أنفاس ديمة
على حدود خارطتي
تفجرت محبرتي
وأنبثق قلمي
واستنت ريشته
لينظم عقداً من الأحرف
وطوقاً من الكلمات المتناثرة
مع طلوع الشمس أداعبُ أحاسيسي
وأستقي رشفة أملٍ
كي أسمع تغريده
أتلمس الأزهار
وأستنشق عبيرها
لأجدد عهدي به
أقف عن كثب أرنو إلى ذلك الأصيل
أحلق مع سرب الطيور
عائداً إلى وكري
بعد أن غرق أملي في مرافيء صمتي
يتملكني الأسى
ويحتضنني الألم
ويقبلني الحزن
فتستعمرني الهزيمة
أعض على نواجذي بقوة
وأضغط على رأس قلمي لأقصمه
فيسطع ومض الأمل من وراء الأفق الداكن
مجدداً أملي في رؤياه
بعد أن ساومني اليأس
من جديد
أستأذن أسطري فأستدرج قلمي
كي يخرج من مملكة الصمت
لتعاود ريشته ترسيم حدود حرفي
وأبدأ ببناء هرم كلماتي الثكلى
أبنيها من لبنات الحزن والأسى
لأشق أرض ورقتي بحروف معاناتي
أتلفت بين زوايا حجرتي
أحاول تلمس بعض أثاره
فلا أجد سوى
بقايا حب
أغط على مكتبتي
وأقبض قلمي من طرفيه وبكلتا يديّ
أنظر إليه وألفه مراتٍ ومرات
ينتابني شعور التبلد ؛ وخيبة أمل
فأقذف بقلمي وإذا به قد تناثرت أجزاؤه
أبطش بورقتي لأمزقها إرباً إربا
فأطأطئُ رأسي
وتتسابقني عبراتي
وقتها أكون قد غفوت
وما هي إلا لحظات حتى فقت بعدها
وإذا بذلك المكان تملؤه تلك الوريقات الممزقة
والمنتشرة بين زواياه
وفجأةً شدني ذلك المشهد العظيم
مشهد قلمي الذي تهشم وتناثرت أجزاءه
إلا أن ريشته مازالت تقطر وتقطر
وستظل إلى أن يعود
استاذتي
تعانق عيوني روعة كلماتك
فلا تحرمينى من اطلالتك
ولك من جزيل الشكر والعرفان
دمتى بود بود
النـــاي