العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 14-01-2009, 10:35 PM   رقم المشاركة : 2
طالبة الدعاء
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية طالبة الدعاء
 





طالبة الدعاء غير متصل

أنواع الحياء
يستحي الإنسان من أربعة وهم :
أولاً : الحياء من الله عز وجل

فأما الحياء من الله فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره ، وهذا النوع من الحياء له أوجه عديدة وذلك بحسب الباعث عليه ، فمن ذلك :
1) حياء الجناية : كحياء المذنب من ربه بسبب ذنبه الذي يجعله نصب عينيه .
2) حياء التقصير : كحياء الملائكة ، الذين يسبحون الله بالليل والنهار لا يفترون ، فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك ! ما عبدناك حق عبادتك .
3) حياء الإجلال : وهو حياء المعرفة ، فإنه على قدر معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه .
4) وحياء المحبة : وهو الحياء الناتج عن محبة الله عز وجل .
5) وحياء العبودية : وهو حياء ممتزج من محبة وخوف ، ومشاهدة تقصيره وعدم صلاح عبوديته لمعبوده ، وأن قدره أعلى وأجهل منها ، فعبوديته له توجب استحياءه منه لا محالة .
كن حيياً
في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ، وهو يعظ أخاه في الحياء ، فقال : (( دععه ، فإن الحياء من الإيمان )) { متفق عليه } .
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الحياء لا يأتي إلا بخير )) { متفق عليه } .
قال أبو حاتم ابن حبان : الواجب على العاقل لزوم الحياء ، لأنه أصل العقل ، وبدر الخير ، وتركه أصل الجهل ، وبد الشر . والحياء يدل على العقل ، كما أن عدمه دال على الجهل . ومن لم ينصف الناس منه حياؤه ، لم تنصفه منه قحته ، ولقد أحسن الذي يقول :
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما يدل على وجه الكريم حياؤه
قـف
عن بهز بن كريم عن أبيه عن جده قال : قلت : يا رسول الله ! عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : ( احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك )) قال : قلت : يا رسول الله ! إذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : (( إن استطعت ألا يرينها أحد فلا يرينها )) . قال : قلت : يا رسول الله ! إذا كان أحدنا خالياً ؟ قال : (( الله أحق أن يستحى منه )) { رواه أبو داود والترمذي وحسنه } .
ومضة

قال الفضيل بن عياض : تغلق بابك ، وترخي سترك ، وتستحي من الناس ، ولا تستحي من القرآن الذي في صدرك ، ولا تستحي من الجليل الذي لا يخفى عليه خافية !! { تنبيه الغافلين } .
ثانياً : الحياء من الملائكة
فالملائكة مع الإنسان لا يفارقونه ، ويراقبون أقواله وأعماله ، ويحصون ذلك في كتاب الحسنات والسيئات ، فالواجب أن يستحي العبد منهم لعظم قدرهم ، وجلال شأنهم ، وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله : (( وإن عليكم لحافظين (10) كراماً كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون )) {الانفطار10_12 } .
قال ابن القيم : أي استحيوا من هؤلاء الكرام الحافظين ، وأكرموهم وأجلوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه من هو مثلكم ، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنوا أدم ، فإذا كان ابن أدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه ، وإن كان قد يعمل مثل عمله ، فما الظن بأذى الملائكة الكرام الكاتبين ، والله المستعان )) {الجواب الكافي } .
ومضة
قال بعض السلف لابنه : إذا دعتك نفسك إلى ذنب فارم ببصرك إلى السماء ، واستح ممن فيها ، فإن لم تفعل فارم ببصرك إلى الأرض واسنح ممن فيها ، فإن كنت لا ممن في السماء تخاف ولا ممن في الأرض تستحي ، فاعدد نفسك في عداد البهائم ...
ثالثاً : الحياء من الناس
والحياء من الناس سمة خير وعلامة مروءة ودليل على حياة القلب صاحبه وإن كان مريضاً . قال زيد بن ثابت رضي الله عنه : من لا يستحي من الناس ، لا يستحي من الله .
· وقال مجاهد : لو أن المسلم لم يصب من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي لكفاه .
· وقال بعض الحكماء : أحي حياءك بمجالسة من يستحى منه .
· وقال ابن حبان : الواجب على العاقل أن يعود نفسه لزوم الحياء من الناس ، فإن من أعظم بركنه تعويد النفس ركوب الخصال المحمودة ، ومجانبتها الخلال المذمومة . { روضة العقلاء } .
وعد ابن القيم رحمه الله من أقسام الحياء من الناس :
· حياء الكرم : كحياء النبي صلى الله عليه وسلم من القوم الذين أطالوا الجلوس عنده ، فقام واستحى أن يقول لهم :انصرفوا .
· وحياء الحشمة : كحياء علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه {مدارج السالكين} .
رابعاً : الحياء من النفس
قال ابن القيم رحمه الله : وأما حياء المرء من نفسه ، فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص وقناعتها بالدون ، فيجد نفسه مستحياً من نفسه ، حتى كأن له نفسين يستحي بإحدهما من الأخرى ، وهذا أكمل ما يكون من الحياء ، فإن العبد إذا استحى من نفسه ، فهو بأن يستحي من غيره أجدر . { مدارج السالكين } .
قالوا عن الحياء
· قال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقوة : القسوة في القلب ، وجمود العين ، وقلة الحياء ، والرغبة في الدنيا ، وطول الأمل .
· وقال الجنيد : الحياء : رؤية الآلاء .
· وقال ذو النون : الحياء : وجود الهيبة في اللقب ، مع وحشة ما سبق منك إلى ربك ، والحب ينطق ، والحياء يسكت ، والخوف يقلق .

الأسباب الجالبة للحياء
هناك أسباب كثيرة يمكن أن تؤدي إلى الحياء الإيجابي الذي يعصم الإنسان من اقتراف المآثم والقبائح ومن ذلك :
1. مراقبة الله عز وجل .

2. علو الهمة وشرف النفس .
3. رؤية العبد آلاء الله عليه .
4. رؤية تقصيره في شكرها .
5. محبة الله عز وجل .
6. إجلال الله عز وجل أن يراه على معصية .
7. الخوف من عقاب الله
8. الرجاء لثواب الله وما أعده الله تعالى لأهل الحياء .
9. مجالسة أهل الطاعة والحياء .
10. كثرة العبادة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن
11. محاسبة النفس وإحصاء مآثمها .
12. معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته وكماله وجلاله وعظمته
13. معرفة العبد نفسه بمهانته وحقارته وضعفه وفقره وحاجته إلى ربه في كل وقت .
· فيا أخي الحبيب ! إذا دعتك نفسك إلى التقصير .. فتذكر وقوفك بين يدي العلي الكبير .
· وإذا دعتك نفسك إلى العصيان ، فاستحي من نظر الكريم الرحمن .
· وإذا دعتك نفسك إلى الذنوب والمخالفات .. فذكرها بما هو آت ، لعل ذلك يكف كف الهوى والشهوات .
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل .
* * *






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:32 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية