يختلف مفهوم كل منا للزواج إلا أننا نتفق جميعاً على أنه سكن ومودة ورحمة اتفاقاً لايتغير وإن تغير الزمان والمكان. لكن المؤسف حقاً هو أن يصل الاختلاف بين طرفي أقدس علاقة إلى هوة تبتلع الكثير من المبادىء والأخلاقيات.. وصدع يستعصي على الرأب.
وأنا أعوّل كثيراً على دور المرأة في إنجاح العلاقة الزوجية.. وألقي عليها اللوم في حال فشلها.
فالمرأة بالذات يجب أن تعد إعداداً جيداً من أجل أن تكون الأرض الخصبة التي تنشىء بستاناً وارف الظلال اصطلح على تسميته بالأسرة.
تكن أسرته كلها تفعل ذلك.. وهنا تبدأ المشكلة.
إن التعامل مع الزواج على أنه من المسلمات والعادات الروتينية التي يجب أن نمارسها يفقد الزواج أهميته في كونه أساس المجتمع الإنساني.. ويسلبه متعة فن الحياة الأجمل ومن الخطأ الاهتمام بالماديات والتغافل عن المعنويات في أسمى علاقة إنسانية.. بل الخطأ الأكبر هو التعامل بسطحية تتنافى مع عمق هذا الارتباط.
فكم فتاة فكرت وقدرت حجم المسؤولية قبل المضي في الارتباط.. فكرت في رعاية الزوج وإدارة المنزل وتربية الأطفال دون أن تفكر في (خادمة) تسلبها دورها السامي.
إن أخطر ما تفعله امرأة تبدأ حياتها حديثاً هو الاعتماد على خادمة تدير عنها منزلها وتهتم بزوجها نيابة عنها.. لتكتفي هي بالزينة والمجاملات الاجتماعية.
اعتقد أن وجود الخادمة يضعف دور المرأة ولايمنحها الفرصة الكافية لإثبات وجودها في حياة زوجها.
ما أريد قوله: إن الزواج مسؤولية عظمى علينا أن نعيها جيداً قبل الإقدام عليها.. ومسؤولية استمرارها أكبر وأعظم.
هذا الاستمرار الذي يتوقف على مدى التفاهم بين الشريكين والتنازل المتبادل بينهما.. والعمل على تحسين الذات لتتلاءم مع الشريك.. وتطوير المهارات والقدرات المختلفة لتواكب نمو الحياة المشتركة بينهما.. وعدم التعنت والتمسك بما يمكن التنازل عنه.
ففي الزواج بالذات لاتخسر شيئاً إذا تنازلت للطرف الآخر بل على العكس تماماً فأنت تكسب حبه وولاءه وتقديره.
إلا أن بعض الفتيات - أصلحهن الله - يتعاملن مع الزوج باعتباره ملكاً خاصاً امتلكنه بموجب عقد القران فيبدأن الإهمال بكل معانيه وصوره مادياً ومعنوياً.. فتبدأ شكوى الأزواج من زوجات مهملات أو عصبيات أو لا مباليات أو مغرورات متعنتات.. أو ربما اجتمعت كل تلك الصفات.
ويؤكد الأزواج أنهم حاولوا محاولات مستميتة من أجل الإصلاح ولكن لا حياة لمن تنادي.. فالزوجات سادرات في غيهن.
وأنا أنصح رجلاً هذه حالته بأن يحاول مرة أخرى لأن من حقه الحصول على السكن الذي يبحث عنه.
إن الزواج جهاد مستمر من أجل المحافظة على هذا الكيان الحيوي.. ومن تظن أنها ملكت زوجها بمجرد العقد بينهما واهمة.. ولتحذر من مغبة تصرفاتها.. لأن الرجل تحديداً يبحث عن الراحة في الزواج.. يريده جنة يركن إليها هرباً من هجير الحياة ومرارة التعامل مع الناس خارج أسوار بيته.. ولاأظنه يطيق وجود هذا الهجير وتلك المرارة في بيته.
قد تنزعج بعض النساء من قولي هذا ويلمن الرجل ويعددن نواقصه التي أعرفها جيداً كما أعرف أن بعض الرجال لايستحقون زوجاتهم.. لكن هذا لايعني أن تقصّر الزوجة في حقها وحق بيتها وزوجها لأنه مقصّر.
فالمعاملة بالمثل قد تجوز في كل الأحوال إلا في الزواج.. لا ندية فيه.. وأشدد على ذلك.
فمهما بلغت المرأة من مراتب العلا ومناصب الدنيا.. وكانت بمقاييس الجميع أفضل من زوجها.. عليها بمجرد الزواج أن تتناسى ذلك كله وتتحول إلى زوجة فقط إذا أمرها أطاعته.. وإذا نظر إليها سرته.
وإلا أصبح من حقه أن يبحث عن فرصة أخرى يأنس بها وتأنس به وهن كثيرات.. فعلى الزوجات الغافلات عن حقوق أزواجهن الانتباه.
م
ن
ق
و
ل
ولكم تحياتي..
مرووووحه..