السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت ابحث عن شيء ما
لا اعرف كنهه ..
ولكنى مازلت ابحث
اعتدت على التجوال في كل مكان
فاعتادني الناس ولم يعد منهم من يستغرب وجودي أو اختفائي السريع
اعتادوا نظراتي الفاحصة لوجوههم وكانى ابحث عن إجابة في كل وجه أراه
لم اكن اعرف ان ما ابحث عنه هنا
حيث كان المفترض ان ارى بوضوح اكثر من الاخرين
لم اعرفها الا في تلك اللحظة
حين وجدت دموعي تنهمر على طفلة صغيرة
اختطفها الموت أمام و الدتها
شعرت حينها بألم يعتصر قلبي .. يمزقه ..فبكيت فلم اشعر بهذا الشعور من قبل
وضعت يدي على فمي لأمنع شهقاتي من الخروج
فتلك النظرة لن أنساها ابدا ما حييت
نظرة تلك الام لابنتها وهي غير مصدقة... نظرة حوت ذهول العالم كله
وأسرعت تحتضن طفلتها
تهدهدها وكأنها في المهد
تهمس في أذنها بصوت حاني ناعم
تطلب منها ان لا تخاف فهي هنا بقربها
تسألها ان تستيقظ .. ان تقوم معها.. او حتى تعانقها
ولكنها لا تتحرك..وكيف تتحرك وهي لا تسمعها
وهل يسمع الميت وينفذ مايطلب منه
انطلقت صارخة أسال أمي كيف؟ لماذا؟ طفله بريئة؟ حرام
ولكنها أجابتني من خلال دموعها
أترين حبها لطفلتها فهززت رأسي
فقالت الله ارحم بالطفلة من أمها.. ارحم بنا منا
انه الرحيم
لا اله إلا الله
أهذا ما كنت ابحث عنه
الرحمة داخل قلبي
لم اعرفها او اعرف لها معنى قبل الان
قرن الله اسمه الرحمان الرحيم في بداية كل سورة ولم الحظها
الزمنا بالبدء برحمته في كل أمور حياتنا ولم ارى معناها إلا الان
فهل عرفتموها في قلوبكم انتم قبل الان؟؟؟
ارحموا طفل بكى جوعا فلن يقبل الرحيم ان يراك متخم وهو جائع
ارحموا عاجز لا يستطيع عبور شارع او شراء حاجياته بنفسه فلن يقبل الرحيم ان تكون صحيح البدن معافى وتسخر من عاجز لعجز هو ابتلاه به
الم.. حرمان ... جوع.. فقر... كلها امور تدعوا الى الرحمة
وتستحق الرحمة فارحموا ترحموا قال صلى الله عليه وسلم " ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا و هم يعلمون ". صحيح الألباني صحيح الجامع 897
واقبل عليها فقد نتعلم يوما معنى الرحمة
ولا تبخل بما في قلبك فهو ما يستحق العطاء
لا اعرف ان كان ماوضعته هنا يستحق القراءه
ولكن عجز قلمي عن اخفاءه وقلبي عن كتمانه
فاتمنى ان يرقى لحروفكم المضيئه
بقلمي
احترامي لكم وتقديري
العرض العادي
