اثناء سفري بالسيارة ذاهبا للمنطقة الشرقية في رحلة عمل انفجرت شرارة في عقلي واشعلت قريحتي الادبية التي انطفأت لاكثر من السنة والنصف لم اكتب فيها حرفا واحدا .
دارت في مخيلتي الكثير من الامور لا يمت اي منها للآخر بصلة , مجرد همسات و وساوس متخبطة في حجرات عقلي الباطن .
على انغام اغنية حزينة تذكرت قلبي الذي دفنته بيدي في ارض النسيان وبدأت بالتفكير عن اسباب ما حدث .
جميعنا يعلم عن وجود علاقات محرمه بين الشبان والشابات لكن مالا يفكر فيه اي من الطرفين هو عواقب هذه التجربة الممتعة مؤقتا حتى تكشف عن قناعها وتظهر حقيقتها المؤلمة .
يقول احد الشبان انه فقط يتعرف على الفتيات ليزيد ثقافته عن الجنس الآخر ويستفيد من الرأي المقابل .
وآخر يقول انه يضيع وقت فراغه ويتسلى بالكذب عليهن والتلاعب بمشاعرهن .
صحيح انه يوجد من الفتيات من يفكر بالتفكير ذاته لكنهن اقلية محدودة جداً .
انوثة المرأة وقلبها الرقيق ومشاعرها الحساسة جدا ً ليست لعبة لاي رجل ولا تعتبر عيبا في المرأة بحد ذاتها بل انها هي ما يميز المرأة عن الرجل وعن النساء الاخريات .
لو فكر اي شاب او شابه قبل اقدامه الخوض في اي مغامرة عاطفية ماذا يمكن ان تكون العواقب او ماهو اقل ما يمكن ان يحصل لاي منهما معنويا واجتماعيا وجسديا , لأعاد التفكير مرة تلو الاخرى .
ولكن هذا الكلام ينطبق على اصحاب العقول المتفتحة وانا اعلم تمام المعرفة ان هناك من يقرأ ما كتبت ويضحك بكل ما اوتي من قوة ويقول بالعامية ( ياعمي روقنا بس . قال ايش قال عواقب ) لكن اعد النفكير وراجع نفسك وانظر لللموضوع مو اكثر من ناحية وستجد بعضا من المنطق فيما اقول .
من واقع تجربة من علاقة سابقة او بالاصح العلاقة اللتي انهت مسلسل مغامراتي في عالم الرومنسية المزيفة .
لم اندم على ما حدث بل ندمت لانني لم افتح عيني من قبل لم اعرف ان نهاية اي شي خاطئ هو خطأ قد يغير مجرى حياة من اشترك في هذا الذنب .
تعرفت على فتاة وبقينا معا ثلاث سنوات مجرد صداقه هذا كان هو طلبي وهي وافقت في البداية . وباختصار قبل نهاية العلاقة صارحتني بمشاعرها الدفينة التي حاولت بشتى الطرق ان تبقينها في قلبها لمجرد ارضائي ولعلمها ان هذا الشي قد يجبرني على انهاء ما بيننا .
قالت لي ( احبك )
ضحكت في بادئ الامر وقلت لايوجد ما يسمى بالحب لانني حسب قناعاتي الشخصية ولازلت متمسكا بها .
ان الحب هو وهم اخترعه الانسان ليملأ فراغ حياته وليجد شيئاً يعيش من اجله !
سافصل معنى هذه العبارة لاحقا .
قلت لها بكل برود انا الآن مشغول وساحدثك لاحقا .
سافرت هي و عائلتها لقضاء الاجازة في احد المصايف .
واتاني اتصال من شخص يقول ان من امن الطرق وانا هناك عائلة حصل لها حادث سيارة وانه وجد هاتفا على الارض واخر رقم موجود فيه هو رقمي وتوقع انني من اقارب العائلة .
سألته وانا احاول ان اتمالك اعصابي وقلبي ينبض بقوه لدرجه انني احسيت انه سينفجر وعيناي امتلأت بالدموع وانا اقول :
هل اصيب احد ؟
قال لي باسلوب من يحاول تخفيف المصيبة الموت حق وكل شخص وله يومه !
لقد توفي جميع من كان في السيارة .
وهي ايضاً ماتت .
حتى وانا اكتب ما حدث لازلت احس بانني اعيش في حلم وانا ما حدث مجرد كابوس سيعبر والآن مضى على ما حدث 6 سنوات ولازال الكابوس مستمرأ .
سبب كتابتي لما حدث ليس القصة بحد ذاتها بل ما حدث لي بسببها .
تركت في اثرا لا يستطيع الزمن انا يزيحه باي وسيلة ولم اعد نفس الشخص الذي كنته قبلها . وبدأت اكتب واكتب واكتب محاولا اشغال نفسي عن التفكير بها .
القلب ليس لعبة
القلب كالحجر ينحت مشاعر مخفية بعد ان تكتشفها لا تستطيع تغييرها الا بتغيير الحجر . ومن منا يستطيع استبدال قلبه ؟!
ذكرت سابقا نظريتي عن الحب والتي اقو فيها :
ان الحب هو وهم اخترعه الانسان ليملأ فراغ حياته وليجد شيئاً يعيش من اجله !
استوحيت هذه العبارة من مقولة الاديب هوميروس:
( الدين افيون الشعوب )
يقصد فيها ان الانسان بشكل عام يحتاج للامل ليستطيع العيش في هذه الدنيا ويريد سببا يرى فيه استفادته من البقاء حيا .
ويعطي ديننا الحنيف المثال الاعلى للامل الاسمى وهو عبادة الله .
هذا الامل او السبب في حياتنا والذي من اجله خلق الانس والجان هو ما يميز دين الاسلام عن غيره .
لننظر ونقارن مع بعض الملل والديانات .
اليهود والمسيحيين يعبدون الله مثلنا لكن تختلف الطرق ولانه تم تحريف كتبهم فهم لا يحسون بمتعة في اداء العبادة لانها خاطئه ولان الانسان بطبيعته الناقصة قد تدخل وغير مانزل من السماء من وحي في هذه الكتب.
لذلك تراهم يخبطون في دينهم بعضهم متدين جدا والاخر لا يعرف الرب جل جلاله الا في ايام معينه والآخر لا يعرف من دينه الا اسمه .
اذا رأيت اصحاب الكتب السماوية في هذا الضلال فما بالك بمن لا يعرف الها , الملحدين والرأسماليين وعبدة الشيطان وعبدة الجنس وغيرهم كثير.
حتى مع انهم يضعون هدفا يعيشون لاجله وهذا هو المهم بالنسبة لهم الا ان مصداقية الامل والطرق اللي يحاولون انجازه بها تحدد مدة التزام الشخص فيه .
يكفيك فقط ان تنظر الى نسبة الانتحار في الدول الكافرة وهذه المعلومة تقودنا الى حقيقة اساسية
الانسان اذا فقد السبب الذي يعيش من اجله رخصت حياته واصبحت بلا معنى لذا كمسلمين يجب الا ننسى هدفنا الاسمى وهو عباده العزيز الغني سبحانه وتعالي .
همسه اخره تسبح في فضاء مخيلتي وهي ما يحدث للشباب فتيانا وفتياتا في وطننا الحبيب من انتشار عادات غريبة ومستحدثة على الدين والمجتمع.
ومنها انتشار التدخين بين النساء !
انا مدخن واعترف لكن كرجل اعتبر ان الاثر الاجتماعي اخف قليلا بينما ان تدخن الفتيات فهذا يعتبر شيئا غريبا وبرأيي الشخصي انه يخدش انوثه المرأة ويأخذ من شخصيتها الشيء الكثير .
هناك ايضا ظاهره المسلسلات التركية !!
والتي لم اجد سببا مقنعا للضجه الاعلامية اللتي سببتها واستغربت فعلا من متابعة شبابنا من الجنسين لهذه الاعمال الدرامية ضعيفه المستوى .
شي غريب فعلا ان مستوى تفكير الفئه الناشئة تردى الى هذا المستوى ؟
هل نعتبر شعبا ساذجا لدرجه ابتلاعنا لكل ما يقذفه علينا السوق العالمي من منتجات اعلامية وغيرها ؟
ولتحقير تفكيرنا اصدروا عطرا باسم ابطال المسلسلين في دعاية مشتركة مع ان كل ممثل في مسلسل مختلف !!
واراهن انه سينجح تجاريا ...
موضه القصات الغريبه والبسة الجنس الثالث اللتي اصبح الشباب يتفاخرون بها !!
يكفي اي واحد منهم انا ينظر الى نفسه في المرأه بتمعن ليرى عش الطير الذي وضعه فوق رأسه او الى بنطلونه الذي يكاد ان يقع منه !!
اتمنى ان تجد همساتي بعض الصدى ليزداد صوتها وتصبح صراخا في يوم من الايام .
في النهاية . شكر مقدم لكل من يقرأ الموضوع واتمنى انني افدتكم وامتعتكم , ارحب بتعليقاتكم وارآئكم وملاحظاتكم .