أنت البحر الذي لا أمواج له
أنت الطير الذي لا جناح له
و أيامك الماء الذي لا لون له
كيف أني هويت السباحة فيك
و استحليتها
ولعبت الغميضة في شواطئك
و عشقتها
ونسيت أنك النورس الحزين
لا تملك أن تحمل سفينتي
و لا أن تهديني طوق الياسمين
لا تستطيع أن تصون مهجتي
و لا أن تنسيني عذاب السنين
فالذنب حتما كان ذنبي
رضيت أم أبيت
أنا الوهم الذي نفخت فيه الحياة
و التراب الذي أجلت له الممات
لأغني يوما
لأصنع حلما
وناديتني من هناك
لأنظم لك شعرا
لأعزف لك لحنا
فأهديتك وروودا من حديقتي الصغيرة
ومسحت دمعاتك بطيبتي الكبيرة
فماذا أهديتني
ماذا أعطيتني
أو بالأحرى ماذا سلبتني
أهديتني الجراح والجراح لا تطيب
أعطيتني الحزن وشمس الحزن لا تغيب
وسلبتني بسماتي
فما عدت أسألها
وما عادت تجيب