تعـاتبه وتُكـثر من بكـاها
فيحضنها إلـى قلب هواها
وتحضـنه فيجذبــه ذراع
إلى دنيـا مجنـّحة رؤاهـا
ويحرقه حـنان بات نـارا
فيطفـئه بنهل من لماهــا
تطيــر به إلى أفق فـسيح
كـأن الكون يصغر عن مداهـا
تغـطّـي وجهه بطليق شَعـر
فينشـق فيه أحزانا قضاها
تصيح بصوتهــا المبتل دمعا
ويصمتها فيخنقه صـداها
يلاطــف شعرها بكفوف حزن
فسيــح الكون لا يحوي أساها
تخبئ وجهـها حينا بصدر
به أشباح وجْدٍ لا تراها
تعـاتبه بنظرتها فيذكـو
بنار لا تكـاد ترى لظاها
صموت ضـجت الآلام فيه
ونجوى تمنـع الإفصاح فاها
وبــات كلاهما تملي الليالي
على عشقيهما حزنا وآها
كـذا حتى أتى صبح رهيب
فتـاة فيه قد فقدت فتاهـا