لم أكن أعرف أن القلوب تتشكل بسرعة النبض الا عندما كاشفتني نفسي بتلك الروح التي بروزتها النوافذ المشرعة بالنسيم وتواظب العناد والصد، لترسم الكلام قافية تعنونها الاعتذارات الواهية...
لم أكن أعرف أن لغة اللطف تزعج القلب الملتحف بالصمت، لانه يستغرب القصائد المنضومة بنرجس الصدق، ويرى الكلام الجميل مادة مستهلة لايحسن الانصات فيها ولايحسن التعامل معها بلغة مقروءة تفصح عن الشعور المخبأ خلف الوجه المرقوم بأحرف الهروب من ترهل الصور عندما يجد الانسان نفسه في موقف الذهول من تصرف الاثيرين على نفسه، عندما يراهم في لحظة مفاجئة وهم يلبسون أثواب التغير، ويكتبون علامات استفهام يقف الانسان أمامها يتسأل: لماذا؟.....ولماذا؟..... والاجابة كانت واضحة، ولكن العين المكحولة بلون الطيف لم تكن تراها تحت الغيوم المشحونة بزيف النظرة.
لم أكن أعرف أن البحر الهادئ يغرق السفائن المشرعة بمجاذيف الحلم المشرئب بأغنية النوارس، الا عندما توشحت الموانئ أعين الوهم بين كفيك المكتوبتين بأمواج الغموض حين ألغيت البوح على أرصفة الخريف.
لم أكن أعرف أن المسافة تقف بين عينيك وبين أسئلتي المنقوشة بروائح القرنفل، الا عندما سقطت أوراق الشجر من سواقيك المشبعة باليبس والجفاف.