طرقت باب الاهل ولم اجد لي قريباً ,وطرقت باب الاصحاب ولم اجد لي صاحباً ,
وطرقت باب الاحباب فلم اجد لي حبيباً.
فعدت اتسكع دروب الحياة , يا زمناً ما عاد الاهل اهلاً ولا الاصحاب اصحاباً ولا الاحباب احباباً , يا زمن اليوم القريب ان لم يعش حياتنا ويسلب ارادتنا يرفض ان يكون لنا قريباً والصاحب ان لم يصعد على اكتافنا ويسطير على ارآئنا يرفض ان يكون صاحباً , والحبيب ام لم يخدعنا ويلهو بعواطفنا يرفض ان يكون لنا حبيباً , هذا زمن العجائب . رحم الله زمناً كان القريب ستراً وغطاء , والصاحب عوناً وسند , والحبيب نبعاً للحب والوفاء ومعقداً للامل والرجاء.
مالت يا ربي في عيوني موازين الحياة , واندثر الايمان في داخلي , بكل العلاقات والمثاليات التي حافظت عليها اعواماً وكلما مرت بي محنه تثبت لي اندحار الاخلاقيات , كذبت نفسي وقلت محال الحب ما زال هو نبض الحياة , واتت الايام بقسوتها تثبت لي ظنوني وعدم ثقتي ببشر هذا الزمان , وفضحت لي حتى ما كان العقل غافلاً وساهياً عنه , أواه ما ابشعك يا هذا الزمان !
هل وجدت نفسك يوماً منهزماً في معركة انت فيها المنتصر ؟ هل ذقت يوماً مرارة الانسحاب وانت مجبر ؟ هزيمة وانسحاب . ليس بسبب ضعف منك ولا بسبب جبن فيك . بل لأنك ادركت انك تورطت في معركة ظلم ومكر وخداع . انت تتسلح بالحب وصفاء النيه والمنطق , ومن يحاربك تمنطق بالنفاق والخبث والخداع سلاحاً له . جعل الخفاء ترساً يختفي وراءة , وانت تقف في العراء . معركة كأنما تواجه وطاويط في عتمة الليل . تأتيك على غفلة من حيث لا تعلم فتخبطك خبط عشواء وتهرب مسرعه تختفي في الظلام فلا تفتح عينيك من صفعتها الا بعد اختفائها , فتعجز عن معرفة غريمك . وانى لك ان ترد على ضربة اتتك على غفله من مجهول , في غياهب الظلام ساحة وغي يساء لك فيها وتطعن في ظهرك فيها ,, لا تعرف العدو من الصديق في ارضها , كل ما انت متأكد منه ان هناك حرباً قذرة تدور حولك , جميع اطرافها يحاولون ان ينالو منك , بخنجر الغدر يطعنونك برصاص الكذب يصيبونك ومن ثم الى صدورهم يضموك . سحقاً لقوم بثوب الاخلاق والمثاليات تستروا فخدعونا وبوجوه غير وجوههم تنكروا فهزمونا ووقفوا امامنا يبتسمون لنا . والله زحده يعلم ماذا يخفون لنا في سرائرهم وما هم في اعماقهم ينووون ...
يا قلمي يا قريبي يا صاحبي يا حبيبي , اصبحت مغروساً كالنصل في فكري فاسندني في رحلتي الطويلة معك وانصرني في كل خطوه اخطوها في دربي الشاق , فقد خذلني الجميع ولم يبق لي سواك بعد الله نصيرا .