أدب الموقف في القرآن الكريم (مثال موقف غرق كنعان ابن سيدنا نوح عليه السلام)
-3-
نأت إلى جزء هام من موضوع (أدب الموقف) وهو المشهد التمثيلي الرائع، أو الصورة الجميلة والمؤلمة في نفس الوقت، صورة عبرت عنها القصة القرآنية بشكل يحمل ثلاثة أوجه آسرة هي:
1- جمال التعبير: وهو جمال قوله تعالى (وحال بينهما الموج) فهذه العبارة على قصرها إلا أنها صورت في جمال متناه قوة التعبير في وصف الموقف.
2- قسوة الصورة: ففي الصورة بيان لقسوة الطبيعة وقوتها وامتثالها لأمر الخالق القوي المتين. صورة تحمل قوة العقاب وجبروت الجزاء.
3- هول المشهد: عبرت الصورة عن هول المشهد الذي أرادت القصة القرآنية تبيانه في هذه القصة، فالموقف وصف الموج وأراد من وصفه تصوير هول جزع الناس وهلعهم من مشهد كهذا يأخذ بالألباب وينزف القلوب.
وهنا نرى أن الموقف في القصة القرآنية لا يرمي إلى البعد القريب فحسب بل يرمي إلى أبعاد أقوى وأكثر تأثيراً في نفس المتلقي سواء كان هذا المتلقي مؤمناً قوي الإيمان أو ضعيفه.
التصوير في هذه العبارة جعلني أوقف أمام الكثير من التساؤلات وأرجو أن يفيدني أخوتي الأعضاء إلى كان لديهم علم بهذا الموضوع وهو (لماذا صورت العبارة صورة الموج فقط ولم تصور حال بقية ما حدث من هول الطوفان؟)