد بن واسع في جنازة فلم يزل واضعا إصبعه السبابة على بابه مقنع الرأس مطرقا ما يلتفت يمينا ولا شمالا حتى انصرف الناس وما يشعر بهم قال ثم أتيته فنظر يمينا وشمالا فلم يرى أحدا فتقدم إلى القبر فتكلم بكلمات ثم انصرف.
(41) حدثني محمد ثنا داود بن المحبر عن يزيد بن إبراهيم التستري عن قتادة قال شهدت خليد العصري في جنازة مقنع رأسه لم يتكلم حتى دفن الميت ورجع إلى أهله.
(42) حدثني محمد ثنا فهد بن حيان ثنا سهل بن أسلم العدوي حدثني من شهد مطرف بن عبد الله في جنازة فلما سوي التراب على الميت قال مطرف الحمد لله أما هذا فقد قطع سفره.
(43) حدثني محمد ثنا محمد بن يعلى حدثني المنكدر بن محمد ابن المنكدر قال كنا مع صفوان بن سليم في جنازة وفيها أبي وأبو حازم وذكر نفرا من العباد فلما صل عليها قال صفوان أما هذا فقد انقطعت أعماله واحتاج إلى دعاء من خلفه من بعده فأبكى والله القوم جميعا.
(44) حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا عبد الواحد الخطاب قال شهدت الحسن في جنازة أبي رجاء العطاردي فلما نفضوا أيديهم عنه من التراب وقف الحسن مليا ثم قال أما أنت يا أبا رجاء فقد استرحت من غموم الدنيا ومكابدتها فجعل الله لك في الموت راحة طويلة ثم أقبل على الفرزدق فقال يا أبا فراس كن مثل هذا على حذر وإنما نحن وأنت بالإثر قال فبكى الفرزدق ثم أنشأ يقول
ولسنا بأنجا منهم غير أننا بقينا قليلا بعدهم وترحلوا
(45) حدثني محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام ثنا حاتم ابن سليمان الطائي قال شهدت عبد الواحد بن زيد في جنازة حوشب فلما دفن قال رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت حذرا من مثل هذا اليوم رحمك الله يا أبا بشر فلقد كنت من الموت جزعا أما والله لئن استطعت لا تحملني رجلي بعد مصرعك قال ثم شمر واجتهد.
(46) حدثني محمد ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن رجلا من أهل المدينة كان يقال له عبد الله بن أحمد كان به رهق ثم انتبه فقال والله لا تحملني رجل.
(47) حدثني محمد حدثني عمرو بن محمد حدثني سهيل أخو حزم قال بلغني أن عون بن عبد الله مرت به جنازة فقال أما هذا فقد قضى نحبه.
(48) حدثني محمد ثنا زكريا بن عدي ثنا عباءة بن كليب الليثي حدثني مرثد الهنائي إن جابر بن زيد قال شهد جنازة رجل من الحي فلما صل عليها قالوا يا أبا الشعثاء لو أدخلته قبره فنزل ليدخله قبره فغشي عليه قبل أن يخرج من القبر فاحتمل من القبر مغشيا عليه.
(49) حدثني محمد ثنا شهاب بن عباد ثنا سويد بن عمرو الكلبي قال كان ربيع بن أبي راشد إذا مات أحد من جيرانه أنكره أهله أياما.
(50) حدثني محمد حدثني إبراهيم بن عيسى الطالقاني ثنا أبو حيوة المؤذن ثنا أرطأة بن المنذر عن يوسف أبي الحجاج الألهاني قال صليت وأبي أمامة على جنازة فلما وضعت في لحدها قال أبو أمامة هذا برزخ إلى يوم يبعثون.
(51) حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا أبي قال مر بنا الربيع بن برة ونحن نهيئ نعشا لميت لنا فقال من هذا الغريب بينكم فقلنا له رحمك الله إنه ليس بغريب إنه رجل ماجد قريب فبكى ثم قال ومن أغرب من الميت من الأحياء قال فأبكى والله القوم جميعا بكلمته.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 14-02-2008, 09:24 AM   رقم المشاركة : 2
king-abdullah
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية king-abdullah
 





king-abdullah غير متصل

Icon14

(52) حدثني محمد ثنا فهد بن حيان ثنا سوادة بن أبي الأسود قال مرت بالأسود جنازة فقال إنا لله وإنا إليه راجعون كدت أن أكون أنا السواد المختطف.
(53) حدثني الحسن بن عبد الرحمن عن جعفر بن كلاب عن مسغب قال لم يقل لبيد في الإسلام إلا هذين البيتين
نجدد أحزانا لدى كل هالك ونسرع نسيانا ولم يأتنا أمن
فأنا ولا كفران لله ربنا كالبدن لا تدري متى يؤمها البدن.
(54) قال وأنشدني الحسن بن عبد الرحمن
نراع إذا الجنائز قابلتنا ونسكن حين تخفى ذاهبات
كروعة ثلة لمغار سبع فلما غاب عادت راتعات
(55) أنشدني علي بن محمد الزهري
كأنني بي على سرير بلى يذاد بي عن هذه الدار
يا سفر الموت أنت مرتقب إليك أفضى وجوه أسفاري
(56) قال وأنشدني صالح بن محمد القرشي قوله
كأني بنفسي والرجال نقلة تساما له الأنصار من كل جانب
إذا سئلوا عني فقيل من الفتى يقولون هذا صالح بن محمد
(57) حدثني خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال كانوا يعظمون الموت بالسكينة.
(58) حدثنا عبد الرحمن بن صالح البخاري عن الأعمش قال أدركت الناس وإذا كانت فيهم جنازة جاءوا فجلسوا صموتا لا يتكلمون فإذا وضعت نظرت إلى كل رجل واضعا حبوته على صدره كأنه أبوه أو أخوه أو ابنه.
(59) حدثني العباس بن يزيد البصري قال قلت قلت لسفيان بن عيينة لأي شيء كان يستحب خفض الصوت عند الجنائز قال شبهوه بالحشر إلى الله أما سمعته يقول: وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا.
(60) حدثني محمد بن الحسين ثنا خالد بن يزيد القرني ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال كان أبي إذا شهد جنازة لا يتعشى تلك الليلة.
(61) حدثنا محمد ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري قال كان حسان بن أبي سنان إذا مات في جيرانهم ميت سمعت من داره النحيب والبكاء كما يسمع من دار الميت فإذا حضر الجنازة ثم انصرف لم يفطر تلك الليلة ونظرت إلى ولده وأهل داره عليهم السكينة والخشوع أياما.
(62) حدثني محمد بن الحسين ثنا الحميدي عن سفيان قال كان يقال في المشي خلف الجنازة هو أجدر أن لا تسهوا إذا كانت بين يديك.
(63)حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي حدثني هشيم وثنا أبو عبد الله الحمصي عن من حدثه عن أبي هريرة أنه كان إذا مروا عليه بالجنازة في أول النهار قال اغدوا فإنا رايحون وإذا مروا عليه من العشي قال روحوا فإنا غادون.
(64) حدثنا علي بن الجعد وإسحاق بن إسماعيل عن سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن حميد عن رجل من بني .. . قال أبصر ابن مسعود رجلا يضحك في جنازة فقال أتضحك وأنت في الجنازة والله لا كلمتك أبدا.
(65) حدثنا محمد بن الحسين ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد عن قتادة قال بلغنا أن أبا الدرداء نظر إلى رجل يضحك في جنازة فقال أما كان فيما رأيت من هول الميت ما شغلك عن الضحك.
(66) حدثنا محمد ثنا .. . بن مورق ثنا بشر بن منصور عن رجل من ولد الحسن قال شهدنا مع الحسن جنازة فرأى رجلا يحدث صاحبه ويتبسم إليه فقال يا سبحان الله أما كان في الذي بين يدك مشتغل عن التبسم قال الحسن كانوا يعظمون الموت أن يرفع عنده صوت.
(67) حدثني محمد بن إدريس ثنا المسيب بن واضح حدثني المعتمر حدثتني امرأة أبي قالت كان سليمان إذا كان في أي جنازة لم ينم تلك الليلة.
(68) حدثني أبو حاتم الرازي ثنا عبد الصمد بن محمد قال قال فضيل بن عياض وشهد جنازة فقال يا فلان أتاك والله ما كنت تحذر وعاينت ما كنت تخبر.
باب في النشور
(69) حدثني يحيى بن عبد الحميد ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا يوم نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن روؤسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن.
(70) حدثنا سعدويه ثنا عبد الحيمد بن سليمان ثنا محمد بن أبي موسى عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس حفاة عراة كما بدأوا قالت أم سلمة وا سوأتاه يا رسول الله هل ينظر بعضنا إلى بعض قال يشغل الناس فقلت وما يشغلهم يا رسول الله فقال نشر الصحف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل.
(71) حدثنا هارون بن سفيان ثنا ابن نفيل عن النضر بن عربي قال بلغني أن الناس إذا خرجوا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله وكانت أول كلمة يقولها برهم وفاجرهم ربنا ارحمنا.
(72) حدثني عصمة بن الفضل ثنا يحيى بن يحيى عن المعتمر ابن سليمان عن أبيه قال سمعت سيار الشامي قال يخرجون من القبور وكلهم مذعورون قال فيناديهم منادي: يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون. فيطمع فيها الخلق كلهم فيتبعها: الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. فييأس منها الخلق غير أهل الإسلام.
(73) حدثني عبد الرحمن بن صالح ثنا أبو بكر بن عياش قال قال ابن عباس يخرجون فينظرون إلى الأرض غير الأرض التي عهدوا وإلى أناس غير الناس الذي عهدوا قال ثم تمثل ابن عباس فقال
فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الدار بالدار التي كنت تعرف.
(74) حدثني محمد بن الحسين ثنا يحيى بن إسحاق ثنا إسحاق ابن يسار عن نصر عن الوليد بن أبي مروان عن ابن عباس قال يحشر الموتى في أكفانهم.
(75) حدثني محمد ثنا يحيى بن إسحاق ثنا هشام بن لاحق عن عاصم بن سليمان عن عكرمة قال يبعث الميت من قبره وعليه أكفانه التي دفن فيها.
(76) حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا صالح المري عن يزيد الرقاشي عن أبي العالية قال يبعث الميت في أكفانه قال داود سمعت صالح المري يقول في إثر هذا الحديث بلغني أنهم يخرجون من قبورهم في أكفان دسمة وأبدان بالية متغيرة وجوههم شعثة رؤوسهم نهكة أجسامهم طائرة قلوبهم بين صدورهم وحناجرهم لا يدري القوم ما يوثلهم إلا عند انصرافهم من الموقف فمنصرف به إلى الجنة ومنصرف به إلى النار ثم نادى صالح بأعلى صوته يا سوء منصرفاه إن أنت لم تغمرنا منك برحمة واسعة لما قد ضاقت به صدورنا من الذنوب العظام والجرائم التي لا غافر لها غيرك.
(77) حدثني محمد بن الحسين حدثني رستم بن أسامة حدثني الفضل بن مهلهل أخو المفضل وكان من العابدين قال كان جليس لنا حسن التخشع والعبادة يقال له مجيب وكان من أجمل الرجال قال فصلى حتى انقطع عن القيام وصام حتى اسود قال ثم مرض فمات وكان محمد بن النضر الحارثي له صديقا قال ومات محمد قبله قال فرأيت محمدا في منامي بعد موت مجيب فقلت ما فعل أخوك مجيب قال لحق بعمله قال قلت وكيف وجهه ذاك الحسن قال أبلاه الله بالتراب قال قلت وكيف وأنت تقول قد لحق بعمله قال يا أخي أما علمت إن الأجساد في القبور تبلى وإن الأعمال في الآخرة تحيى قال قلت يبلون حتى لا يبقى منهم شيء ثم يحيون يوم القيامة قال أي والله يا أخي يبلون والله حتى يصيرون رفاتا ثم يحيون عند الصيحة كأسرع من اللمح.
(78) حدثنا أبو حفص الصفار ثنا جعفر بن سليمان ثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري قال بلغنا أن المؤمن إذا بعث من قبره تلقاه ملكان مع أحدهما ديباجة فيها برد ومسك ومع الآخر كوب من أكواب الجنة فيه شراب فإذا خرج من قبره خلط الملك البرد بالمسك قال فرشه عليه وصب له الآخر شربة فيناوله إياها فيشربها فلا يظمأ بعدها أبدا حتى يدخل الجنة.
(79) حدثني محمد بن الحسين ثنا يحيى بن أبي بكر ثنا عبادة بن الوليد القرشي عن مقاتل بن حيان : وأخرجت الأرض أثقالها. قال: أثقالها. الموتى ألقتهم من بطنها وصاروا على ظهرها.
(80) حدثني محمد ثنا داود بن المحبر ثنا ميمون المرائي قال سمعت الحسن يقول: ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون. قال وثب القوم من قبورهم لما سمعوا الصيحة ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقول المؤمنون سبحانك وبحمدك ما عبدناك حق عبادتك.
(81) حدثنا محمد ثنا يحيى بن أبي بكير عن الهياج بن بسطام عن سعيد بن عبد الله عن وهب بن منبه قال يبلون في قبورهم فإذا سمعوا الصرخة عادت الأرواح إلى الأبدان والمفاصل بعضها إلى بعض فإذا سمعوا النفخة الثانية وثب القوم قياما على أرجلهم ينفضون التراب عن رؤوسهم.
جامع ذكر القبور
(82) حدثنا عمار بن نصر ثنا بقية بن الوليد حدثني خالد بن أبي بكر عن الحسن إن شابا مر به وعليه بزة له حسنة فدعاه فقال له ابن آدم معجب بشبابه معجب بجماله كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت ويحك داوي قلبك فإن حاجة الله إلى عبادهم صلاح قلوبهم.
(83) حدثني محمد بن الحسين ثنا حماد بن الوليد الخطل قال سمعت عمر بن ذر يذكر إنه بلغه عن ميمون بن مهران إنه قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق البربري الشاعر وهو ينشده شعرا فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات
فكم من صحيح بات للموت آمنا أتته المنايا بغتة بعد ما هجع
فلم يستطيع إذا جاءه الموت بغتة فرارا ولا منه بقوته امتنع
فأصبح يبكيه النساء مقنعا ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع
وقرب من لحد فصار مقيله وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع
فلا يترك الموت الغني لماله ولا معدما في المال ذا حاجة يدع
فلم يزل عمر يضطرب ويبكي حتى غشي عليه قال فقمنا وانصرفنا عنه.
(84) حدثنا أبو زيد النميري ثنا ابن عائشة قال أنشدني عتيبة بن هارون لابن أبي عمرة وهو عبد الله بن عبد الأعلى بن أبي عمرة وثنا ابن الحسين ثنا ابن عائشة عن ابن أبي عمرة قال
يا أيها الذي قد غره الأمل ودون ما يأمل التنغيص والأجل
ألا ترى إنما الدنيا وزينتها كمتولي الركب دارا ثم ارتحل
حتوفها رصد وعيشها نكد وصفوها ريق وملكها دول
يظل يفزع بالروعات ساكنها ما أن .. . لين ولا له جزل
كأنه للمنايا والردى عرض تظل فيه بنات الدهر تنتقل
والمرء يشقى بما يسعى لوارثه والقبر وارثه ما يسعى له الرجل.
(85) قال وحدثني أبو مالك البجلي عن أبي معاوية قال قل ما لقيني مالك بن مغول إلا قال لي لا تغرنك الحياة واقدم واحذر القبر إن للقبر شأنا.
(86) قال وأنشدني ابن أبي العتاهية قوله
لربما عوقص ذو شرة أصح ما كان ولم يسقم
يا واضع الميت في قبره خاطبك القبر فلم تفهم.
(87) قال وأنشدني أبي
إني سألت الثرى ما فعلت بعدي وجوه فيك منعفرة
فأجابني صيرت ريحهم يؤذيك بعد روائح عطرة
وأكلت أجسادا منعمة كان النعيم يهزها نضرة
فما بقي غير جماجم عز منه بيض تلوح وأعظم نخرة.
(88) قال وأنشدني محمد بن قدامة الجويري
المنايا رحى علينا تدور كلنا جاهل بها مغرور
رحم الله من بكى للخطايا كل لذنبه معذور
ليت شعري وكيف أنت إذا ما ضل في الأرض قبرك المقبور
ليت شعري فكيف أنت إذا ما ذر في حر وجهك الكافور
(89) قال وأنشدني عبيد الله بن عبد الله بن عون اليشكري
ماذا تقول وليس عندك حجة لو قد أتاك منغص اللذات
ماذا تقول إذا دعيت فلم تجب وإذا سئلت وأنت في غمرات
ماذا تقول وليس حكمك جائزا فيما تخلفه من التركات
ماذا تقول إذا حللت محلة ليس الثقات لأهله بثقات
قال فأنشد هذه الأبيات رجل لبعض القضاة فجعل يبكي ويقول ماذا تراه يقول.
(90) حدثني محمد بن العباس ثنا أبو عبد الرحمن بن عائشة ثنا الليثي قالت امرأة هشام الدستوائي كان إذا طفئ السراج غشيه من ذلك أمر عظيم فقلت له إنه ليغشاك عند هذا المصباح إذا طفئ قال إني أذكر ظلمة القبر ثم قال لو كان سبقني إلى هذا أحد من السلف لأوصيت إذا مت أن أجعل في ناحية من داري قال فما مكث إلا يسيراً حتى مات قال فمر بعض إخوانه بقبره فقال يا أبا بكر صرت والله إلى المحذور.
(91) حدثني أزهر بن مروان الرقاشي عن جعفر بن سليمان قال شهدت رجلا ميتا يدلى في حفرته فقال إن الذي سهل على الجنين في بطن أمه قادر على أن يسهل عليك.
(92) حدثنا أبي ثنا هشيم ثنا مجالد عن الشعبي إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إني مررت ببدر فرأيت رجلا يخرج من الأرض فيضربه رجل بمقمعة معه حتى يغيب في الأرض ثم يخرج فيفعل به مثل ذلك مرارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة.
(93) حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال بينما أنا أسير بين مكة والمدينة على راحلة وأنا محقب إداوة إذ مررت بمقبرة فإذا رجل خرج من قبره يلتهب نارا في عنقه سلسلة يجرها فقال يا عبد الله انضح يا عبد الله انضح فوالله ما أدري عرفني باسمي أو كما يدعو الناس قال وخرج آخر فقال يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح ثم اجتذب السلسة فأعاده إلى قبره.
(94) حدثنا أزهر بن مروان قال كان لبشر بن منصور غرفة إذا صلى العصر دخلها وفتح بابها إلى الجبان ينظر إلى القبور.
(95) حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال بينما راكب يسير بن مكة والمدينة إذ مر بمقبرة فإذا رجل قد خرج من قبره يلتهب نارا مصفدا بالحديد فقال يا عبد الله انضح يا عبد الله انضح قال وخرج آخر يتلوه فقال يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح قال وغشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى الموج قال وأصبح وقد ابيض شعره حتى صار كأنه نعامة قال فأخبر عثمان بذلك فنهى أن يسافر الرجل وحده.
(96) حدثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا سفيان ثنا داود بن شابور عن أبي قزعة رجل من أهل البصرة عنه أو عن رجل قال مررنا في بعض المياه التي بيننا وبين البصرة إذ سمعنا نهيق حمار فقلنا ما هذا النهيق قال هذا رجل كان عندنا فكانت أمه تكلمه بالشيء فيقول لها انهقي نهيقك فلما مات سمع هذا النهيق عند قبره كل ليلة.
(97) حدثنا سويد بن سعيد ثنا الحكم بن سنان عن عمرو بن دينار قال كان رجل من أهل المدينة وكانت له أخت في ناحية المدينة فاشتكت وكان يأتيها يعودها ثم ماتت فجهزها وحملها إلى قبرها فلما دفنت ورجع إلى أهله وذكر أنه نسي كيسا كان معه في القبر فاستعان برجل من أصحابه فأتيا القبر فنبشاه فوجدا الكيس فقال الرجل تنح حتى أنظر على أي حال أختي فرفع بعض ما على اللحد من اللبن فإذا القبر يشتعل نارا فرده وسوى القبر ورجع إلى أمه فقال أخبريني ما كان حال أختي فقالت ما تسأل عن أختك وقد هلكت قال لتخبريني قالت كانت تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما أظن بوضوء وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم.
(98) حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر القرشي عن مالك ابن إسماعيل ثنا حصين الأسدي قال حدثنا مرثد بن حوشب قال كنت جالسا عند يوسف بن عمرو وإلى جنبه رجل كأن شقة وجهه صفحة من حديد فقال له يوسف حدث مرثدا بما رأيت قال كنت شابا قد أتيت هذه الفواحش فلما وقع الطاعون قلت أخرج إلى ثغر من هذه الثغور ثم رأيت أن أحفر القبور فإذا بي بليلة بين المغرب والعشاء قد حفرت قبرا وأنا متكئ على تراب قبر آخر فأقبل بجنازة رجل حتى دفن في ذلك القبر وسووا عليه فأقبل طائران أبيضان من المغرب مثل البعيرين حتى سقط أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ثم أثاراه ثم تدلى أحدهما في القبر والآخر على شفيره فجئت حتى جلست على شفير القبر وكنت رجلا لا يملأ جوفي شيء قال فضرب بيده إلى حقوه فسمعته يقول ألست الزائر أصهارك في ثوبين ممصرين تسحبهما كبرا مشي الخيلاء فقال أنا أضعف من ذلك قال فضربه ضربة امتلأ القبر حتى فاض ماء ودهنا قال ثم عاد وأعاد عليه مثل القول حتى ضربه ثلاث ضربات كل ذلك يقول له ويذكر أن القبر يفيض ماء ودهنا قال ثم رفع رأسه فنظر إلى فقال انظر أين هو جالس نكسه الله قال ثم ضرب جانب وجهي فسقطت بقية ليلتي حتى أصبحت قال ثم أخذت أنظر إلى القبر على حاله وأذكر جلوسي قال وذكر نحو هذا أو مثله.
(99) حدثني أبو عبد الله بن بحير حدثني الحسن بن فرات شيخ من أهل الثغر ذكر من فضله أنه شهد الفزاري يعني أبا إسحاق ذات يوم وأتاه رجل فسأله عن توبة النباش هل له من توبة قال نعم إن صحت نيته وعلم الله الصدق منه فقال الرجل كنت أنبش القبور وكنت أجد قوما وجوههم لغير القبلة فلم يكن عند الفزاري في ذلك شيء فكتب إلى الأوزاعي يخبره بأمر النباش فكتب الأوزاعي تقبل توبته إذا صحت نيته وعلم الله الصدق من قوله وأما قوله إنه كان يجد قوما وجوههم لغير القبلة فأولئك قوم ماتوا على غير السنة.
(100) حدثني عبد المؤمن بن عبد الله بن عيسى القيسي قال قيل لنباش كان تاب ما أعجب ما رأيت قال نبشت رجلا فإذا هو مسمر بالمسامير في سائر جسده ومسمار كبير في رأسه وآخر في رجليه قال قيل لنباش آخر ما كان سبب توبتك قال كان عامة من كنت أنبش كنت أراه محول الوجه عن القبلة.

ونتابع معكم في كتاب القبور إن شاء الله

الله اعلم






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 14-02-2008, 10:59 AM   رقم المشاركة : 3
ROPY
( وِد ماسي )
 






ROPY غير متصل

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



جـــزاكـــ الله خير ويـ(ع)ـطيكـــ الـ(ع)ـــافيهــ (ع) هالــطرح !!


*•~-.¸¸,.-~*وسلمت اناملكـ*•~-.¸¸,.-~*






دامـ ()تواجدكــ() وبأنتظار ()جديدكـ() !!


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة




/
\




رووبـــــــــي






التوقيع :
جميعهمـ مقلدين ....] !

قديم 15-02-2008, 10:48 PM   رقم المشاركة : 4
المازنِي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية المازنِي
 





المازنِي غير متصل



:

:




جزاكـــ الله كل خير على طرحكـ القّيم والهادف ..


وزادكـــ الله من فضله ونعيمه...


وطبتـ وطابـ ممشاكـ وجعلـ الله الفردوس مثواكـ ..







قديم 17-02-2008, 06:43 AM   رقم المشاركة : 5
عيونكـ غرامي
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية عيونكـ غرامي
 







عيونكـ غرامي غير متصل

جزاك الله خير







التوقيع :

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية