''الحرة''.. قناة جديدة للهيمنة!
بمبلغ يقدر بـ 62 مليون دولار، وفي إطار استعدادات الولايات المتحدة للمضي في تنفيذ خططها في منطقة الشرق الأوسط، تعتزم مع مطلع السنة الميلادية القادمة 2004 إطلاق قناة مخصصة للعرب وموجهة إلى منطقة الشرق الأوسط، وعرفت هذه القناة باسم قناة "الحرة"، ويقف وراءها فريق مختلط من الأميركيين والعرب، الذين وصفوا المواد التي تبثها وبرامجها بالحرة، مثلها في ذلك مثل الإذاعات الأخرى مثل صوت أميركا وصوت أوروبا الحرة. وتعد هذه المحطة أكبر محطة للإرسال منذ إنشاء صوت أميركا عام 1942، وذلك بدعم مباشر من الإدارة الأميركية، وتنوي المحطة المزعومة بث أخبار باللغة العربية ومنوعات خفيفة كما أكد القائمون عليها.
من المقرر أن تبدأ الشبكة إرسالها في وقت مبكر من العام القادم من ولاية "فيرجينيا" الأمريكية، ويقول بعض الخبراء إنه حتى لو وجدت هذه القناة القبول فإنها لا تستحق مبلغ 62 مليون دولار تصرف عليها في العام الأول، مع العلم بأنها تنوى فتح مكاتب لها في بغداد وسيصرف عليها هناك 40 مليون دولار، كما ستكون لديها مكاتب أخرى في كل أنحاء الشرق الأوسط، وستعمل القناة جنبا لجنب مع إذاعة "سوا" التي بدأت بثها قبل عامين.
يأتي إطلاق هذه القناة في الوقت الذي تعتزم فيه الولايات المتحدة مضاعفة الميزانية المخصصة لبرامجها الموجهة إلى إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم وهي باسم إذاعة صوت أمريكيا، وتنال هذه المحطات دعمها المالي من أموال الوكالة الأمريكية المكلفة ببث البرامج الإذاعية والتلفزيونية (BBG)وفي إطار 28.5 مليار دولار المخصصة للسياسية الخارجية الأمريكية في العام 2004م.
إن هذا الأمر يعطي الدليل الواضح على التخطيط المحكم الذي يستهدف جيل هذه الأمة الجديد، ومقدار الاهتمام الذي يوجه لهذه المنطقة الحساسة من العالم، وبالتالي فإن الحل لا يمكن أن يكون من خلال أعمال فردية، بل من خلال جهد جماعي مؤسسي يجمع طاقات الأمة ويوجهها بكل عقل وهدوء إلى الدفاع عن هويتها وثقافتها.
إن هذا الأمر يحتم على المؤسسات الحكومية والخاصة العمل الجاد لإنشاء وسائل إعلامية تحترم المستمع والمشاهد، وتقدم له المعلومة في إطار من المعالجة الموضوعية ووضع الأمور في نطاقها الصحيح. لا يمكن أن نيأس ونحن نعلم أن الباطل كالطبل يسمع من بعيد وباطنه من الخيرات خال، ولكن وجود جمهرة كبيرة من الشباب دون تأسيس عقدي وأخلاقي صحيح يجعلنا نشعر بالمسؤولية ونعمل بشكل جاد لمزاحمة هؤلاء الذي ينفقون أموالهم ليضلوا عن سبيل الله، والله عز وجل يقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}.