إن اردتِ الحق ولاشيءٍ سِوَاه فأن كل (العِبَارَات ) يلِّي ذكرتِيهَا بعَالِيهِ ( ألَمتنِي )
أشعرتنِي بالقَصَّة ليش لا ألستُ بشَر من مجموعة مشَاعِر دفَّاقَة وأحَاسِيس مُرهِفَة!
وربما كان احد الاسباب في صعوبة هذيه ( العِبَارَات ) هُو التعامل مع الآخرين ..
هو ان تلك النفوس قد تغيرت ولم تعد كما هي؟!
ولستُ متأكداً على وجه التحديد ان كان المال نفسه هو السبب في صعوبة التعامل
مع مثل هذه الفئة من البشر التي تجدِي نفسكِ عاجزة عن التعامل معها ومسايرتها
بكل القُدرات التي منحكِ إيَّاها الرَّب .. وبكل المواهب التي تُحسدِي عليها؟!
نحن لا ننكر ان التحول الملاحظ للمادية من قبل الكثيرين منا يكاد يكون واضحاً ..
في جميع اوجه الحياة اليومية المختلفة .. ومن كافة اصناف البشر!!
ولكن هناك بالتأكيد عوامل أخرى لا تقل اهمية عن المال هي ما جعلت الانسان
يتغير في سلوكه ويصبح انساناً غريباً يصعب التعامل معه أو اقناعه بأبسط الأمور
خذي مثلا ً إن شِئتِ ..؟!
التنشئة الاجتماعية المتناقضة التي يعيشها البعض منا مع اسرته منذ نعومة اظافره
التي تجعله متذبذباً وغير مستقر نفسياً!!
خذِي مثلاً آخَر وإن شِئتِ .. مثلاً المعاملة غير العادلة التي تحزُّ في النفس ..
والتي يشعر بها بعضنا حتى من والديه وأقرب الناس إليه مما يجعله يشعر بالظُّلم
ويحاول ان يستخدمه مع غيره فيما بعد ..
ومثلاً ثَالث ( معليش ) يبدو أنني أثقلتُ كاهلك بأمثالي في هذهِ الصَّباحيَّة اللطيفَة ..
الجهل بأبسط أمور الحياة .. وغياب الوعي الاجتماعي لدى بعضنا مما يجعله عرضة
للإستغلال السيء من ضعاف الضَّمائر ..
بل خذ الحالة النفسية السيئة التي يصل إليها بعضنا وعُقَد النقص وغيرها ..
من الامراض النفسية المتعبة .. من جراء الاحباطات المتتالية والاكتئاب ..
والتي أضحَت سِمة هذا العصر .. والتي قد تجعله لا يبالي بمشاعر الآخرين ..
واحاسيسهم فيما بعد حين يتعامل معهم؟!
أليست تلك العوامل وغيرها كثير وكثير سببًا لتلك المعاملة الجافة المتصحِّرَة ..
وغير الحضارية التي يمارسها البعض مع غيرهم كرد فعل طبيعي لما يلقونه ..
من اهانات واحباطات دون التنبه لخطأ ما يمارسونه في حق الاطراف الاخرى
على الاقل ممن لهم حق عليهم؟!
وأنا حينما أقول بأن التعامل مع البشر اضحى صعباً هذه الايام ..فلا تُخالِينِي أبالِغ
فلا أخَالُ أننِي ابالغُ في قولي .. ذلك ان الشواهد على ذلك كثيرة وعديدة ..
ومن الحياة اليومية ايضاً!!
والأغرب من ذلك .. اننا ربما مارسنا نحن نفس او جزء من المواقف السلبية
نفسها مع غيرنا دون ان ندري ما لم يُنبهنا أحد إليها!!
هذا مثلاً مسألة عدم احترام الناس لكلمتهم وتعودهم على ذلك .. تسمع بأذنيكِ ..
هذا الانسان أو ذاك يُقسم لك بأغلَظ الايمان انه سوف يفي بوعده معك في مسألة
من المسائل وحتى امام الآخرين!!
وإذا ما يقوله لا يعدو كونه امتصاص غضب وتهدئة وضع او ان شئتِ وهذا جائز
نوعاً من التصريف المؤقت؟!
أرأيتِ .. يا سبحان الله حتى القسم أضحَى وسيلة للتنصُّل من المسؤولية والهروب
من الاخطاء التي هي سِمةَ من سِمَات هذا الانسان؟!
وأحيانا يا أستاذه (شَــوْق) حتى المال نفسه لا ينفع مع نوعية معينة من البشر
تعطيهِن ما يريدون وحسب ما اتفقتِ عليه معهم وربما اكثر وفي وقته دون تأخير
ولكنك مع ذلك لا تأخذِي منهم سوى مماطلات سِوَى تسويف وسِوَى تصريف ؟!
لي موضوع بعنوَان ( لَيتنِي مَاعَطِيتُك ) عودِي لملفِّي إن شِئتِ!!
ومالم تتابعي عملكِ بنفسكِ .. فسوف لن تحصلي على شيء وان حصلتِ فاحمدِ الله
انكِ حصلتِ عليه او جزء منه ..
لانه سوف يكون ناقصاً وغير مرضِ بل على عكس ما اتفقتِ معهم عليه ومع ذلك
لا تملكِ سوى ان تقبلي بالموجود المتوفر .. لانهم هم اصحاب الفضل والمنة ..
ف يا سبحان الله أرأيتِ كَيف؟!
ان السمة الملاحظة على افراد المجتمع انكِ مهما عملتِ بجد ومثابرة ..
وبكل ما أوتيتِ من طاقة فلن تسلمي من ألسنة الآخرين التي لا ترحم ..
والكل يوجه إليكِ سياطه اللاسعة ومطرقته القاسيَة!!
والكل يفسر عملكِ على محمل آخر بعيد جداً عمَّا ترمين إليه او تفكري فيه ..
وإذا ابتعدتِ ونَأيتِ بنفسكِ عن الآخرين ..
وأصبحتِ تعملي بمفردكِ قالوا بأنكِ انسانة مغرورة وشايفه حالكِ عليهم وإنطوائية
منعزلة ومعقدة إلى غير ذلك من الاوصاف المعروفة .. التي لاتليقُ بكِ كإنسَانة!!
وما لم تكوني واعية لتلك العقليات ومدركة لكيفية التصرف معها ..
سوف تتعبي وتخسري .. وربما اثـَّرَ ذلك على عطائكِ وعلى علاقتكِ بالآخرين
بل وحتى على تكوين صداقاتكِ ..
ونا لا أنكر ان هناك فئات أخرى خلاف ما تحدثتُ عنهم تماماً تتمني انتِ ..
من كل قلبكِ ان يكون تعاملكِ معهم شخصياً دون غيرهم وباستمرار لانها تريح
من يعمل معها وتجذبه إليها وتعلقه بها ..
ولكن الذي يحدث مع الاسف ان هناك اناساً تخرِّب على اناس وتترك انطباعاً سيئاً
عن الآخرين رغم انها تختلف عنها في كل شيء ..
ولكن الانسان بطبيعته يُعمم ما يراه أو يسمعه على الآخرين فتريه حذراً في تعامله
مع فلان أو علان لانه يخشى أن يكون هذا الانسان هو صورة طبق الاصل مما رآه
او سمعه؟!
أنتِ الآن رُبما تستغربي ما قد أقوله ومعكِ الحق . ولكن ارخي نفسكِ قليلاً وفكري
بالمواقف التي صادفتكِ في حياتكِ اليومية والعملية .. وتوقفي عند تلك النوعيات
من البشر التي سببت لكِ نوعاً من الانزعاج والقلق والتوتر نتيجة عدم معرفتكِ
كيفية التعامل معها رغم انها قد تبدو طبيعية لغيركِ؟!
هذه الفئات المقصودة .. قد تواجهيها اثناء انجاز مهمة ما في دائرة خدماتية ..
حيث ذلك الانسان الذي يقابلك بعبوس وَشَذَر..أو ذلك الانسان الذي لا يريد
ان يسمعكِ ويتفهَّم وضعكِ .. ذلك الانسان وما أقسَاهُ الذي يُشيحُ بوجهه عنكِ ..
هذا ان لم يلق عليك بعض الكلمات الجارحة دون حياء او ذوق ..
وكأنكِ تتسولي منه او تطلبي منه صدقة او احساناً والغريب ان مثل هذا الانسان
يستمر في تعامله اللامسؤول مع كل شخص وبشهادة الجميع بمن فيهم زملاؤه ..
دون رادع أو عقاب او مسؤوليه؟!
هذه الفئات تجديها مع الاسف .. حتى مع بعض التربويين ممن يفترض ان يكونوا
قدوة مثالية في كل شيء بما فيها تعاملهم مع تلامذتهُم ..
إلاّ انكِ تجديهم عكس ذلك..فنظرتهم لطلبتهم متعالية ونظرتهم لـ (الأنَا) عالية
وتعاملهم مع طلبتهم ابعد ما تكون عن الأبوَّة الحانية .. والاخوة الصادقة ..
بل الأغربُ من ذلك .. ان امثال هؤلاء التربويين كثيراً ما يلقون باللوم على الطلبة
والطالبات وعدم احساسهم بالمسؤولية والجدية ..
ويتناسون انهم احد اسباب هذا الاهمال والشعور باللامسؤولية
بسبب هذا الحاجز النفسي الكثيف الذي يضعه اساتذتهم بينهم؟!
والأكثر غرابة انه حتى بين بعض النساء انفسهن تجدي هذا التعالي والشعور ..
بالأنا المفخمة لمجرد ان تصبح بعض النساء الموظفات في دائرة ما مسؤولة ..
عن قطاع ما وهنا وبدل ان تسهل على اخواتها وزميلاتها ..
دون ان يضر ذلك بالعمل وفي ضوء القوانين المتبعة تجديها مع ذلك تضع العراقيل
وتصعب الامور في الوقت الذي تشتكي منه النساء من الرجال ..
وتطالب ان يعاملوها افضل وأفضل .. في حين انها هي نفسها لا تعامل بنات جنسها
بما تطالب به وهذا ليس تعميماً كما اشرتُ ولكن هناك عينات كثيرة من هذا النوع
علماً ان هناك فئات اخرى لا تملك ان تقولي بينهن سوى انهن دواء ..
لو وضعن على الجرح يبرأ بإذن الله .. فيهن تفهُّم المسؤول وحرص المواطن ..
وخوف الأم وحنانها؟!
وان كنتِ مازلتِ متشككة بعض الشيء والحديثُ لكِ أستاذه ( شَــوق ) لاتنامِي
فحاولي ان تستثيري ذاكرتكِ .. حاولي ان تسترجعي سنوات دراستكِ ..
وتتذكري اساتذتكِ أو معلّمَاتُكِ وتعاملهم معكِ ومع زميلاتُكِ عندما كنتِ طالِبَة ..
على مقاعد الدراسة .. وبالتأكيد سوف تري بعضاً من تلك النماذج يلِّي ذكرتُ؟!